يبدأ طلاب الثانوية العامة، غدًا، أولى مواجهات الاختبارات الدراسية التي تتشكل بنتائجها مصائر حياتهم العملية، وطبيعة الكليات التي يجوز لهم الالتحاق بها، وربما لهذا السبب يدخل كثير من الطلاب في دائرة من الضغط والقلق والخوف وهي مشاعر نفسية، رغم كونها طبيعية ومصاحبة لعملية الاختبار، إلا أنها قد تتحول إلى فيروس شرس يلتهم كل المعلومات التي جمعوها في الذاكرة، وذلك إذا زادت هذه المشاعر عن الحد المسموح به.
موضوعات مقترحة
وتوضح "بوابة الأهرام"، في هذا التقرير، من خلال أطباء نفسيين، ما هو الحد المسموح به لمشاعر القلق والخوف والتوتر المصاحبة للاختبارات الدراسية، وكيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر وتحجيمها وتفادي مخاطرها التي قال الأطباء إنها قد تتسبب في رسوب الطالب وخروجه من لجنة الاختبار بعد دقائق معدودة.
أسباب الرسوب في اختبارات الثانوية العامة
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، إن أكثر شخصية تتعرض لمخاطر الرسوب في الاختبارات هي الشخصية العصابية، موضحًا لـ"بوابة الأهرام"، أن الأفراد الذين يسجلون درجات عالية من العصابية يكونون أكثر عرضة من المعتاد لتقلب المزاج، ويواجهون مشاعر مثل الخوف، والقلق، والإحباط.
الضغوط النفسية
هؤلاء يقول عنهم استشاري الصحة النفسية، إنهم أكثر تأثرًا بالضغوط، موضحًا أنهم عندما يواجهون ضغوطًا يتأثرون بدرجة كبيرة، ولأن الاختبارات الدراسية، وخاصة اختبارات الثانوية العامة، نوع من أنواع الضغوط، باعتبارها مرحلة يتحدد خلالها مصير الإنسان العملي، حيث طبيعة الكلية التي تؤهله درجاته في الثانوية العامة للالتحاق بها، فإن ضغط دخول لجنة الاختبار، عندما تتعرض له بعض الشخصيات العصابية تواجهه بالهروب، فبحسب استشاري الصحة النفسية :"نجد الطالب يغادر اللجنة بعد دقائق من دخولها نتيجة للقلق الشديد والخوف الناتج عن الضغط الذي يواجهه".
التوتر السلبي
هذا السلوك يشخصه استشاري الصحة النفسية على أنه توتر سلبي، ويقول للطلاب إنه من الطبيعي أن تشعر ليلة الاختبار أنك غير متذكر للمعلومات التي ذاكرتها بالفعل بل وأتممت فهمها وحفظها، مؤكدًا أن هذا الشعور طبيعيًا ومؤقتًا، وأنه عند دخول لجنة الاختبار واستلام ورقة الأسئلة ستتدفق المعلومات إلى الذهن بتلقائية وتبدأ في استذكارها.
الدكتور جمال فرويز
المذاكرة الصحيحة
وينصح الدكتور جمال فرويز، بعدم تغيير مصدر المذاكرة، فمثلًا إذا اعتاد الطالب المذاكرة من الكتاب، عليه المداومة على ذلك وألا يأتي ليلة الاختبار مثلًا ويذاكر من الملزمة أو من ملخصات أو مصدر آخر غير الكتاب الذي اعتاد عليه، مؤكدًا على أهمية المحافظة على مصدر المذاكرة وعدم تغييره قبل الامتحان.
النوم الصحي
وينصح الطلاب بالنوم الكافي قبل موعد الاختبار، على ألا تقل ساعات النوم عن 6 ساعات يوميًا.
التغذية السليمة
وينصح استشاري الصحة النفسية بتجنب تناول الوجبات الدسمة، وتناول الخضروات مع الطعام، وكذلك تناول الفواكه، وشرب العصائر الطازجة، مع شرب الماء أثناء اليوم.
مقارنات الأهل
وينصح أيضًا بالبعد عن الضغوط، ومقارنات الأهل بين أبنائهم وأبناء الغير ممن حصلوا على درجات مرتفعة في الاختبارات الدراسية، وعدم إجهاد الطلاب في قضاء طلبات الأسرة.
تحصيل المعلومات الدراسية
وعن أفضل وقت للمذاكرة وتحصيل أكبر قدر من المعلومات، قال الطبيب النفسي إن هذا الوقت غير ثابت بين الجميع، ويتحدد حسب ما يُفضّل كل شخص.
التوتر والخوف
ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن القلق والتوتر قبل موعد الاختبار الدراسي، مشاعر طبيعية ولكن على الإنسان عدم المبالغة في هذه المشاعر وعدم السماح لنفسه أن تنغمس فيها بالقدر الذي يسبب له الضرر.
مواجهة الضغوط
ويضيف استشاري الصحة النفسية، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، أن الإنسان يمكنه التغلب على هذه المشاعر، القلق والخوف والتوتر، وتحجيمها بعدم السماح لها بتجاوز الحد المسموح له، وذلك من خلال بعض النصائح النفسية التي تؤهله للتعامل معها بشكل طبيعي.
اختبارات الثانوية العامة
يقول الطبيب النفسي، يحتاج الطالب إلى التحضير جيدا للاختبار، بتقسيم مواعيد المذاكرة لكل مادة، وكذلك مواعيد المراجعة، وقراءة المراجعات ومتابعة البرامج التعليمية، وأخيرًا التدريب على حل الاختبارات كتمهيد نفسي لمواجهة ورقة الأسئلة.
أفضل وقت للمذاكرة
يضيف الطبيب النفسي أن السهر، قد يظن البعض أنه يساعد على تحصيل أكبر قدر من المعلومات، بزيادة عدد ساعات المذاكرة، لكنه يُجهد الدماغ، والجسد، والساعة البيولوجية، لافتًا إلى أن أفضل وقت للمذاكرة وتحصيل المعلومات هو عند الاستيقاظ وليس قبل النوم.
تدريبات للاستذكار
وينصح الطبيب النفسي بممارسة تلخيص المنهج عن طريق عمل الطالب لتلخيص الدرس مثلًا أو الكتاب بعد المذاكرة، مع التدريب على كتابة المعلومة أثناء مذاكرتها، مؤكدًا أن هذه الطريقة تساعد على الحفظ وتثبيت المعلومات.
المنهج الدراسي
ويقول الطبيب النفسي، على الطالب أن يعلم أن الاختبار عبارة عن تتويج للمذاكرة التي ذاكرها على مدار العام الدراسي وأن الأسئلة لن تخرج عن هذه المذاكرة ولا عن المنهج الذي ذاكره، وهذا يقلل حدة التوتر والقلق بنسبة كبيرة.
المنبهات
وينصح الطبيب بالبعد عن تناول المنبهات مثل القهوة وغيرها وكذلك الابتعاد عن تناول الأقراص المنبهة، وأخذ قسط كاف من النوم قبل موعد الاختبار.
الدكتور وليد هندي
أطعمة تعزز القدرات الذهنية للطلاب
ويقول الطبيب النفسي، إن التغذية الصحية لها دور كبير في راحة الذهن والجسد واستقرار الحالة النفسية وتحسين المزاج، وأن بعض الأطعمة تعزز القدرات الذهنية للطلاب، مثل البيض، واللبن، والجزر، والبطاطا، والأسماك، وعسل النحل، والعنب، والتين، والموز، والبطيخ، والمانجو، وزيت الزيتون، والزعتر.
ضغوط الأهل
وأخيرًا يقول الطبيب النفسي، إن الشعور بالخوف والقلق والتوتر ينتج من ظنون الطالب بأن الاختبار قد يأتي صعبًا أو أنه لن يتمكن من حل جميع الأسئلة أو أن الوقت لن يسعفه، أو استحضار الطالب لمقارنات الأهل التي دائمًا ما تضع عليه عبء التفوق من أجل تفاخرهم بابنهم الذي تفوق على أقاربه أو جيرانه، لذلك يقول الطبيب: على الطالب أن يتوقع الخير ويظن بالله خيرًا أنه سوف يحصد نتيجة جهده ومذاكرته، كما أن على الأهل عدم ضغط الأبناء بالمقارنات التي تضغطهم نفسيًا بدرجة كبيرة وخطيرة.