نعيش اليوم في عصر التريند والسوشيال الميديا والحياة الوهمية لدى البعض ! فنشاهد اليوم البعض يظهر حياة على السوشيال ميديا على خلاف حقيقة الحياة التي يعيشها؛ فالبعض أصبح يهتم بحياته الوهمية عبر السوشيال ميديا ويهمل حياته الحقيقية حتى وصل الأمر إدعاء حياة زائفة من خلال التقاط بعض الصور والفيديوهات؛ فالبعض يعيش بشخصيتين عكس بعضهما البعض؛ شخصية عبر الواقع وشخصية وهمية عبر العالم الافتراضي؛ فأصبح الشخص يرتدي قناعا أثناء تواجده على مواقع التواصل الاجتماعي وينزعه في الحياة الواقعية؛ فالسوشيال ميديا جعلت البعض يهتم لكلام الناس أكثر؛ والبعض الآخر يستمد ثقته من خلال تعليقات البعض والبعض الآخر أحب العالم الافتراضي الذي وجد فيه نفسه فأصبح بمثابة ملاذ له ولا يستطيع العيش بدونه؛ فأصبحت كالإدمان الذي لا يستطيع الانسحاب منه؛ فمن خلف الشاشات يصبح البعض صاحب الشخصية الضعيفة يشعر أنه قوي لسبه لذلك والنيل من ذلك فهو لا يستطيع فعل ذلك وجها لوجه؛ والبعض الآخر أصبح مشغول بالمقارنة فحرمه الله من السكينة؛ فالبعض أصبح يتصفح صفحات الكل ويبدأ بمقارنة حياته بحياة الآخرين ليشعر بعدم الرضا ومن ثم السخط على الحياة والمجتمع؛ والبعض الآخر خلق عالم مزيف وحياة مزيفة ولكنه أحب ذلك ولا يستطيع العيش بدون ذلك؛ والبعض الآخر أصبحت السوشيال ميديا بمثابة مصدر رزق من خلال الفيديوهات عبر سناب شات أو تيك توك أو قنوات اليوتيوب ومن ثم عرض محتوى غير مجدي أو عرض فيديوهات تثير السخط والغضب من أجل جلب المال فقط؛ والبعض الآخر يلجأ لعرض حياته على الملأ أيضا لجلب المال بطريقة سريعة؛ فنجد زوجين يقومان بعرض سير حياتهما يوميا وأسرة كاملة تقوم ببث حياتها بشكل يومي أيضا، من أجل جلب المال
فلا أعلم هل هذه لعنة السوشيال ميديا أم إظهار الجانب النفسي المدمر لدى البعض وأصبحت السوشيال ميديا بمثابة المعالج له ؟! فالبعض لم يفلح في التأقلم مع الواقع فاختار العالم الافتراضي الذي يريده ويتمناه ليعيشه.
اعلم أن لكل شيء سلاحا ذي حدين وأنت فقط بيدك قرار اختيار الجانب الجيد أم السيئ للشيء؛ فالبعض استطاع أن يستفيد من السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي خير استفادة فتعلم من خلال الفيديوهات الإيجابية والبعض الآخر اختار الجانب السيئ وهو تتبع أخبار البعض والحقد عليهم وتمني زوال النعمة منهم؛ والبعض الآخر وجده مصدراً للرزق كما ذكرنا بغض النظر عن المحتوى المقدم فمن هدفه الأول المال لا تسأله عن أي شيء آخر؛ فمن اختار المال أسقط المباديء وأحيانا قد يضطر لإسقاط الكرامة وأحيانا قد يسقط الإنسانية فقط من أجل المال؛ فالمال إذا دخل أي شيئاً أفسده.
فليعلم الجميع الهدف الأساسي من وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا وإلا ألحقته لعنة التكنولوجيا وأصبح يسبها ويلعنها؛ فالحقيقة لوسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا فوائد عدة فقط إذا استخدمتها من أجل الغرض الذي خصصت من أجله وإلا ستجد نفسك مريضاً نفسياً وفكرياً وروحيا بدون أن تشعر وتجد نفسك في عالم افتراضي سجنت نفسك بداخله ولا تستطيع الخروج منه.