Close ad

توابع سقوط قمر للتجسس بالبحر الأصفر

5-6-2023 | 12:31

تابعت عن قرب أصداء وعمليات البحث عن حطام صاروخ كوري شمالي، سقط في البحر الأصفر، وعلى متنه ما يفترض أنه قمر اصطناعي للتجسس العسكري، في الوقت نفسه، أطلقت العنان لتخيل مصير أسود لحق بفريق الإطلاق على يد الزعيم!

جيش كوريا الجنوبية قرر عدم إعادة حطام الصاروخ الباليستي طويل المدى، أو مكونات القمر الاصطناعي، إلى الشطر الشمالي في حالة انتشالها، استنادًا إلى قرار لمجلس الأمن الدولي عام 2006، بحظر نقل المواد المتعلقة بالصواريخ وأنظمتها والمواد والتكنولوجيا، التي تستفيد منها برامج الدمار الشامل لكوريا الشمالية.

كوريا الشمالية كانت قد أطلقت يوم الأربعاء الماضي صاروخها الجديد "تشون-ري-ما-1"، الذي يحمل قمر استطلاع عسكري "مان-ري-كيونج-1"، وبعد مرور ساعتين ونصف الساعة من الإطلاق، أعلنت بيونج يانج تحطم الصاروخ وسقوطه في مياه البحر الأصفر، بسبب دوران غير طبيعي لمحرك المرحلة الثانية.

البروفيسور هيرائيوا شونجي من جامعة نانزان اليابانية والخبير في الشئون الكورية الشمالية، أوضح أن الإطلاق كان له هدفان، الأول: لإظهار أمام الشعب أن كوريا الشمالية تمتلك الآن قمرا للتجسس، وهو ما يعد حيويا للرفع من قدرات بيونج يانج الدفاعية في مواجهة التدريبات العسكرية المشتركة المتكررة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

الثاني: لاستعراض تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة التي تملكها كوريا الشمالية أمام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وإيصال رسالة مفادها أن بيونج يانج ليس لديها أية نية للتراجع.

أضاف البروفيسور هيرائيوا أنه سيكون من المهم الحصول على المزيد من المعلومات حول المسار والمواقع التي سقطت فيهما المرحلتان الأولى والثانية من الصاروخ لتحديد المغزى من الإطلاق.

عقب فشل الإطلاق، قالت كيم  يو-جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، والقيادية بالحزب الحاكم: "لا أحد ينكر الحق السيادي للدول للدفاع عن النفس، بامتلاك قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري، وقريبًا، يتم وضع قمرنا-بدقة- بالمدار الفضائي". 

أضافت كيم: " قرار مجلس الأمن خاطئ، وإذا كان إطلاقنا لقمر اصطناعي يستحق الإدانة، فإن الدول التي أطلقت ما مجموعه آلاف الأقمار الاصطناعية ينبغي أن تتعرض للإدانة، بالذات الولايات المتحدة، التي تملأ سماء شبه الجزيرة الكورية –في هذه الساعة- بالعديد من منها، وطائرات استكشافية مسيرة لمراقبة تحركاتنا".

في وقت سابق، وفي بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، صرح ري بيونج-تشول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم، بأن القمر الاصطناعي الاستطلاعي لكوريا الشمالية هو عمل لا غنى عنه، لتعزيز قدرات الدفاع عن النفس ضد التدريبات العسكرية "الطائشة" للأعداء.

أضاف ري بيونج-تشول: "لا غنى عنها لرصد ومراقبة وتمييز والتحكم والتعامل الاستباقي مع الأعمال العسكرية الخطيرة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فور حدوثها". وتعهد "بتوسيع وسائل الاستطلاع والمعلومات، وتحسين مختلف الأسلحة الدفاعية والهجومية، ووضع جداول زمنية لتنفيذ خطط التطوير".

كوريا الشمالية كانت قد فشلت –أيضًا- في إطلاق القمر الاصطناعي "كانج  ميونج  صونج" رقم واحد في شهر أبريل من عام 2012، واعترفت بفشل الإطلاق بعد مرور 5 ساعات، في الوقت نفسه، مرت محاولة إطلاق صاروخ فضائي كوري شمالي للتجسس بالمراحل التالية:

يناير 2021: كوريا الشمالية تضع خططًا لتطوير قمر صناعي للتجسس العسكري، كأحد مشاريعها الدفاعية الرئيسية، خلال المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري الحاكم.

فبراير 2022: أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيا، وأعلنت في اليوم التالي أنها أجرت "تجربة مهمة" لتطوير قمر اصطناعي للاستطلاع.

16 مايو 2023: قام الزعيم كيم جونج-أون بزيارة اللجنة التحضيرية غير الدائمة لإطلاق الأقمار الصناعية ووافق على "خطة العمل المستقبلية" الخاصة بها.

29 مايو 2023: أبلغت كوريا الشمالية اليابان بخطتها لإطلاق قمر صناعي في الفترة من 31 مايو إلى 11 يونيو.

30 مايو 2023: صرح ري بيونج- تشول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم، بأن كوريا الشمالية ستطلق قمرًا صناعيًا عسكريًا للتجسس في يونيو.

في اليوم الذي فشلت فيه محاولة كوريا الشمالية لوضع أول قمر صناعي للاستطلاع العسكري في المدار حول الأرض، كانت قد بدأت تدريبات بحرية متعددة الجنسيات بجزيرة جيجو الكورية الجنوبية، بهدف منع تهريب أسلحة دمار شامل بمشاركة المدمرة الأمريكية "ميليوس"، والمدمرة اليابانية "جيه إس هاماكيري"، والفرقاطة الأسترالية "إتش ماس أنزاك". وقامت المدمرات والسفن بتنفيذ تمرين التصدي البحري بنظام المحاكاة بالكمبيوتر.

تم إطلاق مبادرة أمن الانتشار في عام 2003 في ظل إدارة "جورج دبليو بوش" لوقف تهريب أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إيصالها والمواد ذات الصلة، وتعقد المبادرة اجتماعًا سياسيًا رفيع المستوى كل 5 سنوات، لمراجعة ووضع المبادئ التوجيهية للمبادرة.

بدأت الولايات المتحدة تمارين المبادرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2014، واستضافت الدول المشاركة تمارينها الخاصة، مثل تدريبات "المسعى الشرقي" في كوريا الجنوبية، و"حماة المحيط الهادئ" في أستراليا، و"درع المحيط الهادئ" في اليابان.

وزير دفاع كوريا الجنوبية، لي  جونج- سيوب، كشف  عن أن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بالاعتماد على النوايا الحسنة كان مجرد وهم، وأن كوريا الشمالية واصلت تطوير قدراتها النووية والصاروخية خلال محادثات نزع السلاح النووي، وهذا تم إثباته من خلال مختلف الأسلحة النووية والصاروخية التي كشفت عنها".

أشار إلى سلوك "بعض الدول" المتعلق باستفزازات كوريا الشمالية النووية والصاروخية، وقال: "إن بعض الدول تتجاهل السلوك غير القانوني لكوريا الشمالية الذي ينتهك النظام القائم على القواعد، مما شكل ثغرة في العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بموجب مجلس الأمن للأمم المتحدة".

أضاف: "إن النظام الكوري الشمالي مهووس فقط بـ"تعزيز القدرات النووية والصاروخية" ويتجاهل حياة مواطنيه الذين يعانون من نقص الغذاء والصعوبات الاقتصادية، بما يقوض قيمًا مثل حقوق الإنسان".

في حين أثارت عملية الإطلاق الصاروخي الفاشلة لبيونج يانج قلقًا أقل في بكين، مقارنة بطوكيو وسول وواشنطن، أعلنت موسكو أن سبب التوترات في شبه الجزيرة الكورية هو سعي الولايات المتحدة لزيادة الضغوط على كوريا الشمالية. 

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: