تحد وإرادة.. إصرار وعزيمة.. تطلع ورغبة.. أحلام وأمل.. كل تلك المشاعر والأحاسيس.. كانت تمثل الشعار الرسمى لفريق الأهلي على مدار مشواره في بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى، والتى استطاع خلالها رغم كل الصعوبات الشديدة خاصة في مشوار دورى المجموعات والتي تخطاها فريق الأهلي بصعوبة وبأقدام لاعبي الفرق الأخرى.. لكن الفريق الأحمر استطاع بقيادة السويسري مارسيل كولر إعادة ترتيب أوراق فريقه.. وإعادة اكتشاف إمكانات وقدرات اللاعبين وتسخيرها لخدمة الفريق كله..
الكل في واحد.. والواحد في الكل.. تلك هى خريطة وخطة.. عمل وهدف كولر في التعامل مع نجوم القلعة الحمراء.. كل تلك الأمور كانت كلمة السر في اعتلاء الأهلي منصة تتويج الأبطال الإفريقية أمس في ملعب محمد الخامس للمرة الحادية عشرة في تاريخ الأهلي بعد التعادل مع فريق الوداد المغربي في مباراة إياب النهائي وكان الأهلي قد حقق الفوز بنتيجة 2/1 في مباراة الذهاب التي أقيمت الأسبوع الماضي في استاد القاهرة.
مباراة الإياب على ملعب محمد الخامس شهدت العديد من المشاهد المهمة التي حفرت في قلب وعقل جماهير الساحرة المستديرة في مصر بشكل عام، وجماهير القلعة الحمراء بشكل خاص.. أول تلك المشاهد والتي تناولها بشكل كبير كل رواد التواصل الاجتماعى.. كانت مشهد حضور محمود الخطيب للتدريب الأخير للفريق على ملعب المباراة ووقوفه في جانب من جوانب الملعب يضع يده على وجهه ويقوم بالتوسل والدعاء لله سبحانه وتعالى، ويناشده الفوز بالبطولة للمرة الحادية عشرة..
تلك اللقطة التي صُورت وتناقلها رواد التواصل مثلت إحدى اللقطات المهمة التي أسعدت كل جماهير الفريق الأحمر.. وحازت على الكثير من الإعجاب رغم أن الكثيرين يرون أنه من الطبيعي جدًا أن يفعل هذا رئيس النادي الأهلي ليس في الملعب وعلى الملأ فقط.. لكن يفعلها في بيته وبينه وبين نفسه مع الله سبحانه وتعالى.
المشهد الثانى.. هو المشهد الجميل الذي يعبر عن أخلاق وقيم ومبادئ القلعة الحمراء.. مشهد لا تراه إلا بين اللاعبين في فريق الأهلى.. مشهد خلع محمد الشناوي حارس الأهلي للميدالية الذهبية ويطوق بها رقبة مصطفى شوبير؛ كنوع من التقدير والعرفان لمجهود مصطفى شوبير وإجادته وتألقه في مباراة الذهاب.. بالتأكيد تلك الحالة لن تراها وتشهدها إلا مع أبناء القلعة الحمراء.
المشهد الثالث.. ربما يختلف معي البعض في ذكر ذاك المشهد الذي كاد يفسد جهود وتعب ومعاناة مشوار البطولة بالكامل.. ألا وهو مشهد حسين الشحات الذي اشتبك مع حكم المباراة واعترض على قراراته بشكل مستفز للمشاهد قبل استفزازه للحكم.. ولولا صبر وحلم الحكم لنال كارتًا أحمر وخسر الأهلي جهود لاعب، وغير من خطط المدير الفني في التغييرات التي قام بها.. ونحن هنا نذكر المشهد لنذكِّر بضرورة تدريب اللاعبين على ضبط النفس في مواجهة الصعاب في المباريات المهمة.
بينما المشهد الرابع.. هو المشهد الذى استفز كل عشاق الساحرة المستديرة من المصريين الطبيعيين.. فالطبيعي أن يشجع كل عشاق الكرة في مصر النادي الأهلي أمام الوداد المغربي.. وحتى وإن لم يرغب في تشجيع الأهلي يلتزم الصمت ويخفي الأمر بينه وبين نفسه حتى لا يشعر جماهير الكرة بغصة في النفس؛ لأنه يشجع الخصم الذي يلعب باسم مصر..
هذا المشهد كان ذاك المشجع الزملكاوي الذي قطع أميالًا من أوروبا إلى المغرب خصيصًا لتشجيع فريق الوداد.. ولم يكتفِ بهذا، لكنه استقبل بعثة الأهلي في المطار وهو يحمل علم الزمالك، وظل يصرخ في وجه سيد عبدالحفيظ مدير الكرة ووجه اللاعبين.. إشارات وصوت عالٍ من المشجع الزملكاوي، مشيرًا إلى دعمه لفريق الوداد، ومؤكدًا على فوز فريق الوداد بالبطولة.. والحمد لله أن فريق الأهلي ومديره الفني خذلوا هذا المشجع، وأدوا بشكل مميز، واستطاعوا الفوز باللقب الإفريقي للمرة الحادية عشرة في تاريخ القافلة الحمراء.
أما المشهد الأخير.. فهو مشهد لم نره على الشاشة في أثناء مباراة النهائي على ملعب محمد الخامس.. لكن نشرته الصحف المغربية.. وتناقلته المواقع المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي.. ألا وهو دخول جماهير الأهلي خلال لقاء الوداد، في عودة نهائي دوري أبطال إفريقيا.. حيث قامت الجماهير بالدخول إلى الملعب - ولم تُبث على التليفزيون - وكتبوا: "يعطيك الجحيم مكافأة" إشارة منهم إلى فوز الأهلي بلقبه الحادي عشر في تاريخه.. وأنه الفريق الأكثر تتويجًا باللقب الإفريقي للقارة السمراء.
سواء كنا مع أو ضد بعض تلك اللقطات والمشاهد للنهائي الإفريقي.. لكننا جميعًا نشعر بالفخر والعزة التي حققها فريق الأهلي للكرة المصرية.. وهذا نتاج جهد المدير الفني السويسري مارسيل كولر، وجهد اللاعبين وتعاونهم وتنفيذهم لتعليمات المدير الفنى..
وجهد مشكور لمجلس إدارة عائلة الأهلي.. ومنذ نهاية المباراة وفور التتويج بدأت الجماهير تنادي باللقب العالمي لكأس العالم للأندية.. وتنادى أيضًا من الآن الثانية عشرة يا أهلي.. عشاق الساحرة المستديرة للقلعة الحمراء لا يشبعون ولا يستمتعون إلا بالمزيد والمزيد من البطولات والألقاب..
خالص التقدير لكل من شارك في تحقيق الإنجازات والبطولات والألقاب على مدار تاريخ النادي الأهلي العريق.
[email protected]