30 يونيو.. عقدٌ من العزيمة والبناء

26-6-2023 | 11:17

عقدٌ كامل مرّ عليها، ومصر آمنة مطمئنة مستقرة، لمن يعيش بها أو يقصدها، ولمن يدخلونها بسلامٍ آمنين، عقد كامل ومصر التي في خاطرنا ودمنا، تتحدى صعاب الدنيا وتقف بهامةٍ شامخة بين الأمم تضرب المُثل العليا والنموذج الأمثل لمعنى الوطن، عشر سنوات لكى نقول عن الثلاثين من يونيه إنها ذكرى، غير أن الوقت الذي جرى إذا استطعنا أن نحصره بالسنوات أو الشهور، فكيف لنا أن نحصر دهرًا من الإنجازات المتلاحقة، والتي من أجلها واجه شعب مصر الأبي الاستبداد وفساد عقودٍ طويلة ومتراكمة لأكثر من ثلاثين عامًا، صارخًا لا في وجه كل فاسد أو متجبر أو دخيل يريد لهذا الوطن خرابًا ومحوًا للهوية الأصيلة، وهي الشجاعة التي واجه بها الاحتلال على مر الزمان، وصولا إلى خفافيش الظلام التي أرادت أن تخطف هذا الوطن إلى أجوائها وأجندتها، فتواطأت وتآمرت عليه لتصل إلى السلطة، ثم بدأت تكشف عن وجهها القبيح بالتدخل الفج في ملامح الحياة السياسية داخليا وخارجيا، ومحاولة  سلب الهوية والخيرات والتغيير في نسيج الشعب، الشعب الذي قالها بكل ما أُوتي من قوة، وخرج إلى كل الشوارع والميادين، ليصرخ: لا.. في وجه الطغاة، بعد أن كشف مخططاتهم، واستطاعت مصر بفضل أبنائها رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا أن تتصدى للطواغيت، وتقول كلمة ستظل نبراسا في التاريخ، الكلمة التي سمعها العالم كله "ارحل"، لافظة ذلك السرطان الخبيث الذي تجرأ على الشعب ومقدراته وتاريخه ورموزه.

 فجاءت ٣٠ يونيو لتصحح المسار وتبني وطنًا قويًا جديدًا قائمًا على الحرية وتصديق أحلام المصري لنفسه ووطنه، الذي انطلق عبر آفاق لا محدودة، بعد زمن طويل كانت البلاد فيه أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم وصولًا للاستقرار الذي يتطلب البناء والتنمية المستمرة. 

ودائما سنتوقف هنا لنتذكر ما قاله القائد الهمام الذي لبى نداء الشعب، حين قال: سيتوقف التاريخ كثيرًا أمام ثورة 30 يونيو المجيدة، وستظل حية في ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف". 

وها نحن الآن خلال سنواتٍ عشر، وبعد سنواتٍ استطاعت فيها مصر أن تهزم الإرهاب، وتواجه الاختبارات الصعبة والمتلاحقة والتي لم تزل آثارها مدمرة للعالم، كالوباء بأنواعه، والحروب الدولية، تستمر الدولة رغم كل ذلك في مواصلة التحدي وتفعيل الحلم على أرض الواقع بالتكاتف والثقة في القيادة والحكومة وفي قدرات هذا الشعب على الصمود والثقة كذلك في حبه وإخلاصه لوطنه، وتضاعف حجم هذه الثقة بين الشعب والقيادة السياسية التي واصلت إصرارها لاستعادة البلاد والدفع بها إلى خارطة الحضارة، لتتبوأ مكانها المستحقة بين الأمم، كرائدة في محيطها العربي والإفريقي، وكدُرة الأمم وأول الحضارات في العالم كله، فكان الاتجاه بدفع وحماس وروح 30 يونيه نحو تقوية دعائم هذه الدولة التي تثبت كل يوم أنها أن الدنيا حقًا، وقُطعت الأشواط الكبيرة والفارقة في عملية بنائها كدولة ديمقراطية حديثة، بالتخطيط السليم مع الرغبة الأكيدة والعزم، فشهد الجميع وطنهم الغالي يتمتع ببنية أساسية مغايرة وتشرف وتفتح الأبواب للاستثمار في جميع المجلات، وشهد الجميع هذه النقلة النوعية على مستوى الصحة والتعليم والزراعة والصناعة، والاقتصاد وتوفير فرص العمل، ودعم الشباب والمرأة وأصحاب المعاشات والعمال، وتمهيد الطرق وإمدادات الكهرباء ومشروعات الطاقة، ومواجهة العشوائيات وإنشاء مناطق آمنة وآدمية كإسكان بديل، فرأينا بأعيننا المواطنين الذين عاشوا سنوات من النسيان والإهمال من ذي قبل ينتقلون إلى الأسمرات 1 والأسمرات 2، وروضة السيدة بالقاهرة، وغيط العنب والبشاير فى الإسكندرية، وغيرها كمجتمعات متكاملة بجميع المؤسسات صحية وتعليمية وخدمية، وتوازيا مع مشروعات الإسكان الاجتماعى للشباب، حتى برزت للعالم هذه النقلة الإنسانية والحضارية لفئات الشعب المختلف، وليتحقق برنامج إصلاح اقتصادى يمكن الدولة من التعافي والصمود فى بناء قدراتها الدبلوماسية، ورأينا المبادرة العالمية الأولى والأكبر من نوعها "حياة كريمة"، هذه المبادرة الشاملة التي غطت محافظات وقرى ونجوع مصر محققة جميل سبل العيش الكريم في وطن كريم، فضلا عن إعادة بناء السياسة الخارجية عربيًا وإفريقيا وعالميا عبر سياسة أساسها التعاون والشراكة والحضور الدائم والمميز لمصر، التي أقامت سياسة خارجية تقوم على التزامن وضمان مصالحها وأمنها مصر، مستعيدة علاقاتها الخارجية ومشاركة فى قمم مع كل الدول الكبار، شرقا وغربا، باستقلالية واحترام وترأست الاتحاد الإفريقى وقدمت العديد من المبادرات وكانت رؤيتها واحدة وواضحة تقوم على المصالح والاحترام، هذه القيم التي تليق بوطن حر استطاع أن يقيم الحوار من الجميع وبين الجميع خارجيًا وداخلياً، إذ أننا نشهد الآن فعاليات "الحوار الوطني"، هذا العرس الديمقراطي الذي يُعد أحد تتويجات رحلة النجاح المكثفة والشاقة، ويأتي وسط تحديات كبيرة، شاملا أطياف المجتمع وفئاته وأحزابه وكياناته من أبنائه المخلصين، والذي وعد الرئيس بالعمل على تنفيذ مخرجاته في جميع الملفات، سعياً لتأكيد استمرار المسيرة بالتكاتف البناء قبضة اليد الواحدة التي تقبض تتمسك بروح الأمل وروح ثورة 30 يونيو نبراسًا، شعاع النور الذي يقودنا للأمام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة