قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوقيع قانون رفع سقف الدين العام الأمريكي، وهو ما يٌجنب الولايات المتحدة الأمريكية والاقتصاد العالمي مخاطر جمة كانت ستنتج عن تخلف الولايات المتحدة عن سداد مٌستحقاتها المالية، وذلك بعد عدة أسابيع من المفاوضات والمواجهة السياسية..
وهذا الأسبوع أقر الكونجرس الأمريكي قانونًا يسمح برفع سقف الدين العام الأمريكي، وهو ما يٌتيح لواشنطن سداد المسٌتحقات المالية ومدفوعاتها حتى مطلع عام 2025، إضافة إلى تحديده عددًا من الأهداف في الموازنة ووجه بايدن الشكر لأعضاء الكونجرس، ومن بينهم الزعيم الجمهوري كيفن مكارثي على تعاونهم في إنهاء أزمة سقف الدين، ويٌتيح إقرار القانون في مجلس الشيوخ؛ حيثٌ أغلبية الأعضاء من الديمقراطيين، وفي مجلس النواب؛ حيث غالبية الأعضاء من الجمهوريين تجنب مخاطر تخلٌف الولايات المتحدة عن سداد مٌستحقاتها اعتبارًا من يوم الإثنين (الماضي) الخامس من يونيو..
وقال بايدن في كلمة مٌتلفزة له إلى الأمة من المكتب البيضاوي مٌستعيدًا فيها نبرة الوحدة والتهدئة التي افتتح ولايته الرئاسية بها؛ حيث قال: (تجنبنا أزمة اقتصادية وانهيارًا اقتصاديًا) وتابع في كلمته قائلا: (ما من شيء لكان أكثر انعدامًا للمسئولية وما من شيء لكان أكثر كارثية من التعثر في السداد الذي كان يٌهدد الولايات المتحدة، وأكد بايدن أن التوصل إلى تسوية تتخطى الانشقاقات والخلافات الحزبية أمر صعب للغاية، ولكن علينا ألا نتوقف أبدًا عن المٌحاولة، وكانت للمواجهات المالية والخلافات حول مستوى الإنفاق الحكومي بين الديمقراطيين والجمهوريين أهداف سياسية على نطاق واسع ويٌدرك جو بايدن البالغ من العمر 80 عامًا والمٌرشح لإعادة انتخابه في العام المٌقبل (2024) أن تقدمه في السن وحالته الصحية تٌهدد فرصه في الفوز لولاية رئاسية ثانية، ويأمل بايدن والحزب الديمقراطي أن يٌعزز التوصل إلى الاتفاق حول رفع سقف الدين بعد إثارة قلق المجالين السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة من صورته كقائد مٌخضرم وحكيم، ووجه بايدن التحية إلى خصمه اللدود والأبرز في مسألة سقف الدين رئيس مجلس النواب (الجمهوري) كيفن مكارثي، وقال تفاوض الطرفان بٌحسن نية وأوفى الطرفان بوعدهما وكلمتهما..
وإن كان بايدن يعتزم استغلال الفرصة لزيادة رصيده السياسي إلا أنه تفادى إعلان النصر بصورة صريحة بعد المفاوضات مع المعارضة حول الموازنة..
وإن كان جو بايدن قد نجح في أن يٌجنب بلاده خطر ومخاطر التعٌثر في سداد الدين إلا أنه تعرض هو شخصيًا للتعُثر؛ ووقع أرضًا بالمعنى الحرفي للكلمة؛ حيث تعرض يوم الخميس الماضي لحادث سقوط من على المنصة خلال مٌشاركته في تخريج طٌلاب من القوات الجوية، وبعد الواقعة بلحظات قام مدير الاتصالات في البيت الأبيض (بين لابولت) بإطلاق تغريدة على تويتر جاء فيها: إنه بخير.. كان هٌناك كيس رمل أسود على المنصة حينما كان يٌحاول مٌصافحة أحد الخريجين.. وبعدها استقل بايدن الطائرة الرئاسية عائدًا إلى واشنطن من دون التوقف للرد على أسئلة الصحفيين.. وكان بايدن قد ألقى خطابًا خلال حفل تخرٌج في الأكاديمية العسكرية قبل أن يٌصافح الخريجين، وعند عودته إلى مقعده تعثر وسقط أرضًا؛ مما جدد القلق وأثارت الواقعة مزيدًا من المخاوف بشأن التقدم في السن، وشيخوخة أكبر رئيس للولايات المتحدة، والذي يسعى إلى خوض السباق الرئاسي لولاية ثانية..
ويٌركز الجمهوريون على الحالة الصحية لجو بايدن، وخلال الشهر الحالي فقط أرسل أكثر من 60 نائبًا من الحزب الجمهوري رسالة إلى الرئيس بايدن يطالبونه فيها بأجراء اختبار لتقييم قدراته العقلية، أو الانسحاب من السباق الرئاسي المقبل، وجاء في نص الرسالة: (ندعوك إلى إجراء اختبار ذهني، ونشر نتائجه للرأي العام.. أو الامتناع عن محاولة إعادة انتخابك رئيسًا)، ومنذ أن وصل إلى المكتب البيضاوي، وأصبح بايدن رئيسًا أرسل الجمهوريون ثلاث رسائل بطلبات ممٌاثلة، ولكن تم تجاهلها جميعًا، وقال الجمهوريون في الرسالة الأخيرة "إنه على الرغم من حقيقة أن الرئيس الأمريكي خضع للفحص الجسدي في عام 2021 و2023 فلا يوجد ما يٌشير إلى خضوعه لأي اختبارات ذهنية"..
وإذا فاز بايدن في انتخابات الرئاسة 2024 فسيبلغ من العمر 86 عامًا في نهاية ولايته الثانية المٌفترضة.. وقال بايدن نفسه في وقت سابق "إنه سيكون صادقًا مع المواطن الأمريكي وسٌيعلن عن مشاكل صحية إذا كان يٌعاني منها".. وتكررت عثرات الرئيس بايدن وأحدثها قبل الأخيرة هذه سقوطه خلال زيارته ضريح في اليابان، فضلًا عن رصد بعض هفواته وأحاديثه التي لا تتصل بسياق واضح أو مفهوم، وهو ما يٌثير القلق حول لياقة الرئيس الذهنية والصحية...
وللحديث بقية