تحمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "AI" مخاوف كثيرة في المستقبل القريب، وتطرح الكثير من التساؤلات في مقدمتها مخاوف استخدامها في طمس هويتنا وتراثنا الفني؟" وعما إذا كان يمكننا الاستفادة منها؟ وماذا إذا أطاحت بصناع الأغنية بمرور الوقت؟ وهل ستكون مؤشرا لضياع تراث كبار عمالقة الأغنية وصناعها من أصحاب التراث باعتبار أن ما سيصل للجيل الجديد هي الأعمال المقدمة لرموز الفن باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي "AI".
موضوعات مقترحة
كما تفرض تساؤلات أخرى، عما إذا كان هؤلاء المبدعون على قيد الحياة فهل كانوا سيقبلون هذه الأعمال المقدمة لهم بهذه التقنية الجديدة؟ وهل ستمنح الفرصة لأنصاف ومعدومي الموهبة لأخذ فرص لا يستحقونها؟
الموسيقار الكبير محمود طلعت، أكد في حديثه لـ "بوابة الأهرام" أن فكرة استخدام صوت رموزنا العمالقة من زمن الفن الأصيل بتقنية الذكاء الاصطناعي لا يمكن وصفها إلا بـ "الجريمة".
وأضاف طلعت في تصريحاته: الحقيقة كل يوم التكنولوجيا بتخرج علينا بأشياء تزيد مخاوفنا بشكل كبير، فالبداية كانت مع دخول الكمبيوتر في صناعة التوزيع الموسيقي مما جعل هناك أشخاص غير مبدعين يدخلون المجال ويستسهلون الأمر، خصوصًا وأن هناك الكثير من البرامج المتاحة للاستخدام في هذا الشأن جعلت مهمتهم أبسط بكثير وأفرضت لهم مساحات لا يستحقونها على الساحة.
وللأسف، كنت متحفظا على هذا الأمر من البداية، فمع التقدم السريع للتكنولوجيا أصبح هناك أشخاص كثر يتخيلون أنهم موسيقيون محترفون فكلما تقدمت التكنولوجيا سهلت الأمر على الآخرين، مما جعل أنصاف المواهب يفرض لها مساحة واسعة على الساحة وهم بالأساس دخلاء على المهنة دون أدنى موهبة. والأمر يختلف عن الموهوبين الذين يستخدمون التكنولوجيا لخدمة المنتج الفني وللأسف نحن حاليا نعيش في مرحلة طمس للهوية وهناك تقليد أعمى للغرب منتشر بشكل كبير.
ويؤكد طلعت في حديثه أن انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي لن تسمح في كل الأحوال بالإطاحة بصناع الأغنية الذي أكد أنهم سيظلون متواجدين، وأضاف: المؤلفون الموهبون الحقيقيون لن ينتهي دورهم لكن بالطبع سيكون هناك تأثر بشكل ما أو بآخر، والحقيقة فكرة استغلال صوت أحد المشاهير بدون أحقية مأزق كبير حتى من الوراثة نفسهم، فربما يكونون أهل الفنان "من ابن أو حفيد" ورثوا ماله وفنه لكن لم يرثوا التحكم في صوته وتاريخه الذي عمل عليه كثيرًا حتى أصبح في هذه المكانة، فهمها كانت قدرة الذكاء الاصطناعي في الاقتراب من صوت أحد الرموز فأنا ضدها تمامًا.
ودعيني أقول إن هذه التقنية ستخرج علينا أشخاصا من القاع مثل فكرة أغاني المهرجانات التي تتولد يوميًا بعشرات الأعمال ولن يملك أحد وقفها، لذلك فأنا أعتبر أن استغلال صوت أحد الرموز على ألحان مقدمة بهذه التقنية "جريمة تسىء لرموز الفن الذين نعيش على فنهم" فهو مجرد "عبث" وأعتقد أنه إذا كان هؤلاء المبدعون على قيد الحياة لا يمكن أن يقبلوا مثل هذه التجارب فالأمر يحتاج لتكاتف منا جميعًا لوقف هذه المهازل.