حكاية اسم مصر عبر التاريخ
من يزر مصر في نهاية هذا العام، سيجد أمامه أهم وأكبر متحف في العالم، المتحف المصري الكبير، وهو ليس مجرد متحف، لكنه مؤسسة كبيرة تحكي قصة مصر في عالمها، لأول مرة «الأهرامات الثلاثة» أصبحت جزءًا من هذا المتحف.
المصريون أول شعب آمن بالله، وأول من آمن بأن هناك إلهًا واحدًا للجميع، عندما تدخل هذا المتحف ستجتمع حولك 30 أسرة حكمت مصر منذ ما قبل الميلاد بـ 4 آلاف سنة، لا يستطيع أي عقل أن يعرف ما دار عبر التاريخ على مليون كيلومتر مربع، ما بين البحرين الأبيض والأحمر، في هذا المتحف سيعرف الزائر المصري حقائق جديدة مذهلة.
إن اسم “مصر” الذي ورد في الكتب السماوية، واختلف المؤرخون في تفسير مصدره، هو اسم قديم ورد في متون العقيدة منذ عصر ما قبل الأسرات، وصفت مصر باسم “ماسار”، أي حصن ابن الإله، عندما أطلق على أرض مصر اسم أرض الإله “جب بتاه”، وهو الاسم الذي نسبه المؤرخون إلى الإغريق بالخطأ؛ عندما أطلقوا على مصر اسم “جبتوس”، وقد اتخذ ملوك الأسرة الأولى اسم جبتاه شعارًا للتتويج، فذكر عند تتويج ملوك العصر العتيق، أول ملوك الفراعنة، أن الملك توج على عرش جبتاه، وذلك قبل أن تطأ أقدام مؤرخي الإغريق أرض مصر بأربعة آلاف سنة.
نفس الخطأ وقع فيه المؤرخون عندما نسبوا اسم نهر النيل الخالد إلى الإغريق، عندما أطلق عليه هيرودوت اسم “نيلوس” مع جهله بالمعنى الذي يرمز إليه أو اشتق منه الاسم، فاسم النيل أطلق عليه مع فجر الحضارة، عندما نزح المصريون القدماء إلى شواطئه فقدسوه، عندما عرفوا أن مصر هبة النيل، فأطلقوا على الدلتا، حيث يتفرع النيل إلى عدة أنهار اسم “ني ال واي” الأنهار، بينما أطلقوا على نهر الصعيد اسم النيل، أي النهر الأزرق، ومعناها النهر، فاسم نهر النيل الذي أطلقه الفراعنة في الشمال نيلو، وفي الجنوب النيل.
إن لفظ الجلالة الذي يعيش في قلوب المؤمنين في العالم أجمع، مع اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأديانهم، ويتردد على ألسنتهم في بيوت الله، من مساجد ومعابد وكنائس، وهو لفظ “آمن” أحد أسماء الإله الواحد عند قدماء المصريين، ومعناه “الذي لا تدركه الأبصار”، كان المصري القديم ينادي به ربه، ويختم به صلاته ودعاءه، - انتقل من مصر إلى طقوس العبادة في التوراة، فردده اليهود بقولهم “أمان”، ومع ظهور المسيحية تردد في الكنائس بقولهم “آمن” وردده المسلمون في المساجد بقولهم “آمين”، أي يا رب، ومما يلفت النظر أن كلمة آمن أو آمين لم يرد لها ذكر في القرآن أو التوراة أو الإنجيل.