Close ad

البنات والحب والفيس بوك

10-6-2023 | 09:47

نتعاطف ونحترم "أحلام" البنات في الحب والزواج ولا ننكرها أبدا؛ فقط ننبه بكل الود والتقدير إلى أخطاء شائعة جدا في "بحث" البنات عن الحب عبر الفيس بوك وتأتي النتائج المؤلمة "والمخيبة" للآمال والصانعة لأوجاع قد تطول وتفقد البنات الثقة بالنفس وبالرجال..

من أسباب "قبول" بعض البنات بالحب عبر الفيسبوك وأحيانا البحث عنه؛ الخوف من عدم الزواج من أو رفض زواج الصالونات أو طلب أمور غير واقعية، أو البحث عما تراه البنت الأفضل ممن تقدموا لخطبتها أو التألم من تأخر الزواج..

أرسلت لي بنت تسأل هل جزائي أنني بحثت عن "الحلال"؟؛ فتأتيني الخيانة وابتعاد من أحببت عبر الإنترنت.. 

ولها ولكل البنات نؤكد أن الحب "لن" يأتي أبدا عبر الإنترنت وبالطبع الزواج؛ وإلا فلتقف أي بنت في الشارع وتعلن رغبتها بالزواج أو ترتبط عاطفيًا بأي شاب يبدي إعجابه بها..

نكاد نسمع الاعتراضات: ولكن الفيس بوك يختلف عن الشارع؛ والواقع أنه كالشارع تماما، وإن كان الشارع أكثر وضوحًا؛ حيث "توجد" فرص لاكتشاف الشاب العابث؛ أما على الفيس بوك وسائر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت فيمكن للجميع من الجنسين كتابة ما يحلو لهم وقتما يشاؤون، والجميع يبدون "أيقونة" الاحترام واللطف والرقي والتعاطف مع الأطراف الأخرى "ويبالغون" بالمدح والدعم بالكلام.

أما عن الأفعال "وأهمها" الزواج فيتراجعون فورًا؛ فقد أرسلت لي بنات كثيرات عن علاقات بدأت بالفيس بوك ولم تستمر سوى أشهر وأحيانا سنوات، ثم "انتهت" فور مطالبة البنت للشاب بالزواج؛ فما أسهل "البلوك" وتغيير الحساب إن لزم الأمر..

يتحدث القانون عن التحريض على الجريمة؛ ولا نهون من "جريمة" سرقة مشاعر بنت وبعض من عمرها أبدًا، وفي الوقت نفسه "نحذر" البنات من السماح بالسرقة؛ فكما تحرص على "إغلاق" حقيبتها جيدا لتمنع سرقة أموالها فالحرص أهم على مشاعرها وعمرها، فلا تمنح أي جزء منهما إلا لمن يستحقهما والمؤكد أن "شارع" الفيس بوك ليس المكان الآمن الذي يمكن أن تسمح لأحد بالاقتراب منها "لمجرد" إعجابه بجمالها أو بذكائها أو "بروعة" منشوراتها وتميزها وإلخ إلخ..

فمن المؤكد أن من يقول لها هذا الكلام لن يقبل أن يقوله رجل لاخته أو لمن "يهمه" أمرها؛ فلماذا تقبل أي بنت بما يرفضه أي رجل لأخته؟ لماذا تقبل أن يراها "بأقل" مكانة مما يرى اخته؟.

نهدي كل البنات القول البديع للإمام علي كرم الله وجهه: "إذا وضعت أحدًا فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك"؛ المؤلم أن بعض البنات يتعاملن مع من يبدي الإعجاب بهن على الفيس بوك "وكأنه" فرصة لن تعوض للزواج؛ ويدرك ذلك بالطبع خاصة إذا كان وسيمًا أو غنيًا أو بوظيفة مرموقة أو "يدعي" ذلك أيضًا؛ فما أكثر الكذب والخداع على الإنترنت..

لن يثق رجل في بنت تعرف عليها بهذه الطريقة ومن يقول غير ذلك إما لا يعرف الواقع أو يخدع نفسه، فطريقة التعارف مهمة جدا وتحدد مستقبله؛ يحدث أكثر الوجع وأهم الخسائر في العلاقات الإنسانية في الواقع وعلى الفيسبوك بسبب التلقائية الزائدة وافتراض حسن النية في الناس؛ ومن تنس "الحذر" تصنع وجعها وخسائرها بيديها والعكس صحيح.

يصطاد العابثون البنات "بسهولة" خاصة من تكثر من وضع صورها بدلال أو صور لفتيات جميلات  وتتكلم عن الحب والشعور بالخذلان العاطفي والتألم من الخيانات "وكسر القلوب"؛ فتوضح -دون قصد منها بالطبع- "تعطشها للحب وتعجلها للزواج "فتسهل" على المخادع عمله حيث تكون "مستعدة" نفسيًا لتصديق ما يقوله عن نفسه لرغبتها في الخلاص من "انتظار" الحب والزواج؛ ولا تدري أنها تعطيه السكين بيديها "ليطعنها" وقتما يريد؛ فيستغلها عاطفيًا لإرضاء غروره وأحيانا ماديًا، والأبشع في بعض الحالات جسديًا، وقد تنتهي التجربة بابتزاز مادي وجسدي معًا؛ وما كان أغناها عن ذلك كله لو "أغلقت" أبواب قلبها وعقلها أمام العابثين ورفعت شعارها الخاص بهما وهو: أنا غالية "جدًا" ومن يريد الفوز بي فليتقدم لخطبتي وما عدا ذلك فلن أهدر "ثانية" من عمري في التفكير به..

وإذا "تورطت" بارتباط تسارع بالقفز والنجاة، لا تضعف نفسها "بتوهم" أنه وحده من يفهمها وفرصتها "الوحيدة" بالحب والزواج؛ ولتتمسك بكرامتها وبالابتعاد ولا ترتبط ثانية عبر "النت" فهي علاقات مزيفة ولا تنتهي بالزواج..

لم نجد ولا حالة واحدة لزواج بعد تعارف من الإنترنت حتى الآن ولو افترضنا وجودها؛ فلن يثق الشاب في البنت التي تعرف عليها من النت -وسيعايرها- بذلك عند أو مشكلة بعد الزواج هذا إن حدث..

وقد نصحت أكثر من بنت بالكلام مع الشاب الذي تعرفت عليه من الفيس بوك من حساب آخر وفعلت -بذكاء- ووجدته يقول نفس الكلام.

نتمنى ألا تحكي البنت لصديقاتها؛ فمعظم النصائح خاطئة لقلة الخبرة وللمجاملات وألا تستمد ثقتها بنفسها من مدح الإنترنت؛ فما أكثر الإعجاب المزيف وتشغل حياتها بما يضيف إليها ولا تتابعي أخباره فهو كابوس مزعج فلتحتفل بالخلاص منه.

ليس المطلوب النسيان ولكن عدم السماح لأحد بالاقتراب من البنت من يريد الزواج فليتقدم، أما غير ذلك فلا.

وتذكري دائمًا أن علاقات الفيس لا تنجح، فهم "يتسلون" ويثقون أن البنات يفعلن ذلك والجميع يقوم بالتمثيل، وطلب المقابلة لمرة واحدة هو"فخ"، فبعد الموافقة ستبدأ مقابلات أخرى، ثم "تفاجأ" بظروف تمنعه من التقدم ويطالبها "بالصبر" عليه، وقد يطلب منها "إثبات" حبها له بالموافقة على بعض التنازلات والتي تصنع الخسائر الفادحة والندم بعد فوات الأوان.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة