Close ad

العودة للتربية المنزلية طريق آمن لتوفير الدواجن

24-5-2023 | 15:07
العودة للتربية المنزلية طريق آمن لتوفير الدواجن العودة للتربية المنزلية طريق آمن لتوفير الدواجن
أحمد عابد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

- الخبراء: توعية الريفيات بأسس التربية الصحيحة للدواجن يساهم فى سد الفجوة الغذائية من اللحوم البيضاء

موضوعات مقترحة

- الإنتاج الداجنى يمثل المصدر الثانى من مصادر إنتاج البروتين الحيوانى

-  تتميز الدواجن بكفاءتها العالية فى تحويل الغذاء إلى لحم كما أنها تعتمد بصورة أساسية على موارد الإنتاج ذات القيمة المنخفضة

- القطاع الريفى يسهم بقرابة 25% من الإنتاج الداجنى  وإنتاج البيض من خلال ثلاثة أنماط شائعة للتربية  

- نادراً ماتتلقى المراة الريفية أى تدريب إرشادى فى مجال الإنتاج الداجنى وتمثل خبرتها الشخصية المصدر الرئيسى لمعلوماتها فى هذا النشاط

- تكلفة إنتاج الوحدة الوزنية من لحوم الدواجن منخفضة مقارنة بالأبقار والأغنام

يعتبر قطاع الإنتاج الحيوانى مكوناً أساسياً من مكونات الزراعة المصرية، وترجع أهميته إلى أنه يقوم بتوفير الأمن الغذائى للمواطنين، فضلاً عن كونه أحد المصادر الرئيسية للدخل الزراعى المصرى.

ولقد شهدت صناعة الدواجن أزمة كبيرة خلال الفترة الماضية، مما جعل الحكومة تلجأ إلى استيراد الدواجن من الخارج فى محاولة لسد الفجوة التى يعانى منها سوق الدواجن فى مصر.

وقد أشار العديد من الخبراء فى مجال صناعة الدواجن إلى العديد من الحلول، التى من شأنها أن تساعد على الخروج من هذه الأزمة، بل انتقل حديث البعض إلى حلول قد تمنع من الوقوع فى مثل هذه الأزمات مستقبلاً.

وفى هذا الصدد تقول الدكتورة إيمان سراج الأستاذ المساعد بقسم بحوث المرأة الريفية بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية، أن الإنتاج الداجنى يعتبر من أهم مجالات الإنتاج الحيوانى، حيث يمثل المصدر الثانى من مصادر إنتاج البروتين الحيوانى، كما تسهم لحوم الطيور بنسبة كبيرة من إجمالى قيمة الإنتاج الحيوانى فى مصر.

مميزات اسنثنائية

وأضافت قائلة: ومن مميزات إنتاج الدواجن وأهميتها الاستثنائية مايلى:

- الكفاءة التحويلية العالية، حيث تتميز الدواجن بكفاءتها العالية فى تحويل الغذاء إلى لحم، حيث إن كمية اللحم الصافى بعد الذبح نسبة إلى وزن الجسم الحى تعتبر كبيرة، مقارنة بكمية اللحم الصافى الناتج من ذبح الأبقار والأغنام.

- تحويل موارد الإنتاج ذات القيمة المنخفضة إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية (اللحوم البيضاء وبيض المائدة) والتى ترتبط بالاحتياجات الغذائية اليومية للسكان.

- تكلفة إنتاج الوحدة الوزنية من لحوم الدواجن منخفضة مقارنة بالأبقار والأغنام.

- التميز السعرى للحوم الدواجن خاصة الدجاج.

- عدم احتياجها لرقعة زراعية أو مساحات كبيرة،  فيمكن تربيتها على أسطح المنازل أو فى أفنية المنازل فى الريف.

- الاستفادة من مخلفات الدواجن كسماد عضوى فى الأراضى الزراعية، كما يمكن استخدامها كأعلاف فى المزراع السمكية.

- تسهم فى سد الفجوة الغذائية وتقليل الحاجة لاستيراد الأغذية بشكل كبير.

- تعتبر مشروعات تنموية ذات مردود اقتصادى كبير.

- تدخل فى بعض الصناعات مثل استخدام الريش كمادة مالئة فى المفروشات بعد غسيله وتطهيره وتجفيفه فى رياشات.

- يمكن الاستفادة من المنتجات الثانوية لها كقشور البيض، والريش فى عمل المشغولات اليدوية والأعمال الفنية كمشروعات متناهية الصغر.

القطاع الريفى

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة التى حدثت فى إنتاج الدواجن فى مصر، إلا أن ذلك لم يواكب الزيادة السكانية الكبيرة، فمازال متوسط نصيب الفرد من لحوم الدواجن سنوياً منخفضاً، بالمقارنة بمتوسط نصيب الفرد على مستوى العالم.

وأشارت سراج الى أن القطاع الريفى مازال هو المصدرالرئيسى لإنتاج  الدواجن، حيث يسهم بقرابة ربع الإنتاج الداجنى، وكذا ربع إنتاج البيض فى مصر، وتتمثل أنماط التربية الشائعة فى الريف المصرى فى كل من:

النمط التقليدى والذى يجمع الإنتاج النباتى والحيوانى والداجنى فى نفس المزرعة، والنمط الإنتاجى بدون حيازة ويتسم بإنتاج الدواجن دون امتلاك  حيازة أرضية مزرعية.

والنمط الإنتاجى شبه التجارى، والذى يتضمن تربية نوع واحد فقط من الدواجن بأعداد  كبيرة، سواء كان دجاجاً محسناً أو بلدياً وذلك لفترة ووزن محددين.

سمات مميزة

وتقول د. إيمان سراج أنه رغم التطور الذى طرأ على القرية المصرية وانتشار المنازل الأسمنتية، إلا أن تربية الطيور مازالت سمة من أهم السمات المميزة للريف المصرى، حيث ذكرت وحدة الدراسات الريفية بوازرة الزراعة أن عائد تربية الطيور يمثل مايقرب من 70% من دخل الأسرة الريفية، من خلال تربية الحمام والبط والأوز والدجاج وغيرها خاصة للأسر الفقيرة، والمرأة المعيلة، ومعدومى الدخل باعتبارها  إحدى  المشروعات الصغيرة.

ويرجع انتشار تربية الطيور المنزلية فى الريف المصرى إلى عدة أسباب منها أنها تعتبر موروثاً من الموروثات الثقافية، ومظهراً من مظاهر التباهى والفخر، فضلاً عن أنها اقتصاد موازى تلجأ إليه الأسرة فى حالة تعرضها للأزمات المالية، كما أنها تسهم  فى توفير البروتين الحيوانى وتحقيق الأمن الغذائى للأسرة، وتعتبر تكاليف تربيتها منخفضة نسبياً حيث تتغذى على بقايا الطعام ومخلفات المحاصيل وبواقى الحبوب.

كما تمثل التربية المنزلية للدواجن عاملاً أساسياً فى حياة المرأة الريفية، فهى المسئول الرئيسى عن توفير احتياجات الأسرة من الدواجن ومنتجاتها، ويقع على عاتقها عبء تربية ورعاية الطيور وإنتاج البيض، وأحياناً البيع فى الأسواق.

وعلى الرغم من ذلك إلا أنها نادراً ماتتلقى تدريباً إرشادياً فى مجال الإنتاج الداجنى، فلا تتعدى الخدمات الإرشادية التى تتلقاها فى هذا المجال نسبة 6%، وتمثل خبرتها الشخصية المصدر الرئيسى لمعلوماتها فى هذا النشاط.

وقد أرجعت الكثير من الدراسات والبحوث فى مجال التربية المنزلية للدواجن، انتشار الكثير من الأزمات داخل هذا المجال كنتيجة لفشل الريفيات فى إدارة الأزمات التى قد تحدث فى هذا المجال، نتيجة لعدم وعيهن بالأساليب الحديثة فى التربية، ولقيامهن بالكثير من الممارسات الخاطئة أثناء التربية والرعاية، لذا فإن إرشاد المرأة الريفية فى هذا المجال أمر ضرورى،  لرفع كفاءتها وزيادة دخل أسرتها، ورفع مستوى معيشتها.

حلقة الوصل

وأكدت سراج على أن الإرشاد الزراعى يمثل حلقة الوصل بين البحث العلمى وبين الريفيين والمزارعين، حيث يعمل على نشر الأفكار والممارسات الحديثة فى مجال الإنتاج النباتى والحيوانى والتنمية الريفية، وحث المستهدفين على تبنى تلك المستحدثات والأفكار، وكذا التوصيات الفنية الخاصة بتلك المجالات.

وبإعتبار أن المرأة الريفية واحدة من أهم الفئات المستهدفة من جانب الإرشاد الزراعى، وأن تنميتها وتطويرها وإرشادها فى العديد من المجالات، خاصة مجال التربية المنزلية لسلالات الدواجن المحلية، وتوفير كل مايخصها من معلومات وتوصيات، وحثها على التطبيق والممارسة بشكل صحيح، لما لهذه السلالات من دور كبير يسهم فى سد الفجوة الغذائية من اللحوم البيضاء، والتغلب على العديد الأزمات التى قد يتعرض لها هذا القطاع، ينعكس بدوره على  توفير قدر كبير من الأمن الغذائى للأسرة والمجتمع.

واقترحت الدكتورة إيمان سراج بعض المقترحات والآليات للاستفادة من الإرشاد الزراعى فى نشر السلالات المحلية بين الريفيات ومنها: عقد لقاءات توعوية إرشادية للريفيات عن السلالات المحلية،  تتضمن تعريفهن بمميزاتها وطريقة التربية والتغذية، وذلك بالتعاون بين جهاز الإرشاد الزراعى والعلماء المتخصصين فى مجال الإنتاج الداجنى - توزيع السلالات المحلية بأسعار تكون فى متناول السيدات الريفيات، على أن يتم ذلك من خلال مجموعة من الرائدات الريفيات - ضرورة تدريب وتنمية قدرات المرشدات الزراعيات فى هذا المجال، عن طريق إمدادهن بكل مايخص هذه السلالات من تغذية وتربية ورعاية، نظراً لاعتماد الريفيات عليهن كمصدر موثوق به للحصول على المعلومات، ولأنهن أقدر على الوصول إليهن والتواصل معهن بشكل مستمر، بما يسهم فى تحقيق هدف النهوض بالتربية المنزلية للدواجن - الدورية وتقديم النصح والمشورة والتعرف على العقبات والمشكلات التى تواجه الريفيات فى تربية هذه السلالات المحلية - تصميم وإعداد خطط وبرامج إرشادية متخصصة لتنمية البنيان المعرفى للريفيات، فيما يتعلق بالتوصيات الفنية الخاصة بالتربية المنزلية لسلالات الدواجن المحلية - المتابعة الدورية البيطرية، وتحصين السلالات لوقايتها من الأمراض، من خلال القوافل الإرشادية الموجهة للريفيات، والتى تضم الأطباء البيطريين - استخدام وسائل عرض شيقة كالأفلام القصيرة بحيث لاتزيد مدة الفيلم على 5 دقائق، بحيث يركز كل فيلم على جزء معين مثل: إعداد المكان، والتغذية، والتحصينات، والأمراض، والأمان الحيوى - عمل ورش عمل تدريبة تركز على كيفية عمل بدائل للأعلاف التقليدية، وكيفية تكوين العلائق أن تشارك فيها السيدات ويقمن بتكوينها بشكل عملى.. وأخيراً الاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصال  فى عمل مجموعات إرشادية على  بعض التطبيقات المعروفة، مثل الواتساب  تختص بنقل كل المعلومات التى تخص هذه السلالات، والرد على أى استفسارات من المربيات وتقديم النصح والمشورة لهن من قبل المختصين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: