التسامح والعنف في السينما الأمريكية ومؤتمر مجلس الأمن!

17-6-2023 | 11:16

أسهمت السينما الأمريكية إلى حد كبير فى نشر ثقافة الكراهية والعنف، ولا زالت تنتج أفلاما تحث على العنف والعنصرية وبخاصة ضد الجنسيات الأخرى، وقد رحب العالم بما جاء فى توصيات المؤتمر الذى عقد مؤخرا بمجلس الأمن الدولي بهدف التصدى لخطاب الكراهية فى العالم، حيث ندد كل الأعضاء والمتحدثون فى جلسة تحت عنوان "قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته" وكان على رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وأمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، ونيافة رئيس الأساقفة بول ريتشارد جالاجير أمين العلاقات مع الدول فى الكرسى الرسولى، ورئيسة ومؤسسة جمعية عماد للشباب والسلام "لطيفة بن زياتن"، كلهم نددوا بمحاولات بث الكراهية بين شعوب العالم، ودعا الجميع للتصدى لخطاب الكراهية والتمييز وتعزيز الأخوة الإنسانية.

ويعد من أهم إنجازات هذا المؤتمر الذى دعت إليه دولة الإمارات وضع حد لتلك الانتهاكات ضد الإنسانية، ومن بين عدد من قرارات مجلس الأمن الدولي التي تعد الأولى في مجالاتها، تسليط الضوء على القرار رقم (2686) حول "التسامح والسلام والأمن الدوليين"، وهو أول قرار يعترف بأن العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والتمييز بين الجنسين يمكن أن تؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها.

وهنا نأتي لأهمية أن يتم التنويه حول ما ينتج من أفلام سينمائية عالمية لا يراعي صناعها، وبخاصة فى هوليوود، تلك التوصيات المهمة، إذ تنتج أعمال درامية تهدف لإهانات العرب، أو الجنسيات الإفريقية، إذ شهدت السنوات القليلة الماضية إنتاج مسلسلات لا تراعى التسامح على المستوى الدينى، أو الإنساني، وأعمال تهدف إلى بث الكراهية، فمنذ حادثة سبتمبر 2011 ومنحنى إنتاج الأعمال الدرامية ضد المسلمين والعرب فى تزايد، نتج عنها محاولات قتل وتحرش ضد نساء من المسلمات، وليس أدل على ذلك من حوادث نيوزيلاندا التى تشهدها منذ عام 2019 و2020، و2022، وتتكرر تقريبًا كل عام بقتل مسلمين ومسلمات فى الشوارع وفى المساجد، كل هذا ناتج عن العنف الموجه ضد العرب، وهو ما يجب أن يتم التنويه إليه، إذ إن مجرد خروج توصيات لا يتم الأخذ بها تصبح مجرد حبر على ورق.

مجلس الأمن شدد في قراره، على أهمية الحوار بين المنتمين للديانات والثقافات ومساهمته القيمة في تعزيز التماسك الاجتماعي والسلام والتنمية، هذا جيد وخطوة مهمة فى محاربة العنصرية والتطرف، ولكن على وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية أن تبدأ حملاتها للتنديد بالكراهية ومنع التفرقة بين البشر، عملا بما جاء فى الأديان كلها، وفى القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، لم تفرق الأديان بين أبيض وأسود، ودعت إلى التسامح، وهذه الخطوة التى شارك فيها شيخ الأزهر بكلمة مهمة..

ودعا فيها أمين عام الأمم المتحدة إلى عقد تحالف من أجل السلام، يتجذر في حقوق الإنسان وقيم الأخوة الإنسانية، ولا يختلف أحد على أن تربية النشء على أفلام تحث على العنف تتأصل وتظل فى وجدانه فينشأ بكراهيته للآخر، ومن ثم تظل هناك جوانب يتم التغافل عنها فى مثل هذه المناسبات والمؤتمرات المهمة، وهي وسائل الإعلام ودورها فى محاربة التطرف، هناك خطر كبير ينتج من التقليد الذي تصنعه الدراما بكل أنواعها، وبخاصة ما يبث عبر المنصات العالمية، كنت أتمنى أن يشار إلى دور الفنون فى زيادة معدلات العنف فى العالم كله، وبخاصة ما ينتج فى هوليوود.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة