عمل الأبناء والبنات في الإجازة الصيفية.. الفوائد والمخاطر

3-6-2023 | 10:18

نرى رغبة بعض الأبناء والبنات في العمل في الإجازة الصيفية أمرًا إيجابيًا ونود تشيجع الأهل لهم ونقدم فوائد العمل بالصيف ومخاطره لحمايتهم ولمنعها..

من أهم الفوائد الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي وعن ألعاب المحمول والكلام الزائد بلا هدف مع الأصدقاء "وبعثرة" الوقت بلا فائدة وتقليل أوقات الفراغ الذي لا يأتي بالخير أبدا؛ فدائما يصحبه الخسائر وتبديد الطاقات وتقليل "الرغبة" في فعل ما يفيدنا وزيادة الاهتمام بالصغائر والتركيز على الاهتمام "بمراقبة" الغير والأسوأ "توهم" أننا أفضل فيفتح أبواب الخسائر في الدين والدنيا، والأولى معروفة حيث العجب والكبر وهما من أسوأ الذنوب، والثانية عندما نرى أننا أفضل نفتح الأبواب للغرور ومعه يأتي التراجع في كل شيء ولو بعد حين..

الفائدة المهمة تتلخص في اكتساب خبرات رؤية الواقع -كما هو- وليس كما يتوهم الأبناء والبنات من خلال الرؤية المحدودة للواقع عبر المدارس والجامعات والأسر والأصدقاء ووسائل التواصل، ومن المهم "تنبيه" الأهل لهم قبل الذهاب للعمل أنهم "سيرون" من يختلفون عنهم في كثير من التفاصيل وفي أسلوب التعامل والكلام؛ ليس ليتنازلوا عما تعلموه ولكن لأن المفاجأ نصف مهزوم ولمنع "ارتباكهم" وحتى لا تبدو عليهم علامات اللاندهاش أو الاستنكار عند رؤية الاختلافات؛ فيحرضون الآخرين على سوء التعامل معهم؛ فسيرونهم متكبرين ولا أحد يحب من يتكبر عليه..

نصل لفائدة الثقة بالنفس والقدرة على الاستفادة من الوقت واكتساب "مهارات" التعامل مع الناس بعيدا عما اعتادوه وهو مكسب رائع نود تشجيع البنات والأبناء على الفوز به.

أما الفائدة المادية فهي مهمة بالطبع؛ فسيتعلمون أن المال لا يأتي أبدا بسهولة وعليهم بذل الجهد والمثابرة للحصول عليه وغالبا يتعلمون التفكير "جيدًا" قبل إنفاقه وننبه "لخطر" استحواذ التفكير المادي عليهم وتحولهم تدريجيًا للبخل، أو لتعمد إدخار كل الدخل من العمل والمبالغة في طلب المال من الأهل كما يحدث أحيانا، ويجب تشجيعهم على شراء أي هدية للأهل ولو كانت بعض الحلوى أو هدية رمزية للبيت من "أول" دخل لهم وتسجيل هذه الذكريات بالصور والفيديو احتفالًا بالعمل "ولكسر" بدايات البخل وسيطرة المال عليهم.

وننبه لمنع تعاملهم بسوء مع الأهل إذا كان الدخل كبيرًا؛ فليس بالمال يحصلون على المكانة بين الأهل أو الأخوات بل بحسن الخلق.

والتنبه كيف ينفقون الدخل؟، هل للتباهي بين أقرانهم؟ أم لرفاهيات زائدة؟ أم يفكرون للمستقبل؟ وتشجعيهم بلطف على الأفضل "والموازنة" بين الرفاهية والادخار.
نوصي إذا كان الأبناء والبنات يعملون لمساعدة الأسرة "ترك" جزء معقول من الدخل لهم ليشعروا بأن الأسرة مهما كانت الأمور المادية سيئة إلا أنهم "يقدرون" تعبهم للحصول على المال.

يجب منعهم من خطر الحصول على المال من أي عمل ولو كان غير لائق أو يخصم منهم دينيًا، أو قبول الإهانات للاستمرار بالعمل مع عدم المبالغة بتفسير الملاحظات أو الانتقادات بأنها إساءة وضرورة "التفرقة" بينهما.

من الخطر عمل الأطفال في أماكن لا يعرفها الأهل جيدًا؛ حيث تكثر فرص التحرش للجنسين ويجب تحذير كل الأعمار من التعامل مع الزملاء من الجنسين وكأنهم أصدقاء مهما تعاملوا بلطف.  

يحقق البعض نجاحًا في العمل بالصيف ويود الاستمرار به والجمع بينه وبين الدراسة بالجامعة؛ ويمكن ذلك "بشرط" الانتباه لأهمية الحفاظ على التفوق بالجامعة وألا يطغى العمل وربما المال على الدراسة ليعتادوا على أهمية ترتيب "الأولويات" وألا يحركهم المال وحده في الحياة فهناك من تركوا الدراسة أو أهملوها؛ وندموا لاحقًا.

يجب تحذير البنات من خطر المبالغة في التأنق ووضع مساحيق التجميل في العمل صيفًا وفيما بعد أيضًا وضرورة الامتناع عن ارتداء الحلي الذهبية أو الإكسسوارات أو الدخول في منافسات مع البنات بالعمل وإثارة غيرتهن؛ فكل ذلك من أبواب الخسائر في العمل ونفسيًا أيضًا..

الأذكى الحرص على الأناقة "باعتدال" ومنع الملابس الضيقة أو الكاشفة والتحدث "بتحفظ" مع الرجال ومنع التجاوزات بالكلام أو بالنكات السيئة وغيرها، وأن تتكلم معهم وكأن "والدها" يجلس بجوارها؛ لتحمي نفسها من الخطر ومن القيل والقال و"لتدخر" طاقاتها في النجاح بالعمل.

يجب التنبيه على الجنسين ألا يتحدثوا  عن  العمل عند مقابلة أصحابهم وأقربائهم الذين لا يعملون في الصيف عند التنزه معهم؛ فسيتضايقون ويظنون أنهم "يتفاخرون"، وأن يجيبوا بلا مبالغة عن الأسئلة عن العمل؛ ليعتادوا "التحكم" في رغبتهم في الظهور بين أقرانهم؛ وهي من أسوأ العادات التي "تفقدهم" الأصدقاء المخلصين ولا يلتف حولهم إلا "الانتهازيون" والذين سيستغلونهم ولو بعد حين.

يحاول بعض الشباب إقناع أسرته بالعمل ببلد أجنبي في الإجازة الصيفية؛ ولا نرحب بذلك لكثرة "الإغراءات" بالخارج ويفضل العمل داخل الوطن أو ببلد عربي فقط؛ حيث تتقارب القيم والعادات..

نوصي بمراقبة "التغييرات" التي تحدث للجنسين بعد العمل؛ فهل أصبح أقل اعتمادية على الأهل وأكثر نضجًا؟ أم فقط حصل على مال ومعه قدر من سوء التعامل مع أخوته وأسرته؛ ففي الأولى نشجعه ونعلن تقديرنا له ونحتفل به بلا مبالغة؛ فالمبالغة تفسد دومًا، وفي الثانية نسارع بإيقافه بحزم وبلا إهانات؛ فالحزم "يساعدنا" والإهانات تدفعه للتحدي وتمنحه "سببًا" لمواصلة السوء.

من مزايا العمل تعلم "الصبر" واحترام الوقت وتعلم التعامل مع الزملاء والرؤساء بالعمل مبكرًا، ومن أخطاره الانعزال عن الأسرة وبناء سور يفصله عنهم والمبالغة بالاعتداد بالذات، فلندعم المزايا ونزيح الأخطار أولًا بأول..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة