تواصل "بوابة الأهرام"، متابعة مقترح التوقف المؤقت عن شراء الدولار الذي دعا إليه مستوردون لتخفيف الضغط على النقد الأجنبي الذي يستلزم تدبيرًا لعمليات الاستيراد التي تستلزم أيضًا التعامل بالدولار؛ حيث لاقت الدعوة التي انطلقت بمبادرة رابطة تجار السيارات الذين أعلنوا عن التوقف عن شراء الدولار بغرض الاستيراد ترحيبا ودعما من شرائح أخرى من التجار والمستوردين الذين تحدثوا مع "بوابة الأهرام" عن مساندتهم لهذه المبادرة بهدف خفض الطلب على الدولار لمدة شهر، فيما اقترح بعض المستوردين تعديل التعامل بالعملات ليكون حسب عملة الدولة المُصدّرة، مؤكدين أن ذلك سيخرج بالدولار من دائرة العملة الواحدة، ويخفف من الضغط عليه.
موضوعات مقترحة
ورأى مستوردون أن هناك سلعًا يمكن عمل قائمة بها لوقف استيرادها - مؤقتا - كونها غير ضرورية ولها بديل محلي وعلى سبيل المثال، تستورد الدولة بتكلفة تصل إلى 500 مليون دولار، سنويًا، مستحضرات تجميل، ومكملات غذائية، وتستورد بتكلفة مماثلة أيضًا، أغذية للكلاب والقطط، بينما يمكن توفير هذه التكلفة لاستيراد سلع إستراتيجية أو توجيه هذا الإنفاق إلى الخدمات التي تحسن بها الدولة جودة حياة المواطنين، مثل الصحة، والتعليم.
وبحسب حديث المستوردين لـ"بوابة الأهرام"، كثير من السلع المستوردة، يمكن وقف استيرادها وتعويضه في الحال، إذ تملك مصر مصانع وشركات لتصنيعها وبجودة تنافس السلعة الأجنبية إلا أن "عقدة الخواجة"، تلاحق الترويج لهذه السلع الوطنية وتروج للسوق الأجنبية على حساب السوق المصرية.
المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، قال إنهم كرابطة ملتزمين بالتوقف عن شراء الدولار وفق ما تم الإعلان عنه، وذلك لمدة شهر حتى تستقر أوضاع البلاد إيمانًا من الرابطة بأن هذا الدور الذي سيقوم به التجار والوكلاء سيعمل على الحفاظ على عملة واقتصاد الوطن.
وقال إن هذا الدور سيؤدي إلى الحفاظ على قيمة أموال التجار أيضا لامتصاص الأزمة الحالية الخاصة بارتفاع أسعار السيارات بشكل يجعل العملاء تعزف عن الشراء وبالتالي تستقر الأسعار.
المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات
شعبة المواد الغذائية
وقال عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، «نحن كمستوردين للمواد الغذائية ندعو أيضا إلى توقف التجار عن استيراد السلع غير الإستراتيجية، وقصر الاستيراد على الضروريات عدم وجود بديل لها في السوق المحلية».
النقد الأجنبي
وأضاف أن السلع غير الأساسية، التي لن يتضرر السوق المحلية، ولا المواطن المصري من غيابها، تمثل عبئًا كبيرًا على ميزانية الدولة بسبب الضغط على الدولار الذي يلجأ المستوردون إلى تدبيره حتى يتسنى لهم إتمام عملية التعامل بالشراء مع بلد هذه السلع التي تطلب قيمة السلعة بالنقد الأجنبي وليس المصري.
استيراد الشوكولاته والشيبسي
وعن هذه السلع، قال نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، على سبيل المثال، يمكن أن نتوقف عن استيراد الشوكولاتة، والشيبسي، خاصة أن لهما بدائل في السوق المصرية، ومصانع وشركات تعمل على تصنيعها فما الداع من استيرادها؟.
استيراد أغذية الكلاب والقطط
ويضيف إلى ذلك، التوقف عن استيراد أغذية الكلاب، والقطط، والتي تشكل ضغطًا على الدولار بسبب تكلفة الاستيراد التي تصل إلى نحو 500 مليون دولار، سنويًا، وهو الرقم الذي يمكن توجيهه لاستيراد سلعة أساسية، أو توفيره لينعكس على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن المصري في مختلف المجالات.
استيراد منتجات الألبان
يتابع نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، حديثه لـ"بوابة الأهرام"، فيقول، يمكننا أيضًا التوقف عن استيراد منتجات مثل، القشطة المعلبة، واللبن المبخر، واللبن المكثف، وغيرها من المنتجات المماثلة، والتي يوجد لها بديل في السوق المصرية:" أرى كعضو شعبة المستوردين أن أي سلعة لها بديل في السوق المحلية، يجب أن يتوقف استيرادها، لأن بلدنا أولى بتوفير هذا النقد الأجنبي، وأيضًا المواطن المصري أولى بتوفير هذا التدبير المالي اللازم لاستيراد تلك السلع غير الأساسية، وتوجيهه إلى الخدمات التي تسهم في تحسين جودة حياته".
بدائل أغذية أجنبية
ويلفت عضو شعبة المواد الغذائية، إلى أن هذه السلع ليس فقط لها بديل كمصانع وشركات مصرية، وإنما أيضًا يمكن للمصريين تصنيعها في المنزل، مثل القشطة وبعض منتجات الألبان، وهذا ما كانت تفعله البيوت المصرية قديمًا، في زمن آبائنا الذي نأمل أن تعود ثقافته من جديد، حيث التدبير المنزلي الذي كانت تطبقه ربات البيوت وتخصص له المدارس حصصًا لتدريسه .
عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية
استيراد الأدوية
وقال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، رغم أن الدواء سلعة إستراتيجية لا يمكن المساس بها لارتباطها بصحة وحياة المواطنين، إلا أن هناك بعض المنتجات الدوائية التي يمكننا الاستغناء عنها، والتوقف عن استيرادها وبعضها له مثيل محلي.
مستحضرات التجميل
ويوضح رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، أن هذه المنتجات تتمثل في مستحضرات التجميل، التي لا تعتبر ضرورية لحياة المواطنين، لانحسار دورها بين المظهر والعناية بالبشرة، وهو الروتين الذي يمكن تعويضه ببعض التدريبات البدنية البسيطة وبعض السلوكيات مثل الحرص على شرب الماء وتناول أغذية صحية والبعد عن السهر ومشاعر التوتر والقلق والمواقف الضاغطة نفسيًا.
المكملات الغذائية
يضيف رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، فيقول يمكننا أيضًا الاستغناء عن المكملات الغذائية، ووقف استيرادها، الذي يراه غير ضروريًا ويمكن تعويضه بالحرص على اتباع نظام غذائي صحي، يتمثل في تناول الخضروات والفواكه والوجبات المنزلية وليست الجاهزة لما أثبتته الدراسات من أضرارها على الصحة بسبب المواد الصناعية والدهون المشبعة التي تستخدمها المطاعم في تصنيعها.
سلع استفزازية
وبحسب رئيس شعبة الأدوية، تبلغ تكلفة استيراد مصر لكل من مستحضرات التجميل، والمكملات الغذائية، إلى نحو 500 مليون دولار، سنويًا، وهو الرقم الذي يراه مُهدرًا بسبب توجيهه إلى استيراد سلعة ترفيهية وليست ضرورية لحياة المواطنين، فضلًا عن وجود بدائل لها.
عقدة الخواجة
وحول هذه البدائل، أكد رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، أن مصر غنية بمصانع، وشركات، لمستحضرات التجميل، والمكملات الغذائية، وبجودة تنافس المنتج الأجنبي، وتتفوق عليه أيضًا، إلا أن عقدة الخواجة التي صدّرها لنا الغرب تقف حاجزًا بين تشجيعنا لمنتجاتنا المحلية التي صنعتها سواعد مصرية تستحق الدعم، وبين تفضيلنا للمنتج الأجنبي، وهذه العقدة بحاجة إلى علاج ثقافي يتمثل في تغيير الصورة الذهنية للصناعات المحلية وإعطاء سواعدنا المصرية حقها في التقدير والدعم والإشادة.
المنتج الأجنبي
يشير رئيس شعبة الأدوية، إلى أن سعر المنتج الأجنبي، سواء في مستحضرات التجميل، أو المكملات الغذائية، يمثل أضعاف المنتج المصري، رغم تعادلهما في الجودة، وتكلفة التصنيع، لكن ما يحدث هو أن المنتج الأجنبي يضيف إلى سعر السلعة تكلفة الدعاية الإعلانية الضخمة التي يتعاقد عليها مع شركات وقنوات كبيرة حتى يتمكن من عرض سلعته بصورة جيدة تخطف أنظار المستهلكين وتجذبهم إلى شرائه بل وتفضيله على أي منتج غيره.
المنتج المحلي
يقول رئيس شعبة الأدوية، الشركات المصرية، على المستوى المحلي، لها حدود في التحرك والدعاية لمنتجاتها، على عكس الشركات الأجنبية التي تتحرك بحرية بسبب ميزانيتها المفتوحة التي تنفق منها على هذه الدعاية، ولكن، بالوعي والتكاتف واختيار منتجنا المحلي الذي يتطلب تغيير صورته الذهنية وكشف حقيقة جودته التي تتفوق على المنتج الأجنبي، نستطيع أن نخفف الضغط على الدولار المُهدر في استيراد منتجات لدينا أفضل منها بمراحل، وأيضًا دعم الصناعة، والعمال، والاقتصاد الوطني.
الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية
استيراد الخشب
وقال محسن التاجوري، نائب رئيس شعبة المستوردين، ووكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية بالقاهرة، كل السلع المتوفرة في السوق المصري يمكن أن يتوقف استيرادها من الخارج، ليس لمدة شهر فقط كما حددت الدعوة التي أطلقتها شعبة السيارات، وإنما بشكل دائم، فما الداع لهذا الاستيراد إذا كانت السلعة لها مصانع وشركات وطنية قادرة على توفيرها وبمواصفات الجودة المطلوبة ؟.
وأضاف وكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية بالقاهرة، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، أن سلعة الخشب ليس لها بديل في السوق المحلية، وبالتالي لست مؤهلة لأن تنضم لدعوة وقف الاستيراد، ولكن هناك سلعًا أخرى يرى أنها ليست ضرورية، مثل الأحذية التي يقول إنها متاحة محليًا وقد وصلت مستويات تصنيعها في مصر إلى مراحل متفوقة عن المنتج الأجنبي.
الاقتصاد المصري
وبنبره متألمة، قال وكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية، تتعرض مصر لحرب شعواء توجه أشرعة سُفُنها نحو تخريب الاقتصاد المصري وضرب استقراره بإرهاقه عبر ميزانيات ضخمة من النقد الأجنبي اللازم تدبيره لاستيراد منتجات زُيّن للمصريين أنها أفضل جودة وفاعلية من منتجاتنا التي ظُلمَت بسبب تجاهل المؤسسات الثقافية والإعلامية لدينا للتعريف بها وتقديمها بصورتها الحقيقية، قائلًا: "عقدة الخواجة التي جاءتنا من الغرب، يمكننا إذابتها بمزيد من الوعي والدعم الإعلامي للمنتجات المصرية المحلية".
محسن التاجوري، وكيل شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية