ربما رأى قاطنوها أن عودتهم إلى حيهم الذي نشأوا به، حلما لن يتحقق، وربما زادت حالة اليأس من أمل العودة، بعد ترديد المشككين الأمر.
موضوعات مقترحة
إلى مثلث ماسبيرو، بدأت الروح تعود حثيثا إلى الحي القديم، بعد أن أوفت الدولة بوعديها تجاه المواطنين، الأول في إحداث التطوير، والثاني في إعادة تسكين المواطنين في الحي مرة أخرى.
مثلث ماسبيرو.. أكبر مشروع سكني لتطوير المناطق غير المخططة
ويعد مشروع تطوير مثلث ماسبيرو أكبر مشروع سكني لتطوير المناطق غير المخططة، الذي تكاتفت فيه جهود الدولة، ممثلة في وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة وصندوق تطوير العشوائيات وحي بولاق أبو العلا، ليخرج بصورة حضارية، تليق بحياة كريمة للمواطنين.
تطوير مثلث ماسبيرو.. نقلة حضارية
تطوير مثلث ماسبيرو، أحد مشاريع التطوير العقاري الضخمة، التي شهدتها منطقة وسط العاصمة في السنوات الأخيرة، فتحت إشراف من وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أنجزت شركات عقارية شهيرة المشروع، الذي سيغير معالم تلك المنطقة الهامة.
تاريخ مثلث ماسبيرو
مثلث ماسبيرو منطقة أثرية لها تاريخ طويل، حالها كحال مناطق كثيرة في القاهرة، التي يرجع تاريخها إلى قرون ماضية تراوح بين 1400 و1800 عام، وتمثل المنطقة تراثا حضاريا وثقافيا وسياسيا.
الحاج "إبراهيم"، صاحب وكالة شهيرة في بولاق أبو العلا، قال لـ"بوابة الأهرام" إن ملكية أرض منطقة ماسبيرو تعود إلى شركس باشا، الذي رحل من مصر مع خروج الإنجليز منها، وقبل خروجه من مصر وهب هذه القطعة من الأرض إلى خادميه وعاملين لديه وقتها.
وأشار صاحب الوكالة، إلى أنه مع تعاقب الأجيال، باع أصحاب الأرض الجدد الأرض إلى الأهالي، وبدورهم باع الأهالي أجزاء من الأرض إلى شركات استثمارية عربية.
وأضاف أن منطقة المثلث، بقيت على الشكل الذي يجمع المنازل العشوائية والمباني الفخمة والمشاريع الاستثمارية في نفس ذات الوقت، على مدى زمني طويل.
موقع مثلث ماسبيرو
وتمتد منطقة مثلث ماسبيرو على كورنيش النيل، بين مبنى وزارة الخارجية ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وتحيط بها القنصلية الإيطالية، فضلا عن فنادق أخرى شهيرة.
ودفع ذلك الموقع الدولة منذ ما يزيد على التسع سنوات إلى اتخاذ قرار إعادة تخطيطها وتطويرها.
فرحة أهالي مثلث ماسبيرو بالعودة
كثير من أهالي منطقة مثلث ماسبيرو عبروا في حديثهم لـ "بوابة الأهرام"، عن فرحتهم بالعودة إلى المنطقة بعد الانتهاء من التطوير.
"حلم طال انتظاره، ولكن اتحقق بعد ٩ سنوات من الجهود والمفاوضات "، أحد العائدين يعبر عن فرحته بالعودة، وسط "زغاريد وأغاني" عمت المثلث المطور، في صورة مبهجة عكست فرحة سكان الوحدات المطلة على منطقة الوكالة، بعد أن تسلموا وحداتهم الأسبوع الماضي.
وأكد الأهالي في حديثهم لـ"بوابة الأهرام" أن الإحباط تسلل إليهم على مدار السنوات الماضية يشككهم في العودة مرة أخرى، وذلك بعد أن عاشوا في وحدات إيجارية في منطقتي القللي والسبتية.
ووجه أهالي مثلث ماسبيرو العائدين إلى منطقتهم، الشكر إلى جميع أجهزة الدولة والقيادة السياسية على إنجاز هذا المشروع الحضاري.
"بولاق العشق.. بولاق الحياة.. بولاق الذكريات بكل تفاصيلها"، هذا ما وصف به أحد أعضاء رابطة مثلث ماسبيرو الحي الأثري.
وأكد في حديثه لـ"بوابة الأهرام" أن الدولة أوفت بوعدها مع الأهالي، كل حسب رغبته، فهناك من ارتضى التعويض المادي، وهناك من حصل على سكن بديل في الأسمرات، وآخرون انتظروا التطوير ومن ثم العودة.
وأوضح عضو ممثلي الرابطة، أن التعويض في مشروع التطوير كان كالتالي، من كان يسكن في غرفة تم تعويضه بوحدة سكنية مكونة من صالة وغرفتين، ومن كان يقطن في غرفتين أو ٣، حصل على وحدة ١٢٠ مترا.
بدء العودة للتسكين في مثلث ماسبيرو
المهندسة أمل فوزي، رئيسة حي بولاق أبو العلا، أكدت لـ "بوابة الأهرام"، أنه اعتبارا من الأسبوع الماضي، تم البدء في تسليم الوحدات السكنية إلى المواطنين، طبقا للكشوفات المرسلة من جهاز "ماسبيرو"، بعد تقديم خطاب مرفق المياه وشركة الكهرباء، لافتة إلى تسكين ٦ وحدات في مثلث ماسبيرو.
وأعلنت رئيسة حي بولاق أبو العلا، أن التسكين، يتم يوميا من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، من الساعة الثامنة والنصف صباحا، حتى الثالثة من بعد الظهر، مع تخصيص يوم الخميس، لتسليم المتأخرين.
مثلث ماسبيرو .. حلم العودة يهزم شكوك التطوير