وليالِ عشر.. مباركة

21-6-2023 | 18:21

المسلمون في مختلف أنحاء الدنيا يسعون بكل ما يملكون من طاقات كامنة داخل انفسهم وقلوبهم  للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكل الطرق والوسائل.. لذا نجد المسلم قلبه معلق بالطاعات المرتبطة بشكل اساسى وكبير بطاعة المكان وطاعة الزمان.. والعشر الاوائل من ذى الحجة هى أهم وأعظم طاعة لله؛ لأنها تجمع بين طاعة المكان وطاعة الزمان، وتلك هى أعظم طاعة على الإطلاق.. ولهذا أوصانا رسول الكريم اغتنام فرصة الفوز بفضل الأيام العشرة الأوائل من ذى الحجة .. قَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم 
 « مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟.. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم 
 «وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»
 أخرجه الترمذي..  والكثير من المسلمين  يجدون فى شهر ذى الحجة متعة طاعة المكان لذا يشدون الرحال بكل الحب  والفرحة العارمة  لأداء مناسك الحج لإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام قال تعالى : « الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ »  البقرة الآية 197 .. يذهب المسلم لقضاء المناسك وهو هنا يستمتع ويستجيب إلى طاعة المكان والزمان معا.. 

المكان.. أن يكون فى رحاب بيت الله الحرام.. والزمان.. هى الأشهر المعلومات ويختص من الأشهر العشر الأوائل من ذى الحجة التى تشهد فيها خير يوم طلعت عليه الشمس وهو يوم عرفة.. ذلك اليوم الذى يتم فيه تأدية شعيرة الحج.. يوم عرفة فيه يتباهى الحق سبحانه وتعالى أمام ملائكته بعباده من الحجيج الذين جاءوا من كل أنحاء الدنيا لأداء مناسك الحج ملبين مكبرين.. حامدين شاكرين.. هذا هو لسان حال متعة الحجيج لأنهم لبوا طاعة المكان والزمان فى أعظم أيام الطاعات على الإطلاق.

أما طاعة الزمان وحدها فيستغلها ويستمتع بها المسلمون فى كل بقاع الدنيا باستغلال زمن الأيام العشر الأوائل فى مشاركة الحجيج بالروح والقلب.. والنفس والبدن.. تلك الأيام العشرة يستغلها المسلم ويغتنم فرصتها عن طريق الإكثار من الطاعات.. المزيد والمزيد من
 «الصلاة.. والصيام.. والصدقة.. وجبر الخواطر .. والكلمة الطيبة» واهتمام وحب ورغبة المسلم  فى الإكثار  من الطاعات والعبادات فى هذه الأيام العشر لأنه يعلم أنها أيام محددة لا يأتي ذلك في غيرها من أيام العام.. وأنها الأيام والليالى التى قسم بها اللهُ تعالى قال: {وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} الفجر: 1، 2

والله سبحانه وتعالى ذكرنا أنه دائمًا إلى جوار عباده فى كل احوالهم.. رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه سبحانه: 
«أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». 

لذا علينا الإكثار من التوبة والاستغفار لاغتنام فرصة الفوز  بفضل تلك الأيام المباركة التى فضلها الحق سبحانه وتعالى عن غيرها من أيام العام.. وحثنا ورسولنا الكريم على التوبة والاستغفار .. عليه الصلاة والسلام قال:  يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ». 

وصيام التاسع من ذي الحجة - وهو يوم عرفة - فضله كبير وعظيم للمسلم عند الله سبحانه وتعالى.. 

وأكد الفقهاء أن يوم عرفة من الأيام التى أفردها رسولنا الكريم بالصيام وعنه صيام يوم عرفة رسول الله صل الله عليه وسلم قال  
عن فضله فى الحديث الشريف كما في صحيح مسلم : “صيام يوم عرفة، أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله ” والمراد بتكفير الذنوب: هي الصغائر، أما الكبائر فلابد من التوبة منها وأما حقوق العباد فلا بد من ردها أو مسامحتهم. 

والصيام في هذا اليوم يُستَحَبُّ على وجه التأكيد لغير الحاجِّ ليكون الجميع وُقوفًا على باب الرحمة والمغفرة لله سبحانه وتعالى هذا بحَجِّه.. وذاك بصومِه.. والأيام العشر الأوائل من ذي الحجة هى فترة زمنية مُبارَكة يُستَحب فيها الإكثار من الطاعات والعبادات والخيرات للفوز  بفضل تلك الأيام العشر المباركة. 
                      [email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة