- حماية الثروة الحيوانية من الإهدار وتنميتها رأسيًا
موضوعات مقترحة
- زيادة المعروض من اللحوم الحمراء وتقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير فرص عمل
- تربية وتسمين أكثر من 486 ألف رأس ماشية بتمويل يزيد على 7.7 مليار جنيه
- الضوابط والإجراءات المتبعة أدت إلى انطلاق المشروع والتوسع فيه بنجاح
في إطار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتنمية وتطوير الريف المصري، ورفع مستوى صغار المزارعين والمربين، انطلق المشروع القومى للبتلو، الذى يعتبر أحد مشروعات الأمن الغذائى الرائدة، التى تهدف إلى تقليل الفجوة من اللحوم الحمراء، وتخفيض فاتورة الاستيراد، وتساهم فى توفير البروتين الحيوانى، وقد بذلت الدولة قصارى جهودها لإحياء مشروع البتلو مرة أخرى والنهوض به وتعظيم الاستفادة منه، وذلك من خلال خلق منظومة جديدة أدت إلى نجاح المشروع وتحقيق أهدافه؛ حيث يتضاعف حجم المشروع بصورة كبيرة، مما يؤدى لمزيد من زيادة الإنتاجية من اللحوم الحمراء والألبان.
إن مشروع البتلو ملحمة جهود بُذلت على مدار سنوات طويلة، وقصة تحدى ونجاح يرويها لنا الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، من خلال هذا الحوار...
- ما الهدف من مشروع البتلو؟
الهدف الأساسى من المشروع القومى للبتلو هو الحفاظ على الثروة الحيوانية، وذلك من خلال منع ذبح العجول الأقل من 400 كيلو جرام، بالقرار الوزارى رقم 72 لسنة 2017، حيث قامت وزارة الزراعة بإصدار هذا القرار لحماية الثروة الحيوانية والحفاظ عليها من الإهدار، موضحاً حيث إن نسبة التصافى فى الحيوان تكون أقل من 50 %، إذا ماتم ذبح عجل بوزن 100 كيلو جرام لأنه سيعطى 30 كيلو جراماً فقط من اللحوم، وتزداد نسبة التصافى فى الحيوان إلى 60 % إذا ما ترك حتى يصل لوزن 400 كيلو جرام لأنه سيعطى من 240 ـ 250 كيلو جراماً من اللحوم، وهذا يعتبر تنمية رأسية للثروة الحيوانية.
- حدثنا عن تطور مشروع البتلو؟
بدأ المشروع القومى للبتلو فى منتصف عام 2017 بمخصص مالى قدره 100 مليون جنيه، ارتفع هذا التمويل تدريجياً ليصل لما يزيد على 7.7 مليار جنيه حالياً، استفاد من هذا المشروع حتى الآن مايقرب من 42 ألف مربى، فى إطار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتطوير الريف المصرى، ورفع مستوى صغار المزارعين والمربين، وذلك لتربية وتسمين مايزيد على 486 ألف رأس ماشية، سواء كانت عجولاً لإنتاج اللحوم، أو عجلات عالية الإنتاجية لتوفير المزيد من اللحوم والألبان.
- ماهو المردود الاقتصادى لمشروع البتلو؟
زيادة المعروض من اللحوم الحمراء والألبان، تقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير فرص عمل، ونشر ثقافة ووعى تربية وتسمين أنواع محسنة وراثياً من الماشية، وبالتالى نشر نوعية من السلالات عالية الإنتاجية، وربط القرى التى يتم بها توزيع العجلات مع مراكز تجميع الألبان الموجودة بالمجمعات الزراعية، التى تم إنشاؤها فى قرى حياة كريمة.
إبراز الدور المؤسسى الكبير فى التعاون الموجود بين الوزارات المختلفة وجهاز الخدمة الوطنية والجمعيات الأهلية، وتوضيح أن اهتمام الدولة بحياة كريمة ليس فقط فى تنمية النواحى الخدمية، وإنما يمتد إلى العمل على رفع مستوى معيشة الأسر الأكثر احتياجاً وتحسين دخولهم، وتحويل عائل هذه الأسر من متلقى للدعم المادى إلى منتج، حيث يترتب على ذلك آثار إيجابية عديدة فى المجتمع .
وتابع: نعود بالذاكرة إلى بداية جائحة كورونا، حيث فى الوقت الذى قلصت فيه دول العالم إنتاجها من اللحوم الحمراء والبروتين الحيوانى عامة، نجد أن إنتاج مصر من اللحوم الحمراء ازداد، حيث كان المستهدف فى بداية 2020، هو أن يغطى إنتاج مصر من اللحوم الحمراء نحو 52 % من احتياجاتها، على أن يتم استيراد نحو 48 % لسد الفجوة، ومع نهاية العام وما كان به من جائحة كورونا وتحديات أخرى، وجدت مصر أن إنتاجها ارتفع إلى 58 % ، وبالتالى انخفضت فاتورة استيرادها من اللحوم الحمراء من 48 % إلى 42 % ، مشيراً وهذا يعكس مدى قدرة المربى والمنتج المصرى على مجابهة التحديات، ويؤكد أن المربى المصرى سطر ملحمة وطنية، مازال يتعلم منها العالم كله، لافتاً: وخلال الأزمة الروسية الأوكرانية تعاونت الحكومة مع المربى لرفع المعاناة عن كاهل المستهلك.
- ماهى التيسيرات التى تقدمها الدولة لتشجيع المربين على هذا المشروع؟
يتم تمويل مشروع البتلو طبقاً لمبادرة البنك المركزى بفائدة بسيطة ومتناقصة بنسبة 5%، مع استثناء المستفيدين من الشكل والشرط القانونى للتمويل والاقراض، وتصل فترة السماح قبل سداد القرض إلى عام لمشروع البتلو المحلى، و6 شهور للمستورد، بعدها يتم سداد القرض دفعة واحدة، ويتم إعفاء المستفيد من الرسوم والمصروفات الإدارية، مع إصدار وثيقة تأمين على الماشية طوال مدة القرض.
- ماهى الضوابط التى تتم للحفاظ على هذا المشروع؟
فى البداية تقوم لجنة ثلاثية مكونة من: قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، والبنك الممول (الزراعى المصرى أو الأهلى المصرى)، بالتنسيق مع مديريات الزراعة والطب البيطرى على مستوى محافظات الجمهورية، بعمل معاينات لحظائر المستفيدين، للتأكد من وجود مكان مناسب ومساحة كافية للتربية والإيواء.
يتم بعد ذلك اعتماد الصرف للمُورد أو المزرعة، وفور وصول الحيوانات إلى المستفيد، يتم ترقيمها وتسجيلها، وتحصينها، والتأمين عليها فى صندوق التأمين على الثروة الحيوانية بنسبة مخفضة، ثم يتم صرف قرض التغذية لشراء الأعلاف.
وتقوم اللجنة سالفة الذكر بتكثيف المتابعات الميدانية على المستفيدين من المشروع القومى للبتلو، وتوفير كل أوجه الرعاية البيطرية والصحية لمشروعاتهم، ودراسة أى مشكلات تواجههم على أرض الواقع، والعمل على تذليلها فى مهدها.
- كيف يمكن الاستفادة من هذا المشروع؟
من خلال التقدم لأقرب إدارة زراعية، أو فرع بنك زراعى مصرى، أو بنك أهلى مصرى، المنتشرة على مستوى مراكز وقرى محافظات الجمهورية، حيث يتم على الفور تشكيل لجنة ثلاثية لمعاينة المكان ومدى ملاءمته لتنفيذ المشروع، ثم يتم إجراء الدراسة الائتمانية بشكل مبسط، وبذلك يتم اعتماد الصرف للمربى، واستلام الرؤوس المخصصة له من المورد أو المزرعة، علماً بأن القرض يخصص لصغار المربين بحد أقصى 50 رأساً لعجول التسمين، و15 رأساً للعجول الإناث.
- ماهى الإجرءات التى يتم اتخاذها لضمان استمرارية "مشروع البتلو" وزيادة إنتاجية اللحوم الحمراء؟
بدأ "المشروع القومى للبتلو" فى منتصف عام 2017 بإنتاج السلالات المحلية فقط، ثم تم استيراد سلالات محسنة من العجول عالية الإنتاجية وسريعة النمو فى عام 2020، وذلك طبقاً لبروتوكول تم عقده بين وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والبنك الزراعى المصرى، لتوزيع هذه السلالات على صغار المربين، بهدف نشر فكر تربية السلالات المحسنة وراثياً عالية الإنتاجية ذات معدلات الأداء العالى لتحل تدريجياً محل السلالات المحلية، لتحقيق قيمة مضافة للثروة الحيوانية فى مصر، وفى عام 2022 تم دخول العجلات الإناث فى المشروع لإنتاج ألبان ولحوم معاً.
وقد عقدت وزارة الزراعة بروتوكول مع وزارة التضامن الاجتماعى وجمعية الأورمان، يتم فيه توزيع الرؤوس والأعلاف اللازمة للمربين بلا مقابل، كما عقدت بروتوكول آخر مع وزارتى التضامن الاجتماعى والأوقاف، يتم فيه توزيع رؤوس عجلات مع حلابة للحلب الآلى وأقساط استانلس لنقل الألبان مع التغذية، حيث تتحمل وزارتا التضامن الاجتماعى والأوقاف ثلثى القيمة، ويتحمل المستفيد الثلث فقط ومن خلال قرض ميسر بفائدة 5% متناقصة من البنك الزراعى المصرى، وذلك بهدف توزيع عجلات عالية الإنتاجية على صغار المربين من الأسر الأكثر احتياجاً، فى قرى مبادرة "حياة كريمة"، لتنمية الريف المصرى.
كما بدأت جمعيات المجتمع المدنى (الجمعيات الأهلية) دخول المنظومة، لما لها من شبكة تواصل اجتماعى أوسع وأشمل مع صغار المربين، ومنها على سبيل المثال "جمعية مصر الخير"، والتى شاركت وزارة الزراعة باستخدام الأصول غير المستغلة التابعة لمركز البحوث الزراعية، حيث حصلت على مزارع الوزارة (حق انتفاع بنظام الإيجار)، وقامت برفع كفاءتها لتربية الحيوانات بها لصالح صغار المربين.
- ماهى أهم مؤشرات نجاح "مشروع البتلو" من وجهة نظرك؟
إن معظم المربين بعد سدادهم للقرض، يصبحون قادرين على تملك المشروع بمفردهم، دون الحاجة إلى تمويل آخر من البنك، كما أن نسبة استرداد القروض من المربين تقترب من 100% ، وهذا يدل على وعى المستفيد، وتوجيه القرض فيما خصص من أجله، عكس ماكان يحدث فى الماضى.