حلول اقتصادية وصديقة للبيئة للتخلص من «ورد النيل»

20-6-2023 | 17:38
حلول اقتصادية وصديقة للبيئة للتخلص من ;ورد النيل;حلول اقتصادية وصديقة للبيئة للتخلص من ورد النيل
سحر فاوى
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

أعلن الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الفائزين في تحدي مشكلة الهدر في المياه العذبة بسبب ورد النيل، وهو التحدي الخامس الذي أطلقته الأكاديمية في فبراير الماضى على منصة بنك الابتكار المصري التابع للأكاديمية تحت عنوان "حلول تكنولوجية اقتصادية وصديقة للبيئة للتخلص من ورد النيل" للحصول على أفكار ذات أساس علمي وتكنولوجي سليم وقابلة للتطبيق على أساس تنافسي، ولم يتم تطبيقها في مصر، ولم يسبق التقدم بها لأي جهة أخرى.وسيتم دعم أفضل الحلول المبتكرة القابلة للتطبيق ولها جدوى اقتصادية وبيئية بالتمويل اللازم لتنفيذ الفكرة فى مدة لا تتجاوز 6-9  أشهر.

موضوعات مقترحة

 

وقد فاز بالمركز الاول الدكتورأحمد علي أبو العطا موسي، الأستاذ بكلية الزراعة- جامعة المنصورة ، وفاز بالمركز الثاني الدكتور وائل محمود خير الدين، بالجامعة المصرية اليابانية.

وقدم الدكتور أحمد علي أبو العطا موسى أستاذ ورئيس قسم الأراضي- كلية الزراعة – جامعة المنصورة "منهج مبتكر لحصاد ورد النيل وتحويله إلي منتجات ذات قيمة مضافة"

واوضح أن الإنتشارالهائل لنبات ورد النيل يعد من المشكلات الملحة التي تواجه العديد من بلدان العالم وبخاصة مصر و دول حوض النيل. ذلك لما يستهلكه النبات من كميات هائلة من مصادر المياه العذبة، وإعاقة حركة الملاحة وعمليات الري وانسداد المجاري المائية كالترع والمصارف وحجب الضوء عن الأحياء المائية المنتشرة في مجاري المياه العذبة مما يؤدي إلي حدوث خلل بيئي في أنظمة المياه العذبة، وموت العديد من العوالق والأعشاب المائية والأسماك.

وأضاف يصنف نبات ورد النيل كواحد من أكثر النباتات المائية المعمرة التي تشكل الكثير من الأعباء البيئية والإقتصادية في العالم نظرًا لقدرته على تكوين ما يشبه الحصائر العائمة الكثيفة وغيرالقابلة للإختراق على سطح الماء.

وتشير بعض التقديرات إلى أنه في ظل الظروف البيئية المناسبة ، فإنه يمكن لنبات ورد النيل مضاعفة كتلته الحيوية في غضون أسبوعين، وفي غضون ثمانية أشهرتستطيع عشرة نباتات إنتاج مساحة من نباتات ورد النيل تغطي نصف هكتار تقريبًا. وتقدر إجمالي كمية المياه المفقودة عن طريق الإستهلاك المائي في المناطق الموبوءة بورد النيل في مصر بحوالي 3 مليارمتر مكعب في السنة. وبتطبيق نظرية المياه الإفتراضية (Virtual water) فان هذه الكمية من المياه يمكن توظيفها لإنتاج محاصيل استراتيجية مثل محصول القمح. فيمكن بتلك القيمة المهدرة إنتاج ما يعادل 3 مليون طن من القمح.

ومن ثم، فإن الضرورة تحتم صياغة إطارلصناعة القرارنحو إيجاد منهج متكامل ومستدام لمجابهة الإنتشار الكثيف لنبات ورد النيل و إعادة استخدام مخلفاته.

ولقد تعددت الطرق المختلفة للتخلص من نبات ورد النيل علي مدار العقود المنصرمة. إلا أن معظم هذه الطرق لم تحرز النجاح المأمول إما لإنخفاض كفاءتها أو لتكلفتها العالية أو لأضرارها البيئية الكبيرة. فمعظم الطرق البيولوجية تتسم بمعدل كفاءة منخفض في معظم الحالات،وتؤدي إلي حدوث خلل بيئي نتيجة إدخال أعداء حيوية في النظام الحيوي. كما أن التحلل اللاهوائي لمخلفات ورد النيل في المجري المائي يؤدي إلي انبعاث غازات الإحتباس الحراري واستنزاف الأكسجين الذائب في الماء مما يؤدي إلي موت العديد من الأحياء المائية. أضف إلي ذلك أن العديد من الأعداء الحيوية تتحول إلي الحيادية نحو نبات ورد النيل بمرور الوقت وتتجه إلي إصابة نباتات أخري اقتصادية.

 كما أن طرق المقاومة  الكيميائية تحيط بها العديد من الشكوك فيما يتعلق بأضرارها البيئية الهائلة وقضاءها علي العديد من النباتات الأخري والأعشاب المائية والأسماك. كما أن التخلص من مخلفات ورد النيل بعد موتها في المجري ستظل تحديا قائما.

أما بالنسبة للطرق الميكانيكية فإنها لم تظهر حتي الآن النجاح المتوقع علي المستوي القومي نظرا لإستخدامها آلات تقليدية (كراكات) تستنزف الكثير من مصادر الطاقة وبكفاءة محدودة نسبيا لأن نبات ورد النيل يحتوي علي كميات هائلة من المياه. وبالتالي فإن الطاقة الإستيعابية لتلك المعدات وكميات الأمتارالمربعة التي تتخلص منها تلك المعدات يوميا تظل محدودة للغاية. كما أن تلك المعدات لا يمكنها إجراء عمليات المقاومة في العديد من المجاري المائية الضحلة أو الضيقة نظرا لأن المعدات الثقيلة لن تتحرك بالشكل المطلوب في تلك الأماكن. ويبقي التخلص من مخلفات ورد النيل هو التحدي الأكبر لطرق المقاومة الميكانيكية نظرا لأن التخلص منها عادة يتم بتكويمها علي جوانب المجري المائي مما يؤدي إلي مشاكل بيئية ولوجيستية كبيرة.

ومن ثم فإن المقرح البحثي الذي قمنا بتقديمه إلي أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا يعتمد علي إيجاد طريقة ميكانيكية مبتكرة للتخلص من نبات ورد النيل في المجري (حصاده) وبطريقة تضمن الحصول علي الكتلة الحيوية بعد التخلص من معظم محتواها المائي.

ونأتي للمرحلة الثانية لهذا المقترح والتي تتضمن إعادة استخدام الكتلة الحيوية لمخلفات ورد النيل, والتي تعتمد علي تحويلها إلي مواد ذات قيمة اقتصادية كبيرة (syngas + bio char + Bio-oil) عن طريق تقنية الإنحلال الحراري (Pyrolysis). وبالتالى فإن هذا المنهج المبتكر سوف يسهم في تقديم مسارمستدام للتخلص من مخلفات ورد النيل والعديد من المخلفات الصلبة الأخري وتحويلها إلي مصادر طاقة نظيفة.

 

وفي النهاية، فإن نجاح هذا المقترح يحتاج إلي صياغة إطار لصناعة القرار نحو تبني هذا المنهج علي المستوي القومي وما يتخلله من دخول كيانات صناعية في عمليات الإنتاج التجاري لآلة الحصاد المبتكرة. وبالطبع تتوافر فرص تسويقية واعدة لمخرجات هذا المقترح علي المستويين الإقليمي والعالمي. كما أن مساعدة مصر لأشقاءها الأفارقة وتقديم الدعم الفني لهم من خلال هذا المنهج المبتكر سيسهم في تعزيز سياسة مصر الناعمة نحو تعزيز نفوذها في العمق الأفريقي وبخاصة في دول حوض النيل.

 

وقد فازالدكتور وائل محمود خيرالدين، بالجامعة المصرية اليابانية بالمركز الثاني في التحدي الذى اطلقته أكاديمية البحث العلمى بتكلفة منخفضة التخلص من ورد النيل باستخدام الجمع الميكانيكي والحصول على مستخلص مضغوط ، وأكد الدكتور وائل أن مشكلة نقص المياه العذبة من أكبرالمشاكل التى تواجة الإنسانية فى العصرالحديث ، وفي مصرالوضع اصبح قريباً من الكارثة.فالمصدرالرئيسي للمياه هو نهر النيل وحصة مصرتتناقص بشدة في وقت يتزايد فية عدد سكان مصر بشكل انفجارى يحتاج الى المزيد من المياه لتفادى المجاعة. و يعتبرأسرع حل للمشكلة هو تقليل فقد المياه من مجرى النهر وإدارته بشكل جيد،وتعتبرغابات نبات ورد النيل واحدة من أكبر مصادر فقدان الماء فى نهر النيل الذي هوعشبة عائمة ومعمرة تتكاثر فى المياه العذبة وتوجد على سطح الأنهار والبحيرات والقنوات والبرك و فى وحل المياه الضحلة. و العشب لا يسبب فقد المياه بالنتح فقط ولكن أيضا يبطئ سرعة سريان الماء فى النهر ويزيد من معدلات التبخر به ويعتقد انه مسئول عن فقد 30٪ من مياه نهر النيل.

وإزالة ورد النيل من مجرى النهريعتبرمشكلة كبيرة حيث انه يتكون من 95٪ ماء و ذلك يعني أنه عند جمع النبتة فاننا فى الحقيقة نجمع وننقل ماء و نضطر لاستخدام معدات كبيرة ومكلفة.

واعتمدت فكرة المشروع على استخدام طريقة جديدة للتخلص من ورد النيل عن طريق الجمع الميكانيكي والعصر للتخلص من السوائل والحصول على مستخلص المواد الصلبة للنبات في شكل مضغوط بطريقة منخفضة التكلفة بدلاً من حصاد النبات بمحتواه من الماء وخفض وزنه بنسبة 95٪ وتخزين الأشياء الجافة فقط على القارب مما يزيد من قدرة الحصاد 20 مرة بتكلفة اقل بكثير،واختباراحسن طريقة لاستخدم المادة الصلبة لمستخلص ورد النيل في عدة صناعات مفيدة مثل انتاج السيلاج، أوالوقود الحيوى أو صناعة الورق أوإنتاج المبيدات الحشرية، أوالسماد ... الخ.

وسيساعد المشروع في توفير وسيلة منخفضة التكلفة لإزالة ورد النيل وفي الحفاظ على المياه للأغراض الزراعية، مما سيكون له تأثير إيجابي على الناتج المحلي الإجمالي الوطني. كما سيخلق مشروع تنقية مجرى النيل موطنًا أفضل لتنمية وتحسين بيئة نمو الأسماك مع تقليل الملوثات الناتجة عن الممرالبطيء للنهر.

وعلى الجانب الآخر، فإن استخدام مخلفات ورد الماء سيوفر للبلد موردًا يمكن تحويله إلى كتلة حيوية أوسماد أوعلف حيواني. وتوفير المال والوقت الذي يتم إنفاقه على مبادرات التخلص من ورد النيل غيرالفعالة،وتنقية مجارى المياه والبحيرات المصرية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: