تحمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "AI" مخاوف كثيرة في المستقبل القريب، وتطرح كثير من التساؤلات في مقدمتها مخاوف استخدامها في طمس هويتنا وتراثنا الفني؟" وعما إذا كان يمكنا الاستفادة منها، وماذا إذا أطاحت بصناع الأغنية بمرور الوقت، وهل ستكون مؤشر لضياع تراث كبار عمالقة الأغنية وصناعها من أصحاب التراث بإعتبار أن ما سيصل للجيل الجديد هي الأعمال المقدمة لرموز الفن باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي "AI".
موضوعات مقترحة
كما تفرض تساؤلات أخرى عما إذا كان هؤلاء المبدعون على قيد الحياة كانوا سيقبلون هذه الأعمال المقدمة لهم بهذه التقنية الجديدة؟، هل ستمنح الفرصة لأنصاف ومعدومي الموهبة من أخذ فرص لا يستحقونها؟.
الموسيقار والمطرب عزيز الشافعي أكد في حديثه لـ «بوابة الأهرام» أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحمل ميزة وعيبا.
ويضيف في حديثه:"ميزة هذه القنية أنها من الممكن أن تعيد لنا أصوات رموزنا بألحان أجيال لم يعاصروها وهو أمر محبب لنا جميعا لكن في نفس الوقت هناك مأزق أن هذه التكنولوجيا ستمنح أي شخص هذه الفرصة فبمجرد امتلاكه لأموال أو لهذه التكنولوجيا سيقوم باستخدام هذه الأصوات وسيقلل منها وبالتالي سيأخذ «كريدت» لا يستحقه، وأقصد أنه لا يجوز مثلا أن نضع صوت عبد الحليم حافظ على لحن أغنية شعبية، لأن هذا يعتبر اعتداء صريحا على هذا الشخص".
وهنا لابد أن نعود لفكرة حقوق الملكية لهذا الفنان وعما إذا كانت تعود لأسرته أو شركته فمن حقهم أن يقبلوا أو يرفضوا، ولابد أن تخضع المسألة لاختبارات للتأكد من جودة المصنع كأصحاب حق أصيل وليس من منطلق أن أي شخص يستطيع أن يفعل أي شىء ويمس هذه الشخصية.
ويواصل الشافعي حديثه:"عام 2003 قمت باستخدام رنة تليفون ماركة الموبايل الشهيرة على أغنية «بلاش الملامة» لخالد سليم وقمت بعزفها على الأورج، وحينها كان من الممكن أن نحضر أي صوت ونعزفه بتطبيقاته، ثم تطور الأمر الآن لاستخدام الصوت الإنساني وعزفه على آلة وتقديمه بصوت المطرب بصورة رقمية".
وتجربة الذكاء الاصطناعي حتى الآن غير مقبولة عند البعض، فهناك مثلًا النجمة أنغام والتي رفضت بشكل صريح استخدام صوتها بهذه التقنية.
وبسؤال الشافعي عما إذا كان من الممكن أن يستخدم تفنية الـ "AI" في أعماله مستقبلا، أكد أن الأمر ربما يحمل مغامرة جاذبة وأنه على سبيل المثال يحب أن يستمع لألحانه بصوت النجم الراحل محمد رشدي، لكنه شدد على فكرة ضرورة موافقة أخذ الحقوق من أصحابها ضاربًا مثلا بأغنيته الشهيرة «يا بلادي» للموسيقار الراحل بليغ حمدي، عندما ذهب لأصحابها وحصل على موافقتهم ودفع لهم مقابلاً ماديًا بخلاف نصيبهم من الأرباح.