تزورنا يوميًا الكثير من الأفكار، وما "نسمح" له بالبقاء في قلوبنا وعقولنا "يسيطر" على أجزاء غالية من حياتنا، ويتسبب في الكثير من تصرفاتنا التي تقودنا إلى النجاح "وتيسره" لنا أو -لا قدر الله- تقودنا إلى الفشل وتتسبب بحدوثه..
1- حظي سيئ عندما يفكر الناجحون بذلك يسارعون بطردها ويقولون لأنفسهم: الكل يتعرض لظروف سيئة من وقت لآخر والحياة لم ولن تجامل أحدًا وتعطيه نجاحات على طبق من فضة وبلا منغصات.
٢- لا يفكر الناجحون بأن الخسارة التي تعرضوا لها فادحة وأنهت فرصهم في النجاح؛ ويقول كل ناجح الخسارة فادحة وسأسيطر على مشاعري، ولن أسمح لها بزيادة خسائري وإضافة خسائر صحية، أو تعطيلي عن "لملمة" نفسي وتدبر كيفية مواجهة الخسارة بواقعية لتقليل ضررها ما استطعت، ولمنع تأثيرها على تعاملاتي في العمل وفي الأسرة.
٣- الكل يتآمر ضدي، الجميع خونة وسيئون؛ هذا ما يقوله غير الناجحين، بينما من "يختار" صنع النجاح يقول: اذا تحالف أصدقائي مع أعدائي فاللوم لا يقع عليهم وحدهم؛ فأنا المسئول عن سوء اختيار أصدقائي أو عن سوء معاملتهم ومضايقتهم؛ حتى اختاروا التحالف مع أعدائي.
فمواجهة النفس بالخطأ من أهم مواصفات الناجحين في كل زمان ومكان؛ بشرط عدم المبالغة، والعكس صحيح.
٤- حصلت على قدر جيد من النجاح والمال، ومررت بالأصعب والقادم سهل وبلا متاعب؛ هذا ما يعتقده الكثيرون ويؤذون أنفسهم؛ بينما كل ناجح يقول النجاح والمال يعطيانني قدرًا جيدًا من الراحة النفسية والمادية، ويقللان من ضغوط الحياة، ويساعدنني في التخطيط للأفضل بهدوء لمواجهة الصراعات والمشاكل التي لن تختفي من حياتي، ليس من قبيل التشاؤم وتوقع الأسوأ، ولكن لأنني أعيش في الدنيا وليس في الجنة.
٥- أخيرًا سأرتاح وأترك كل مسئولياتي في العمل للمساعدين أو لأولادي، واتفرغ لتدليل نفسي؛ هذا ما يتمناه البعض ويصنع تراجعه عن النجاح بيديه، بينما الناجح حقًا يؤكد لنفسه: مهما كانت براعة المساعدين وأمانتهم؛ فالمثل الرائع والصادق يقول: "المال السايب يعلم السرقة" كما أنهم وأولادي سيحتاجون حتمًا لخبراتي المتراكمة عبر سنوات طوال، وليس من الذكاء حرمان نفسي وأسرتي من ثمارها ويمكنني تدليل نفسي مع الاستمرار بالعمل.
٦- لو كنت غنيًا بما يكفي لاعتزلت العمل مبكرًا؛ من يفكر هكذا يخاصم النجاح ويبتعد عنه دون أن يدري؛ فربط العمل بالحاجة فقط للمال خطأ لا يقع فيه أي ناجح في الكون أبدًا..
العمل حاجة "ضرورية" للإنسان في كل مراحل حياته ولو كان تطوعيًا؛ فالعمل يقي من الكثير من الأمراض النفسية والجسدية، ويحقق قدرًا جيدًا من الرضا الإيجابي عن النفس بعد الإنجاز، والرضا هو أكسير السعادة ويقوي المناعة النفسية ويجعله أفضل في علاقاته أيضًا.
٧- الحسد لا يقترب من الناجحين؛ فالناجح لا يحسد أحدًا أبدًا، ويعرف ان الحسد نار تأكل صاحبها وتلتهم حيويته وتغتال طاقاته وتنسف قدرته على التقدم، والناجح يثق أن لديه الكثير مما يحسده عليه الغير، وإن شعر ببذور الحسد بقلبه أو بعقله سارع باقتلاعها وفكر هل يستطيع فعل أو اقتناء ما لدى الغير..
فإن استطاع فعلها "بتروٍ" وليس بغل؛ فالاولى تساعد والثانية "تنهك" وتقلل الفرحة عند حدوثها..
وإن لم يستطع "طرد" الحسرة وذكر نفسه بكل ما لديه وكتبها لنفسه ليقرأها كلما زارته الحسرة أو اقترب منه الحسد؛ ليسارع "بركلهما" ويستفيد بعمره فيما يفيده..
8- لا يقول الناجح: أنا الأفضل ويكتفي بذلك، فالواقع يثبت كذب مقولة محلك سر؛ ودائمًا يوجد أفضل مما هو كائن، والغرور يقتل صاحبه "ويجهض" فرصه التي يستحقها ليتطور ويفيد خصمه بأكثر مما يفيدهم قدرتهم؛ فالغرور سيجعله يخطئ ويتجمد في مكانه، وسيتراجع ويتقدمون بلا أي مجهود منهم وسيستفيدون من أخطائه أيضًا.
9- لا يلقي الناجح بنفسه أبدًا في فخ الثقة المفرطة، ولا يفكر في أي عمل يعمله أو مقابلة عمل بأنه سهل، وفعلته من قبل ولا يستهتر بأي شيء يخص عمله أو علاقاته، ولا يعتمد على تجاربه السابقة؛ فكل عمل يمكن أن يكون به أمر لم يسبق له التعامل معه من قبل، وكذلك نفس الإنسان يتغير وفقًا للمواقف وللخبرات، وأيضًا لمزاجه الشخصي في هذا اليوم، ويجب الاستعداد الجيد لكل عمل ولكل لقاء عمل، والاستعداد لا يكون بجمع المعلومات وتوقع التساؤلات وربما المعوقات فقط، ولكن يتعدى ذلك للحصول على قدر جيد من الراحة قبلها، والتفكير الجيد في كل السيناريوهات؛ لتقليل المفاجآت غير السارة قدر الإمكان بالطبع.
10- لا يواجه الناجح مشاكله بالتفكير في "هزائمه" السابقة، ولا يجترها عند حدوث مشكلة جديدة؛ فيكون كمن يتألم لأنه يحمل أثقالًا لا يد له في صنعها؛ فلا يكتفي بها ويضيف إليها أثقالًا جديدة من صنعه، ولا يسارع بالشكوى لكل من يقابله، ولا يفعل كما قال الرائع مكسيم جوركي: "يستمتع بالشكوى كما يستمتع المطرب بالغناء"؛ بل يطرد التفكير في هزائمه السابقة بعد أن "ينتزع" منها كل الخبرات لمنع تكرارها وللتنبه إذا وجد نفسه يكررها، وفيما عدا ذلك يقول لنفسه: لا يوجد محارب بلا هزائم "مؤقتة" والأحمق وحده هو من يسمح لها بالإقامة في عقله والإمساك بدفة حياته، والإبحار بها نحو القاع ولو بعد حين، بينما يستطيع التعلم منها والتحليق بعيدًا عن مستنقعات الفشل وغباراته وأدخنته الخانقة.