مع الاحتفال بـ «اليوم العالمي للدراجات الهوائية»، يعد استخدام الدراجة الهوائية وسيلة مهمة متعددة الأغراض والفوائد وبوصفها وسيلة نقل بسيطة تُستخدم منذ قرنين من الزمان، فضلا عن أنها زهيدة السعر وإحدى وسائل النقل النظيف.
موضوعات مقترحة
كما، تسهم الدراجة الهوائية بشكل كبير، في المحافظة على البيئة من التلوث، والحد من الزحام المروري، ووسيلة تنقل ليست مكلفة تخدم قطاعًا كبيرًا من الجماهير، فضلا عن أنها إحدى وسائل النقل المستدام، الذي يعزز النمو الاقتصادي ويحافظ على المناخ.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الهياكل العمرانية المأمونة المخصصة للمشاة وراكبي الدرجات الهوائية هي كذلك سبيل لتحقيق المساواة الصحية، وفي ما يتصل بالقطاع المدني الأفقر الذي لا يستطيع امتلاك سيارة خاصة، يظل السير أو ركوب الدراجة الهوائية هما وسيلتا نقل تساعدان على الحد من أمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطانات والسكري، لذا فإنّ وسائل النقل النشطة المطورة ليست وسائل صحية وحسب، وإنما وسائل لتحقيق المساواة وفعالة في خفض الكلفة.
ولم تزل تلبية احتياجات المشاة وراكبي الدرجات الهوائية تُعد جزءًا مهمًا من حلول التنقل الرامية إلى المساعدة في فصل النمو السكاني عن زيادة الانبعاثات في المدن، فضلا عن تحسين جودة الهواء والسلامة على الطرق، كما دفعت أزمة كورونا العديد من المدن إلى إعادة التفكير في أنظمة النقل فيها.
وأظهرت دراسة أوروبية حديثة أن ركوب الدراجة الهوائية يومياً، سواء للمتعة أو كوسيلة للتنقل، يساعد في خسارة الوزن، فضلاً عن الفوائد الأخرى المتعددة للصحة الجسدية والنفسية، ومساهمتها في الحفاظ على البيئة.
العالم يحتفل بيوم الدرجات العالمي
واحتفالًا باليوم العالمي للدراجات الهوائية، شهدت العاصمة الإدارية أكبر ماراثون للدراجات الهوائية، الجديدة احتفالًا باليوم العالمي للدراجات، الذي تنظمه الإدارة المركزية للتنمية الرياضية، للحفاظ على الصحة العامة ومعدلات اللياقة البدنية لجميع المواطنين خاصة النشء والشباب، وجعل الرياضة أسلوب حياة بما يحقق أحد أهم أهداف الدولة في مجال الرياضة والصحة، عبر تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة وخاصةً رياضة الدراجات.
قطاع النقل يمثل ثُلث الحمل البيئي المسبب للتلوث
وبهذا الصدد، يقول الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، لـ"بوابة الأهرام": تُشكل وسائل النقل في العموم على مستوى العالم نسبة عالية من الملوثات ونتيجة استخدام سواء كميات الديزل أو أنواع الوقود المختلفة، مما تسبب في انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري.
وتابع: نجد في قطاع النقل تقريبًا، يشكل ثلث الحمل البيئي المسبب للثلاث وسائط كنسبة لتلوث الهواء أو تلوث المياه أو تلوث التربة، وهذه القطاعات الثلاثة تتأثر بأي نوع من أنواع الانبعاثات أو حرق أكاسيد الكربون أو النيتروجين أو الكبريت بصفة أساسية، وهذا يطلق عليه "حرق الوقود العادي" سواء حرق للوقود الغير منقى أو حتى أنواع الوقود المنقاة؛ لذلك نجد أن هناك درجات في الوقود "البنزين" كل درجة لها درجة أوكتين مختلفة عن الأخرى، وبالتالي نسبة حرق الأكاسيد الكربونية أو الكبريتية أو النيتروجينية تعتمد على نوع الوقود نفسه، وفي النهاية الوقود هو المسبب لهذا النوع من التلوث.
اللجوء للطاقة النظيفة
وأشار علام إلى أن، أي لجوء لطاقة نظيفة سواء استخدام درجات أو سيارات كهربائية أو استخدام طاقة شمسية أو استخدام مساقط مائية أو استخدام طاقة الرياح، كل أنواع الطاقة الجديدة تخفف من حجم انبعاثات حرق الوقود الثقيل أو الوقود المسبب للتلوث البيئي، لافتًا إلى أن اللجوء إلى الدراجات وتشجيعها على مستوى العالم؛ حيث نجد في عواصم دول العالم مسارات مختلفة عن مسارات الأتوبيسات وباقي الشاحنات، وبالتالي تمشيه هذه الفكرة وجعل المشاركة بين وزارة الشباب واتحاد الدراجات و الوزارات المعنية، في استخدام وتشجيع الشباب على استخدام الدراجات هو يصب في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وكلما قلت غازات الاحتباس الحراري. كلما قلت الآثار السلبية لتغير المناخ الذي نشهده.
اهتمام عالمي
ويرى مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، أن تشجيع الفكرة واللجوء إلى الطاقة النظيفة بشكل عام ومن بينها الدراجات "اهتمام عالمي" وتوصية لكل اتفاقيات تغير المناخ التي تمت خلال الـ20 عاما الماضية، واللجوء إلى طاقة نظيفة في النقل، وبالتالي عندما نجد السيارات الكهربائية أو الترام الذي يعمل بالكهرباء، أو المترو الذي يعمل أيضا بالكهرباء وكافة وسائل النقل بما فيها الدراجات وبما فيها السيارات الكهربائية تُشكل تشجيعًا على خفض انبعاتاث غازات الاحتباس الحراري، مما يشجع الأجيال الجديدة على عدم اللجوء إلى وسائل النقل المسببة للتلوث والمشاركة بنشاط الصحي والرياضي، ومن ثم أيضا طاقة نظيفة تخفف من حجم أثر تغير المناخ، ذاكرًا ويكاد يكون عام 2050 القادم س نجد أزمات مناخية عنيفة جدا لو لم تأخذ الدول بجدية خفض الانبعاثات الستة للاحتباس الحراري.
الدكتور مجدي علام
وسيلة نقل مثالية
ومن جانبه، يوضح الدكتور عماد نبيل، استشاري الطرق والنقل الدولي، أن الدراجة وسيلة مثالية للتنقل الفردي بين جهتين لا تزيد المسافة بينهم عن 5 كيلومتر تناسب أكثر مع المدن الداخلية كوسيلة انتقال نظيفة وآمنة وغير ملوثة للبيئة.
كما تناسب مع الانتقال من المنزل إلى العمل أو مكان الدراسة فضلا عن أنها تحافظ على صحة الإنسان ولياقته البدنية.
وأضاف، في دول العالم ومنها مصر بدأت في تخصيص حارة مخصصة للدرجات بعيدة عن الحارات المرورية بهدف تشجيع المواطنين على هذه الوسيلة، بالإضافة إلى إنها وسيلة موفرة للناتج القومي المحلي؛ حيث أنها تساهم في تقليل استهلاك الوقود على مستوى وسائل النقل ومنها توفير العملة الصعبة وكذلك تقليل تلوث الهواء.
إضافة حارات للدرجات
وأشار استشاري الطرق و النقل الدولي، إلى أن هناك بعض إضافات على الدراجات تساعد في تخزين المتعلقات الشخصية للسائق، ووضع كرسي إضافي إذا كان استخدام الدرجة لشخصين، لافتًا إلى أن مؤخرًا في مصر هناك بعض المدن بدأت في إضافة حارة للدراجات منها القاهرة في إضافة " كايرو بايك"، كذلك الفيوم، والمنوفية والعاصمة الإدارية الجديدة وبعض المدن السياحية مثل الساحل الشمالي والبحر الأحمر.
واستكمل: أنه جارٍ التوسع في تخصيص حارة للدرجات لتعمم على مستوى الجمهورية ولقد بدأت في محافظة بورسعيد التي تم إضافة حارة للدرجات في شارع 23 يوليو كبداية لحارة دراجات مخصصة في الشوارع، ذاكرًا أن هناك العديد من الأمثلة في العالم قامت بتخصيص حارة للدرجات بشوارعها مثل "الصين، اليابان، ودول شرق آسيا، فضلا عن أن ترخيص الدرجات وإضافة أنوار أو فوانيس أمامية وخلفية للأمان المروري أثناء السير وبعض الدهانات الفسفورية.
الدكتور عماد نبيل