Close ad
9-6-2023 | 15:21

كنت زمان بزعل أوي من الناس اللي بعمل فيهم الخير ويكونوا أول ناس يؤذوني ويتعاملوا معايا بقلة أصل بعدها، قرايب وأصحاب وحتى أغراب. 

وقتها بدأت أقول بعد كدا هركز ومش هعمل الخير غير في اللي يستاهله بس؛ لأن فيه ناس متستاهلش الخير دا. 

ألاقي حد ساعدتهُ في شيء وبعدها بقى يدور وشهُ مني وميبقاش عايز يشوفني.

 حد وقفت جنبهُ في زنقة، وكان بيكلمني وقتها كل يوم عشرين وتلتين مرة، بعدها مبيردش على مكالماتي.. ذهول!!

لحد ما اكتشفت أد إيه أنا كنت غلطان في حكمي على الناس. 

لما ركزت اكتشفت أن عمل الخير نوعين: 

إما أنك تكون قاصد بيه وجه الله عز وجل بس، أو تكون قاصد فيه شكلك قصادهم، وسيرتك في غيابك تبقى حلوة، وإنك تبان كريم وابن أصول، ويتقال عليك جدع وشهم. 

وكنت بقول وإيه المانع إني يكون نيتي الاتنين سوا، اعمل الخير لله، وفي نفس الوقت يتقال إني إنسان كويس مش عيب يعني! 

إنما الحقيقة طلعت مختلفة تمامًا.. وعرفت إنه إن كان عملك نيتك فيه خالصة لله فمينفعش إنك تنتظر من اللي عملت فيهم الخير أي شكرانية أو معاملة أحسن بعدها، ولا حتى إنهم يفتكروا الخير دا بعد كدا في معاملتهم معاك.. تخيل!! 

لأن الخير لما عملتهُ أصلاً مكانش ليهم ولا فيهم، هو خير لوجه الله، وهما كانوا سبب ساقهُ ربنا ليك.. 

بالعكس دا انتظاري لمعاملة طيبة منهم بعدها إثبات إني مكنتش نيتي خالصة لله وحدهُ، دا كأنها كذا نية في بعض جوايا.. يعني يبان إنه لله وبعدها أزعل أوي إنهم مطمرش فيهم الخير!!. 

وإنهم طبيعي يكونوا بيتوددولك علشان تساعدهم، وبعدها ميكونش ليهم مصلحة معاك فميهتموش بيك أو متفرقش معاهم أصلاً. دي طبيعة بشرية إللي مبيعملش كدا إنسان عنده إحساس وابن أصول، ودي مبقتش كتير خالص. 

ودا ميخليكش توقف الخير على شخصية إللي قدامك، بالعكس دا يخليك تغمض عينك وتعمله في الكل. 

واكتشفت إن اللي فاهمين الكلام دا كمان بيزعلوا لما يلاقوا الناس اللي عملوا فيهم الخير ده بيشكروهم أو بيجازوهم على عملهم دا لأنه بينقص من أجرهم اللي محتسبينهُ عند ربنا.. فاهم واصلين لأنهي درجة!! 

والناس دول ربنا ذكرهم في القرآن بالظبط.. وبنفس المعنى، قال تعالى على لسان الناس دول: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، دا كلامهم لما الناس اللي عملوا فيهم الخير بعدها شكرتهم أو حبوا يردولهم حاجه من اللي عملوها، الآية دي خضتني جدًا!! ولقيت إن أي رد فعل للي عملت فيهم الخير دا يعتبر جزاءً عن اللي إنت عملته، ولو إنت أخدت رد على الخير اللي قدمته دا لازم تخاف إنه يقلل من أجرك اللي عند ربنا. 

اختلاط النوايا كتير مننا بيعمله من غير ما يحس، لكنه بيهدم جبل الخير اللي منتظرك على قدر من وهبت الخير له، الله رب العالمين!!

دا خلاني أنظر نظرة جديدة للي بعمل فيهم الخير، ومبقتش أهتم الشخص دا يستحق الخير أو لا!! وبقيت افتكر قوله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) مش عايز منه جزاء أو حتى معاملة طيبة بعدها ولا شكر. 

أنا مستني رد الخير مش منك!! لا دا في يوم ما اتحاسب عند ربنا ويطلع لي الخير اللي عملته ويجازيني ساعتها بيه (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) آية ١٠ سورة الإنسان.

وطبعاً إنت ممكن تقولي يعني إيه لازمة كل الكلام دا.. ما ممكن أعمل كل دا لكن مقعدش أركز في الموضوع للدرجادي، كفاية إني بعمل الخير!! 

أنا نفسي كنت بقول كدا.. لحد ما سمعت ربنا بيقول هيعمل إيه للناس اللي بيفكروا بالأسلوب دا يوم القيامة. 

ممكن أقولك بس ربنا هيعمل إيه جزاءً للناس اللي فكروا كدا في الدنيا وهما بيعملوا الخير؟؟؟ 

ممكن تعد ورايا جزاء الناس دي عند ربنا إيه!! 

أولاً: 
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا) آية ١١ "سورة الإنسان" 

ثانياً:
(وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) آية ١٢ "سورة الإنسان" 

ثالثًا وأخيرًا: 
(إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا) آية ٢٢ "سورة الإنسان" 

يعني ربنا بعد كل العطاء دا ليهم بيشكرهم بنفسهُ وذاته العلية وبيقولهم شكرًا ليكم على سعيكم. 

إنت متخيل الموضوع كبير عند ربنا أد إيه!!! 

ومن اللحظة دي.. أعمل الخير في أهلهُ وفي غير أهلهُ، ومتزعلش من الناس إللي بينكروا الجميل بعد فترة، ولا تقول مش هعمل فيهم خير تاني!!

انتظر رد خيرك من اللي عملت من أجله الخير، واعرف إنه مبيضيعش أي خير اتعمل لوجهه عز وجل مهما الناس نسيوا، وجلَ من لا يسهو. 
رزقكم الله إخلاص النية وسلامة القلب

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: