ذكر معهد ستكوهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبرى) أن قوات حفظ السلام المتعددة الجنسية حول العالم قد زادت بنسبة 79ر2 في المائة خلال العام 2022 مقارنة بعام 2021، وبلغت عدديا 114 ألفا و984 فردا بنهاية ديسمبر من العام الماضي، وهو أعلى معدل زيادة سنوي في أعداد حفظة السلام حول العالم منذ إنشاء الأمم المتحدة.
موضوعات مقترحة
وأضاف المعهد- في تقريره السنوي المحدث عن عمليات حفظ السلام في العالم 2023، والذي يستعرض أوضاع عمليات حفظ السلام في العالم خلال عام 2022- أن زيادة عدد قوات حفظ السلام الإجمالي حول العالم على هذا النحو يؤشر على حجم التوترات المتصاعدة في مناطق عديدة من العالم خلال العام الماضي، بعضها مرشح للتفاقم.
وأشار إلى أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت الأشد احتياجا لزيادة عدد قوات حفظ السلام المتعددة الجنسية في مناطقها المشوبة بالتوترات، حيث زاد عدد قوات حفظ السلام فيها بواقع 3771 فردا يمثلون 2ر4 فى المائة من حجم الزيادة في قوات حفظ السلام حول العالم، وفي المقابل تراجع عدد قوات حفظ السلام الدولية العاملة في أوروبا بواقع 541 فردا يمثلون 7ر6 في المائة من إجمالي قوات حفظ السلام في العالم.
وأوضح أن قوات حفظ السلام في العالم تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة بدرجات متفاوته، وأن هذه القوات قد نفذت مهام وعمليات حفظ سلام في 38 دولة حول العالم خلال العام 2022، وأن عدد عمليات حفظ السلام التى باشرت الأمم المتحدة تنفيذها خلال العام المنصرم بلغ 64 عملية متعددة الأطراف شاركت فيها دول متنوعة منها 20 عملية حفظ سلام باشرتها قوات الأمم المتحدة من ذوى القبعات الزرقاء "منفردة" و38 عملية كانت "مشتركة" بوشرت تحت مظلة الأمم المتحدة، ونفذتها عمليا على الأرض قوات حفظ سلام تتبع التكتلات الإقليمية، فيما تم تنفيذ ست عمليات لحفظ السلام بموجب "ترتيبات إقليمية خاصة" بين عدة دول، وتولت تلك الدول مباشرتها على الأرض مع إطلاع الأمم المتحدة بتطوراتها.
ومن بين 64 عملية حفظ سلام متعددة الجنسيات شهدها العام 2022، استأثرت مناطق دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بالنصيب الأكبر، وكان 24 عملية حفظ سلام متعددة الجنسية، كان نصيب أوروبا 18 عملية، كما شهد العام الماضي تنفيذ 14 عملية حفظ سلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلا عن تنفيذ 5 عمليات حفظ سلام في آسيا، و3 عمليات في أمريكا الوسطى والجنوبية.
وأشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد استحداث عمليات جديدة لحفظ السلام في كل من كازخستان والصومال وغينيا بيساو والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا، وأن عملية حفظ السلام في كازخستان كانت الأسرع إنجازا، إذ استغرقت أقل من أسبوعين بعد انطلاقها فى السادس من يناير 2022.
وعلى العكس من كازخستان كانت عملية حفظ السلام في الصومال التي أعيد في الأول من إبريل من العام الماضي تشكيلها وهيكلتها تحت مسمى جديد وصلاحيات جديدة هو "هيئة دعم العملية الانتقالية" كبديل للمسمى القديم "اميصوم"، وتحدد دورها في دعم الحكومة الصومالية الوطنية، وتعزيز عملية بناء السلام على أرض الصومال بانخراط مباشر من الاتحاد الإفريقي وحفاظ سلامه من ذوي القبعات الخضراء البالغ عددهم 24 ألف فرد، وهم كانوا في الأساس الذراع الضارب لـ "اميصوم"، وانتقلت الولاية عليهم إلى هيئة دعم العملية الانتقالية التابعة للاتحاد الإفريقي التي تم استحدثها، وبرغم ذلك بقيت متابعة من الأمم المتحدة قائمة لا سيما على صعيد دعم جهود التصدي لحركة تنظيم الشباب المسلحة، التي تعمل على تقويض بناء السلام في الصومال.
كما شهد العام الماضي إنهاء عمليات لحفظ السلام في الفلبين، وذلك بنهاية يونيو 2022، وكذلك إنهاء مهمة المراقبة لحفظ السلام فى اوكرانيا التى ادى اندلاع العملية العسكرية الروسية فيها في الرابع والعشرين من فبراير 2022 إلى تعقيد الموقف أمام عمل القوة الخاصة المشتركة للأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، والتي كانت تنصب على أعمال الرصد والمراقبة، ومن ثم تم إنهاء عملها تحت ضراوة احتدام القتال التي أفرغت مهمة المراقبين عمليا من مضمونها فكان قرار سحبهم في مارس من العام الماضي.
وشهد التاسع والعشرون من ديسمبر 2022 تشكيل قوة للتحقق ومراقبة وقف إطلاق النار فى إثيوبيا أشرفت على ترتيبات عملها الأمم المتحدة، بما في ذلك إبرام اتفاقات بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب التيجراي، وأسندت دورها التنفيذي إلى الاتحاد الإفريقى الذي بات متعين عليه رفع التقارير إلى الأمم المتحدة، فيما يتعلق بالتزام أطراف الصراع بما تعهدا عليه لإسكات البنادق وتكريس حالة السلام.
واعتبر التقرير أن استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية سيعطي أبعادا جيوسياسية جديدة لعمليات حفظ السلام فى العالم بالنظر إلى حالة الشحن المتصاعدة بين روسيا والغرب، وقد يستدعي ذلك التوسع في تنفيذ عمليات حفظ السلام الدولي متعددة الجنسية بمعرفة المنظمات السياسية الإقليمية وإعطاءها مساحة عمل أكبر لاحتواء التوترات ربما تفوق ما تقوم به قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مباشرة.