لماذا نهدر كل هذه المياه؟!

8-6-2023 | 18:25

وكأني اكتشفت مصدرًا جديدًا للمياه؛ يمكن أن يدر علينا عدة ملايين من الأمتار من المياه النظيفة يوميًا؛ دون أن نتكلف جنيهًا واحدًا.

ببساطة كنت جالسًا في سيارتي أنتظر صديقًا؛ فإذا بحبات المياه تتساقط فوق السيارة؛ وهو أمر قد يكون معتادًا؛ إنما غير المعتاد حينما اكتشفت أنها مياه صرف التكييف؛ وبعض الناس يسمونها مياه مقطرة.

لا أعرف إن كانت صالحة للشرب أم لا؛ لكن المؤكد أنها صالحة للزراعة؛ وبحسبة بسيطة؛ لو حصرنا عدد أجهزة التكييف في المنازل الخاصة؛ وكذلك العامة والمؤسسات المختلفة التي تمتلك تكييفًا مركزيًا؛ وهو بالمناسبة يضخ مياه صرف كبيرة للغاية؛ سنجد أننا نملك حصيلة مياه نظيفة تصلح لأغراض كثيرة؛ مثل غسيل السيارات وكذلك الزراعة كما ذكرت سابقًا.

على سبيل المثال؛ عقار به عدد من الطوابق؛ لو أوجدنا وسيلة ما؛ نستطيع من خلالها تجميع مياه صرف المكيفات؛ في خزان يسع لتلك الكمية؛ ومن ثم نوجهها إما للزراعة وهنا يمكن زراعة أشياء كثيرة دون النظر لما تحتاجه من مياه؛ مثلما كنا نفعل؛ ويكون الاهتمام بنوعية الأشجار سواء للظل أو مثمرة؛ ويتم من خلالها الاستفادة من ثمارها.

أو يتم توجيه تلك المياه لغسيل السيارات؛ أو نظافة العقار؛ أو أشياء أخرى كثيرة يمكن من خلالها الاستغناء عن استعمال المياه الصالحة للشرب؛ وكلنا يعرف مدى قيمتها، وكذلك أهميتها.

حصر الكمية الناتجة عن صرف المكيفات في مصر صعب للغاية؛ ولكن أزعم أنه يمكن أن يكون رقمًا كبيرًا جدًا من ملايين الأمتار من المياه الصالحة؛ وكما ذكرت؛ أنه يجب علينا البحث عن كيفية تجميع تلك الكمية من المياه.

وهنا أعرض أن نقدم دعمًا عينيًا من خلال خزانات ذات جودة تسمح بتخزين المياه لمدة معقولة؛ أو نقدم دعمًا ماديًا بقدر نتفق عليه؛ نُعين من خلاله الناس على إنشاء آلية لتجميع وتخزين تلك المياه المهدرة.

أرى من يقول إنها مياه موسمية؛ مرتبطة بأوان تشغيل المكيفات؛ وأنا أوافق تمامًا على ذلك الطرح؛ باعتبار أننا في الآونة الأخيرة؛ بتنا نستعمل التكييف تقريبًا نصف العام؛ وهي مدة كافية لتخزين كمية مناسبة من المياه؛ ولكن نحتاج لعمل آلية علمية تمكننا من طرح طريقة لتجميع وتخزين المياه؛ مع طرح بدائل استخدامها.

ويمكن أن نضيف لتلك الآلية كيفية الاستفادة من مياه الأمطار؛ وهي بكل تأكيد صالحة للاستخدام في أغرض كثيرة منها الزراعة كما سبق وأشرنا.

أطرح الفكرة على الرأي العام؛ وأتمنى أن ترى اهتمامًا يليق بأهمية المياه، ليس لنا فقط، ولكن للعالم أجمع؛ كما أثق أنها ستلقى صدى يليق ببريقها؛ ويمكن لشبابنا طلاب الجامعات وبخاصة الكليات العملية عرض الأفكار والمقترحات التي من شأنها تعظيم الاستفادة من تلك المياه المهدرة.

،،، والله من وراء القصد

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: