Close ad

الشرطة والشعب أيدٍ واحدة

25-5-2023 | 13:34

فجأة ودون مقدمات.. وأنت تسير في شارع رمسيس وبعد الوصول إلى إشارة مرور العباسية تنتظر الضوء الأخضر، وإذا بسيارتك تقف دون سابق إنذار.. ماذا تفعل وأنت وسط الطريق؟! الأمر منتهى القلق.. منتهى الصعوبة.. سيارات خلفك.. وأخرى عن يمينك ويسارك.. الكل يريد عبور الطريق.. كلكسات وإزعاج.. سباب وانعدام أخلاق على الطريق من سائقي السيارات دون أن ينتظر أحدهم لحظة يفكر ماذا جرى؟! وأدرك المرور أن هناك مشكلة وعلى الفور أغلق الإشارة وساعدني في أخذ سيارتي إلى جانب الطريق لكي يفتح الطريق أمام السيارات عندما تخضر إشارة المرور.. تلك هي أول مساعدة.. 

بعد أن وقفت على جانب الطريق بجوار أمناء الشرطة المسئولين عن إشارة مرور العباسية بعد مسجد النور.. بدأت رحلة البحث عن المشكلة التي بسببها حدث عطل في السيارة.. وبمجرد أن فتحت كبوت السيارة "عينك ما تشوف إلا النور".. كل المارة تقريبًا وبلا استثناء يعرضون المساعدة.. يقف ويطل على السيارة ويبحث عن المشكلة.. وأمناء الشرطة محمد وصلاح المسئولين عن الإشارة يعرضون خدماتهم.. 

وانتهى الأمر إلى أن السيارة تحتاج إلى بنزين.. وعرض الأمناء أن يذهب عسكري المرور لشراء البنزين الذي احتاجه للسيارة.. شكرته وتركت السيارة وذهبت لأقرب بنزينة، وكانت والحمد لله قريبة على بعد كام متر من إشارة المرور.. وبصعوبة شديدة وافقت البنزينة على إعطائي "جركن".. 

عدت للسيارة ومشكورًا قام أمين الشرطة صلاح بتزويد سيارتي بالبنزين المطلوب.. ومع هذا لم تعمل السيارة.. وجاء شاب من المارة، كان على سفر، وقال أنا مهندس ميكانيكي، وعرض المساعدة، وبدأ رحلة البحث عن المشكلة دون جدوى.. وعلى الفور قام الأمين محمد بالاتصال بميكانيكي من المنطقة قريب من المكان.. وجاء مشكورًا بسرعة وقام برحلة جديدة من البحث عن مشكلة عطل السيارة.. وقام برفع "شلتة" الكرسي الخلفي واطمأن على تنك البنزين، وقام بالخبط خبط بسيط وقال: "دوري السيارة".. ودارت السيارة وكرر الأمر.. وقال لي أول بنزينة فولي السيارة بنزين لتطمئني وأنت تسير على الطريق.. وأني بحاجة للكشف على عوامة البنزين.. وشكرته ورحل.. وشكرت مهندس الميكانيكا الشاب الذي ظل واقفًا إلى أن انتهى الأمر.. ووجهت شكرًا كبيرًا لأمناء الشرطة محمد وصلاح اللذين كانا نعمة العون في تلك المشكلة التي وقعت لي مع سيارتي في هذه الإشارة الصعبة.

ربما يقول قائل وما لنا نحن ومشكلتك هذه التي تحدث لكثير من المصريين في كل أنحاء الجمهورية؟!.. أجيبك قائلة ربما يكون لديك كل الحق.. لكني هنا أردت أن ألقي الضوء على النور الأخضر الجميل داخل قلوب المصريين.. أردت أن ألقي الضوء على جمال تعاون أمناء الشرطة معي لإنقاذي مما حدث.. 

أردت إلقاء نظرة على هذا الشاب المهندس الذي أخر رحلة سفره لأجل مساعدتي.. ألا يحق لنا إلقاء الضوء الجميل على أخلاقنا الجميلة.. ما دفعني للكتابة عن تلك المشكلة التي تظهر المعدن الأصيل للمواطن المصري.. أنها ليست المرة الأولى التي يساعدني المصريون في أزمة أو مشكلة تحدث لي على الطريق.. ولا يمكن أن أنسى سائق التاكسي الذي ساعدني وقت الانفلات الأمني أيام مؤامرة يناير الكبرى، عندما تعطلت سيارتي على طريق المنصورة في الفجر بسبب خبطة في حجارة كبيرة في الطريق، لا زلت أذكره بكل الخير؛ لأنه ساعدني مساعدة كبيرة؛ حتى إنه فك عجل السيارة وذهبنا به بسيارته لأقرب محل إصلاح كاوتش، وعاد بنا لسيارتي من جديد.. ورفض أن يتقاضى أي أجر عما قام به.. وظل بسيارته بجواري على الطريق ليطمئن أني بخير.. 

تلك هي قلوب المصريين الحقيقة للتعامل في المواقف الصعبة التي تواجهنا.. لكني في نفس الوقت عليَّ أن أعترف أني لأول مرة أنتبه للمعنى الحقيقي للجملة المأثورة الشرطة والشعب أيدٍ واحدة.. وكل ما جرى يؤكد لنا مقولة الصادق الأمين التى قالها من ألف وأربعمائة وأربعون عام.. رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" قال: "..  واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ"

تلك هي مصر التي استوصى بها رسولنا الكريم خيرًا.. وهؤلاء هم المصريون بقلوبهم الجميله.. اللهم احفظ مصر والمصريين بحولك وقوتك.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة