روشتة إصلاح اقتصادية لزيادة إنتاجية القصب

24-5-2023 | 10:19
روشتة إصلاح اقتصادية لزيادة إنتاجية القصبالقصب
تحقيق - إيمان العوضى
الأهرام التعاوني نقلاً عن

تساؤلات عديدة للمواطنين حول مصير محصول السكر مع الظروف الاقتصادية العالمية وبعد غلاء أسعاره عالمياً وعدم استقراره، ومع مرور فترة على قرار حظر تصدير السكر المصرى لضمان وجود فائض من السلعة الاستراتيجية بمصر كجزء من الأمن الغذائى للمصريين، زادت التخوفات والتساؤلات عن أسعار السكر الحقيقية وعن وضعه بمصر.. لكل ذلك وأكثر كان لنا هذا التحقيق.

موضوعات مقترحة
أكد الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس شركة الدلتا للسكر، التابعة لوزارة التموين، أن الدولة اتخذت إجراءات استباقية فى الآونة الأخيرة للعمل على إتاحة وتأمين مخزون استراتيجى من جميع السلع الأساسية تكفى لفترات طويلة.
وقال ان سعر كيلو السكر الحقيقى يتجاوز ٤٥ جنيها والتموين تبذل جهود لضمان استقرار سعره للمستهلك لأقل من ٢٠ جنيها، منوها بأن قرار وقف تصدير السكر تم لضمان الحفاظ على مخزون السكر لأكثر من 3 أشهر وان مصر بها اكتفاء ذاتى بنسبة 90%.
وأضاف أن هناك 8 مصانع لإنتاج السكر من البنجر وأن شركة الدلتا للسكر إحدى الشركات التابعة لوزارة التموين تنتج سنوياً ما يقرب من 340 ألف طن سكر من بنجر السكر، بالإضافة إلى إنتاج تفل البنجر الذى يدخل فى صناعة الأعلاف، ومولاس الذى يدخل فى صناعة الخميرة والكحول، كما أن هناك مصانع تابعة لوزارة التموين أيضا تنتج السكر من البنجر؛ وهى شركات «الدقهلية -الفيوم -النوبارية» وغيرها من المصانع الأخرى فى مصر حتى أصبحت مصر تنتج 1.8 مليون طن سكر من بنجر السكر، و900 ألف طن سكر من القصب من خلال شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين.
وأشار إلى إنتاج 250 ألف طن من فركتوز والجلوكوز، حيث يصل إجمالى الاحتياجات الكلية لمصر من سلعة السكر نحو 3.3 مليون طن سنويا نحقق منهم محلياً 90%، ويعتبر هذا نجاح للدولة المصرية بتوجيهات القيادة السياسية.
في اتجاه موازٍ، أكد الدكتور محمد أحمد ماضى رئيس قسم النباتات والتكنولوجيا الزراعية بكلية الزراعة جامعة بنها أن مصر تبلغ أعلى انتاجية فى العالم فى إنتاج المحاصيل السكرية ولكن هناك عجز فى تعظيم الاستفادة منها يرجع للمسئولين عن السياسة الزراعية.
وقال ان المساحة المنزرعة من قصب السكر تبلغ حوالى 300 الف فدان وتبلغ انتاجية الفدان من القصب حوالى 50 طنا، وهى أعلى إنتاجية فى العالم بما تعادل 4.5 طن سكر والمساحة المنزرعة من البنجر حوالى 180 ألف فدان، حيث تبلغ إنتاجية الفدان من البنجر 20 طن أى 2.7 طن سكر، ويبلغ إنتاج مصر من السكر 1.7 مليون طن، 1.1 مليون طن من القصب ونصف مليون طن من البنجر و0.1 مليون طن من الُمحلّيات الأخرى، فى حين يبلغ الاستهلاك 3.5 مليون طن أى أن الفجوة حوالى 800 الف طن، ويمكن سدها من خلال التوسع الرأسى فى القصب والتوسع الأفقى والرأسى فى البنجر، حيث يوجد 3 مصانع للبنجر فى محافظات الدقهلية وكفر الشيخ والفيوم، وجارى إنشاء مصانع أخرى فى النوبارية والشرقية والإسماعيلية.
وأوضح أن القصب نبات استوائى ينمو جيدا فى المناطق الحارة التى يتوفر فيها فصل نمو صيفى طويل حار وفصل نضج وحصاد جاف نوعا ومشمس وخالى من الصقيع وخالى من الأعاصير ولهذا انتشر زراعته فى مناطق متعددة من حيث درجات الحرارة ومعدل سقوط الأمطار ونسبة الرطوبة الجوية، مشيرا إلى المراحل التى مر بها قصب السكر عبر التاريخ حتى وصوله مصر، فقد زرع قصب السكر فى الهند والصين ثم فارس ووصل فى القرن السادس إلى جزيرة العرب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط فوصل مصر ومراكش واسبانيا وصقلية وبالرغم من أن زراعة القصب قد أدخلت إلى مصر منذ الفتوحات الإسلامية إلا أنها لم تزدهر إلا حين ادخل محمد على صنفا من جزيرة جاميكا لقى نجاحا كبيرا، وقد أنشئت فى عهده مصانع لاستخراج السكر فى مناطق مختلفة مما شجع الزراع على الاهتمام بزراعته فى ذلك الوقت.
وقال: القصب يزرع أساسا لاستخراج السكر منه ويستعمل منه فى ذلك حوالى 70% من المحصول الكلى، أما الباقى من المحصول لصناعة العسل الأسود، وتتغذى الحيوانات على الكالوح « الزعازيع»، وتستعمل الأوراق والمواد الجافة فى تغطية الأرض بعد الكسر لحماية العيون من الصقيع، مشيرا إلى المساحة المزروعة من القصب بأنها تبلغ 250-300 ألف فدان وهذه المساحة متغيرة عام بعد عام.
وتابع بأن زراعة القصب بمصر العليا تعادل فى أهميتها زراعة القطن فى أحسن مناطق إنتاجية وتتركز زراعته لاستخراج السكر حول مصانع السكر ففى مصر العليا يزرع بمحافظتى أسوان وقنا حيث توجد مصانع إدفو وكوم أمبو بمحافظة أسوان وأرمنت وقوص ونجع حمادى ودشنا بمحافظة قنا وفى مصر الوسطى يزرع بمحافظة المنيا حيث يوجد مصانع أبو قرقاص ويوجد بالحوامدية بمحافظة الجيزة مصنع لتكرير السكر، كذلك ويزرع القصب فى مساحات متفرقة من الوجهين القبلى والبحرى للمص ولصناعة العسل الأسود وتبلغ المساحة المنزرعة من القصب فى الوجه البحرى حوالى 8% وبمصر الوسطى حوالى 15% وبمصر العليا حوالى 77% من المساحة المنزرعة.
وأكد الدكتور ابراهيم درويش أستاذ المحاصيل ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية على ضرورة وجود مخطط لزيادة انتاجية مصر فى القصب والبنجر السكرى مضيفا ان هناك انواع معينة فى القصب كثيفة الإنتاج مثل « القصب النيلي». وهو أهم الأنواع على الإطلاق حيث يتبعه معظم الأصناف المنزرعة على مستوى العالم، كما يمتاز بصفات عالية الجودة لذا يسمى « بالقصب النبيل» وتتميز نباتات هذا النوع بالسيقان السميكة والأوراق العريضة وانخفاض نسبة الألياف بالسيقان وارتفاع نسبة السكر. ويعطى هذا النوع عدداً كبيراً من الخلفات تحت الظروف الملائمة ولكن يعاب عليه سهولة إصابته بالأمراض.
وقال: القصب الصينى تتميز نباتات هذا النوع بقوة النمو والسيقان الصلبة المتوسطة السمك إلى الرفيعة كما تزداد نسبة الألياف بالسيقان أما نسبة السكر فتكون متوسطة والأوراق تكون ضيقة إلى متوسطة كما يتميز بوجود الشعر الحريرى الطويل جداً على محورة النورة أما فى القصب النبيل فإن هذا الشعر الحريرى يكون قصير جداً أو معدوماً عاماً. وقصب غينيا البرى، ويتميز هذا النوع بقوة النمو والسيقان الصلبة المتوسطة السمك كما أن نسبة الألياف مرتفعة ونسبة السكر منخفضة.
وأكد ضرورة توافر الأصناف التى تزرع بغرض استخراج السكر الصفات التالية أولاً أن تكون مبكرة النضج وذات كفاءة إنتاجية عالية، وأن يكون لون العيدان قاتما أخضر أو أصفر بحيث لا يعطى لونا غامقا للعصير، وأن يكون مقاوم للأمراض وكذلك يكون به المناعة كافية فى فصل الشتاء عند تركه فى الأرض «خلفة» أو للحصول على التقاوى، كذلك يكون الصنف متأقلم لظروف المنطقة التى يزرع بها، وأن تكون نسبة إنبات العقل عالية مع سرعة ظهور البادرات فوق سطح التربة، وأن تكون النباتات قائمة والسيقان قوية تقاوم الرقاد أثناء هبوب الرياح والعواصف، وأن يكون سهل العصر نتيجة لرقة قشرة الساق ولو أنه يلاحظ أن سهولة العصر تكون مصحوبة عادة بقلة المقاومة للأمراض التى تصيب القصب.
وأضاف أن القصب يحتاج تربة تحتوى على كميات كبيرة من الآزوت سهل الامتصاص علاوة على غيره من العناصر الضرورية، ويزرع فى كثير من الأراضى المختلفة القوام مع أن الأراضى الطينية الصفراء الرسوبية هى أوافق أنواع الأراضى لزراعته.
وقال إنه لا ينصح بزراعته فى الأرضى السوداء الثقيلة لقلة محصوله بها ولا الأراضى الرملية لعدم احتفاظها بالماء ولسهولة رقاد القصب وقلة محتوياته السكرية. كما لا تنجح زراعته فى الأراضى الغدقة أو الملحية أو الشديدة القلوية بالرغم من تحمله لدرجات متفاوتة من الحموضة والقلوية وبالنسبة لميعاد الزراعة أوضح أن هناك الزراعة الصيفية والتى تبدأ فى مصر العليا من أوائل فبراير حتى آخر مارس، مشيراً انه فى مصر الوسطى والوجه البحرى يزرع من أواخر فبراير إلى أواخر مارس ويفضل التبكير لزيادة كمية المحصول وصفات الجودة والزراعة الخريفية وفيها يزرع القصب فى الخريف فى شهرى سبتمبر وأكتوبر وذلك فى محافظتى قنا وأسوان، موضحا انه تمتاز الزراعة الخريفية على الصيفية بزيادة المحصول لطول. 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة