Close ad

هلع في السوق الموازية للدولار.. تراجع شراء العملة يعصف بالحائزين.. ومستوردون يتحدثون عن «السيناريو الأسوأ»

21-5-2023 | 20:11
هلع في السوق الموازية للدولار تراجع شراء العملة يعصف بالحائزين ومستوردون يتحدثون عن ;السيناريو الأسوأ;عملة الدولار الأمريكي
داليا عطية

في تطور إيجابي اعتبره البعض مؤشرا على بداية التعافي من أزمة نقص الدولار، شهدت الأيام الماضية تراجعات متتالية في سعر الدولار بالسوق الموازية، بعد تراجع الطلب عليه، وسط توقعات بأن تشهد الأيام القادمة - ما يمكن وصفه بالسيناريو الأسوأ للدولار-  إذ يتوقع  أن يشهد تراجعات أخرى وبمعدلات كبيرة ، وهو ما تسبب في حالة هلع بين حائزي الدولار، الذين سارعوا للتخلص منه .قبل حدوث انخفاضات تحقق خسائر كبيرة لهم .

موضوعات مقترحة

تجار ومستوردون وخبراء، تحدثوا لـ"بوابة الأهرام"، حول أسباب الهبوط المفاجئ للدولار في السوق الموازية، إذ أرجع البعض هذا الهبوط إلى انخفاض الطلب بعد توقف شريحة كبيرة من المستوردين عن شراء الدولار، وهي الظاهرة التي رصدتها "بوابة الأهرام" خلال الأيام الماضية، عبر تحقيقين تم نشرهما، كما أرجع خبراء أيضا الهبوط إلي مؤشرات الأداء الاقتصادي الذي أعلنت عنه الحكومة، وكذا بدء تنفيذ برنامج الاطروحات، مما يوفر دخلا بالدولار للدولة.. بوابة الأهرام في التحقيق التالي، ترصد تفاصيل هبوط الدولار، وتوقعات المرحلة المقبلة :

الاستيراد والتصدير

خبراء رصدوا تراجع الطلب بشكل كبير الأمر الذي تسبب في هبوط سعر الدولار في السوق الموازية إلى 35 جنيهًا، بينما رأى  مستوردون أن التوقف المؤقت عن استيراد بعض السلع، يجب أن يتجاوز حدود فترة الشهر التي حددتها رابطة تجار السيارات في دعوتها التي أطلقتها حول مقاطعة استيراد السيارات، مؤقتًا، بداية من 15-5-2023 حتى 15-6-20223 المقبل، على أن تمتد لفترة عامين، وتشمل سلعًا أخرى وصفوها بالتكميلية، وغير الإستراتيجية، وأنها تضغط على النقد الأجنبي .

ويناشد آخرون، بتسهيلات بنكية بشأن الإيداع الدولاري، أكدوا أنها ستخفف الضغط على الدولار، وتتراجع بقيمتة أمام الجنيه المصري إلى نحو 10 جنيهات، وربما أقل، وفي المقابل أشاروا إلى دور الإنتاج بالتوازي مع التوقف المؤقت للاستيراد، لسد الفجوة بين الاستيراد والتصدير، وعمل تعادل في الميزان التجاري، بين الإيرادات والمدفوعات، وتحقيق إستراتيجية الدولة المصرية في الوصول إلى 100 مليار دولار صادرات.

النقد الأجنبي

بحسب حديث محسن التاجوري، نائب رئيس شعبة المستوردين، ووكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية بالقاهرة، بالفعل شهد الدولار خسائر خلال التعاملات الأخيرة، في السوق السوداء، بعد أن شهد زيادة مضاربات وارتفاع أسعار وصلت إلى مستوى 42 جنيهًا، في تعاملات الأسبوع الماضي.

السوق السوداء

وتراجع الدولار، في السوق السوداء، إلى 35 جنيهًا، ومن خلال مراقبته لحركة سوق الصرافة، يرجع "التاجوري" السبب في ذلك إلى المصريين المتوافدين إلى البلاد من الخارج، حيث مدخلات الدولار التي أعقبت توافدهم هذا، إضافة إلى قرار الحكومة بإعفاء واردات الذهب الواردة بصحبة القادمين من الخارج  من الجمارك. 

العملة الخضراء تنتعش في مصر

ويرى "التاجوري"، قرار الحكومة بالإعفاء الجمركي للقادمين من الخارج، على الذهب ، ساهم في انتعاشة دولارية في السوق المصري وتسبب في انتكاسة للعملة الخضراء بالسوق السوداء .

الاستثمار الأجنبي

ويناشد وكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية، الحكومة بمزيد من التسهيلات للمستثمر العربي والأجنبي، تضمن له مناخ استثمار آمن ومستقر، يضمن للاقتصاد المصري مزيد من الاستثمارات والإنتاج  مما يعود بالنفع على السوق المصري وكذلك المواطن، حيث الأيدي العاملة .

محسن التاجوري، وكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية

الإعفاء الجمركي

وبحسب حديث أحمد شيحة، عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، يشهد الدولارمضاربات وارتفاعات وهمية، تعبر عن قيمة غير حقيقية له أمام الجنيه المصري، الذي وصفه بأنه يشهد تقييمًا خاطئًا خلال الفترة الماضية التي شهدت ارتفاعًا في الطلب عليه بسبب وجود بضائع مخزنة في الجمارك، ما أدى إلى الضغط عليه .

الإيداع الدولاري

وعلى ضوء ذلك، استغل المضاربون على عملة الدولار، ارتفاع الطلب عليه، وبدأوا في بيعه بالسوق السوداء بأسعار مرتفعة، ويضيف "شيحة"، إلى ذلك، شروط البنك الخاصة بحفظ الدولار، والتي خلقت حالة من التخوف في إيداع الدولار بالبنوك بسبب التساؤلات حول مصدر العملة.

البنك المركزي

يقول أحمد شيحة، إن تخوف الناس من تساؤلات البنك حول مصدر العملة تسبب في عزوفهم عن الإيداع وتوجههم في المقابل، إلى السوق السوداء، من أجل البيع بسعر أعلى، ومن دون تساؤلات تشعرهم بالقلق.

قيود حفظ الدولار

ويناشد عضو شعبة المستوردين، بغرفة القاهرة، البنك المركزي، برفع القيود على إيداع الدولار، حتى تطمئن الناس، وتوجّه مخزونها من الدولار إلى البنك بدلًا من توجهها للسوق السوداء، قائلًا :" الدولار المحفوظ في منازل المواطنين أكثر من المحفوظ في البنوك".

أسباب ارتفاع سعر الدولار

وأكد عضو شعبة المستوردين بغرفة القاهرة، إن تسهيلات شروط إيداع الدولار بالبنوك، ستجذب العملة الخضراء إلى السوق المصري، وتخفض الطلب عليها، وكذلك السعر لأن المعروض سيكون أكثر من المطلوب. 

نظام سويفت

ولفت، خلال تحليله أسباب ارتفاع الطلب على الدولار، إلى نظام التعامل بالعملات، الذي يعتمد على نظام سويفت، وهو نظام من قبل بنوك أمريكية وأوروبية، يجعل التعاملات المالية محكومة بعملة واحدة وهي الدولار مما يخلق حالة احتكار ويرفع الطلب في الأسواق على هذه العملة ويخلق السوق السوداء حولها.

تراجع قيمة الدولار إلى 10 جنيهات

يقول عضو شعبة المستوردين بغرفة القاهرة، لماذا لا تكون هناك مرونة في التعاملات المالية برفع التعامل بنظام سويفت واعتماد التعاملات المالية بالعملات الأخرى، وأن يكون الدفع بالعملة النقدية الخاصة ببلد السلعة المستوردة، قائلًا :" إن حدث ذلك سيتراجع الطلب على الدولار، وحتى إن شهد طلبًا لن تزيد قيمته حينذاك عن 10 جنيهات، وربما أقل من ذلك".

توقف استيراد السيارات

وأشاد عضو شعبة المستوردين، بدعوة توقف الاستيراد، المؤقت، لبعض السلع، التي دعت إليها رابطة تجار السيارات، كمبادرة لتخفيف الطلب على الدولار، مؤكدًا أن الدعوة كانت ضمن أسباب تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء في تعاملات الأسبوع الماضي من 42 جنيهًا، إلى 35 جنيهًا.

رسائل لتجار العملة

وقال إن هذه الدعوة بعثت برسالة للمتاجرين في الدولار أن السوق المصري في حالة استغناء عن هذه العملة، وعلى استعداد لمقاطعة بعض السلع للخروج من دائرة العوز للعملة الخضراء، وهي الرسالة التي كان لها صدى لدى هؤلاء التجار، إضافة إلى الجهود التي بذلتها الدولة لتخفيف الضغط على الدولار.

أحمد شيحة، عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية

الاتحاد العام للغرف التجارية

يقول عادل ناصر، نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، توجّه بعض المستوردين إلى توقف الاستيراد، مؤقتًا، لبعض السلع، كان صائبًا بنسبة 100% لصالح تخفيف الطلب على الدولار بالسوق المحلية.

تراجع القوة الشرائية

ويعيد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أسباب تراجع الدولار بالسوق السوداء، خلال التعاملات الأخيرة، إلى النمط الاستهلاكي، الذي قال إنه تغيّر لدى المصريين في بعض السلع، وانخفض بسبب التضخم، الذي جعلهم يعزفون عن استهلاك بعض السلع، قائلًا :" التضخم ساهم في تراجع الدولار نتيجة تراجع القوة الشرائية بالأسواق تأثرًا باقتصاديات المستهلك".

النمط الاستهلاكي للمصريين

وبحسب حديثه لـ"بوابة الأهرام"، كلنا كمصريين بحاجة إلى إعادة ترتيب أولويات استهلاكنا، والاستغناء عن السلع غير الأساسية، وغير الضرورية بالنسبة للاستخدام اليومي، حتى لا يُشكّل استيراد هذه السلع عبئًا على النقد الأجنبي، ويخلق سوقا موازية وهي السوق السوداء، قائلًا :" يمكننا الاكتفاء باستيراد سلع الأرز، والقمح، والسكر، والزيت، وغيرها من السلع الإستيراتيجية، والتي ليس لها بديل محليًا".

توقف الاستيراد عامين للسلع غير الاستراتيجية

يتابع نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، فيقول، إن كان إطلاق دعوة بوقف الاستيراد،المؤقت، لبعض السلع، كان له الأثر الإيجابي في تخفيف الضغط على النقد الأجنبي، فالأولى أن تمتد هذه الدعوة لتشمل التوقف عن استيراد السلع غير الأساسية، وغير الضرورية بالنسبة للحياة اليومية، على أن يكون ذلك لمدة لا تقل عن عامين.

100 مليار دولار صادرات

ويؤكد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أن فترة العامين، التي يدعو إليها، للتوقف المؤقت عن استيراد السلع غير الأساسية، ستؤدي إلى خروج النقد الأجنبي من دائرة العوز، بالنسبة للسوق المصري، وفي المقابل، فإن المجتمع بحاجة إلى توجيه أنظاره نحو الإنتاج، خاصة وأن الدولة المصرية تسعى لتحقيق 100 مليار دولار صادرات، لسد الفجوة بين الاستيراد والتصدير، وعمل تعادل في الميزان التجاري، بين الإيرادات والمدفوعات، وهو ما يرى بدايته من الإنتاج، ثم تغطية احتياجات السوق المحلية، وبعدها الصادرات إلى الأسواق الخارجية.

عادل ناصر، نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: