مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية: الرى الحديث ينقذ صناعة السكر من الغرق

16-5-2023 | 10:25
مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية الرى الحديث ينقذ صناعة السكر من الغرقالدكتور أيمن العش مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية
حوار: أميمة صابر
الأهرام التعاوني نقلاً عن

الدولة تتجه لزيادة إنتاجية المحاصيل رأسيًا بنحو 80 % للفدان

موضوعات مقترحة
لدينا خطوط بحثية كثيرة تعمل على رفع الإنتاجية وتحسين جودة السكريات
قصب السكر برئ من الشراهة للمياه واستهلاكه سنويا سبعة آلاف متر مكعب 

المحاصيل السكرية من أهم المحاصيل الاستراتيجة بعد القمح لأنها تعد ركيزة أساسية فى كل منزل فى مصر، مما تطلب إطلاق شرارة مشروع شتل قصب السكر، وذلك لزيادة الإنتاجية حيث يبلغ انتاجنا فى العام 3 ملايين طن من السكر ويستهلك الفرد ما يصل إلى 34 كيلو فى السنة ونستورد حوالى 500 ألف طن سنويا حسب المخزون.. هذا ما قاله الدكتور أيمن العش مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية التابع لمركز البحوث الزراعية لـ«الأهرام التعاوني» واليكم نص الحوار..

ما الدور الذى يقوم به المعهد لتحسين وزيادة محصول قصب السكر؟
 
معهد البحوث السكرية، هو أحد معاهد مركز البحوث الزراعية النوعية المنوط بها المحاصيل السكرية فقط بجميع تخصصاتها، وكذلك من ناحية محصول القصب منوط به تربية واستنباط أصناف من قصب السكر التجارية عالية الإنتاجية والمقاومة من الأمراض، وهناك خطوط بحثية كثيرة تعمل فى مجالات مختلفة والتى من شأنها رفع الإنتاجية وتحسين الجودة بداية من تغذية المحصول والتسميد وطرق الزراعة وطرق الرى ومقاومة الآفات والأمراض، وكل قسم يعمل فى تخصصه ومن أهمها قصب السكر وبنجر السكر.
 
وما أهم النصائح للمزارعين بالنسبة لمحصولى القصب والبنجر حتى نصل إلى أعلى إنتاجية؟
 
النصيحة الأولى فى المحاصيل السكرية سواء كانت قصب أو بنجر السكر أن أهم شيئ فى المحصول هو الكثافة النباتية الموجودة فى الحقل بمعنى عدد النباتات الموجودة فى وحدة المساحة لأن عدد النباتات يكون عبارة عن الوحدات الإنتاجية الموجودة فى وحدة المساحة إذا قل هذا العدد يقل وحدة الانتاجية والجودة، وكذلك إذا زاد العدد عن حده يؤدى إلى نقص فى الإنتاجية وبالتالى نبحث دائما عن الكثافة المثلى لعدد النباتات فى وحدة المساحة، لدينا فى قصب السكر يجب أن يصل سبعة الآف وحدة إنتاجية مزروعة فى الفدان الواحد، أما بنجر السكر يجب أن يكون لدينا من 30 إلى 35 ألف نبات فى الفدان، بمعنى إذا كان وزن الجذر زنة واحد كيلو يكون الناتج 35 طنا للفدان.
 
فى رأيكم هل يختلف العناية بمحصول قصب السكر حسب فصول السنة أم نفس الإستراتيجية المتبعة خلال العام؟
 
محصول قصب السكر يمكث فى الأرض 12 شهرا حتى يتم حصاده، ومراحل زراعته تبدأ من تجهيز الأرض للزراعة وتجهيز وضع البذور بشكل مناسب، ووضع الأسمدة ومحسنات التربة التى تسمح للنباتات أن تنمو بطريقة جيدة، ونوع التقاوى وكميتها حسب نظام الزراعة حيث يحتاج الفدان إلى حوالى 4 أطنان وذلك فى حالة الزراعة بصف ونصف من عقل التقاوى وحوالى 6 أطنان وذلك فى حالة الزراعة بصفين،وأختيارالتقاوى؛ حيث يخصص مساحة حوالى من 2 إلى 3 قراريط كتقاوى لزراعة الفدان الواحد، ويجب تسميدها جيداً بالسماد النيتروجينى قبل كسر التقاوى بشهر وبعد ذلك تتم عملية الرى وعمليات العزيق، وعندما يصل عمر المحصول أربعة أشهر لا يحتاج إلا عمليات الرى فقط والتى يجب أن تكون مقننة فى الحدود المتبعة بحيث لا تضر النباتات، وعندما يتبقى شهر على الحصاد تتوقف عمليات الرى حتى يصل المحصول لمرحلة النضج التام وبعد ذلك تتم عملية الحصاد حتى يصل إلى المصانع بأعلى نسبة سكر.
 
وما دور المعهد فى تغيير النمط الزراعى لقصب السكر فى مصر على مدار السنوات الماضية؟
 
تزرع مصر مثل دول العالم القصب بالطرق التقليدية مثل تخطيط الأرض أو وضع التقاوى أو قطع من العيدان توضع فى بطن الخطوط ثم تتم عملية الترديم ثم عملية الرى لكن تلك الطريقة ليست دقيقة؛ لأننا لا نستطيع تحديد عدد النباتات التى تنمو فى الحقل لعدم معرفة البراعم المنبتة،ولا نستطيع التحكم بها وذلك بتوزيع النباتات فى الحقل بمعنى أن الفرق بين النبات والنبات مثلا 40 سنتيمترا لكن ما يحدث تواجد نباتات بجانب بعضها البعض تتجمع وتنبت، وفى مواضع أخرى تكون فارغة مما يؤدى إلى مشاكل كثيرة فى الإنتاجية وإنتاج القصب.
 
لكن الآن بدأنا نتجه منذ عامين بتوجيهات من رئيس الجمهورية بإطلاق إشارة بدء مشروع إنتاج قصب السكر باستخدام تقنية شتلات قصب السكر المعتمدة وهذه الطريقة باختصار تعنى تشييد محطات بأعلى تكنولوجية ونحصل على تقاوى معتمدة من القصب ويتم زراعة هذة البراعم فى اصص صغيره وكل قصيص به نبات واحد لمدة شهرين وبعد ذلك يصبح تحت العناية الكاملة سواء بالمكافحة أو الوقاية من الآفات والأمراض والتغذية وبعد ذلك يتسلم المزارع النبات عمره شهرين ويبدأ توزيعه فى الأرض بمقدار سبعة آلاف شتلة لكل فدان والشتلات توزع فى الأرض بمسافات بحيث تكون المسافة بين الشتلة والشتلة 40 سنتيمترا وبين الخط والخط تقريبا 150 سنتيمترا، وبالتالى توزع السبعة آلاف شتلة بالفدان كاملا.
 
وهذه الطريقة تضمن عاملين مهمين، وهما الكثافة النباتية وتوزيع النباتات بالحقل وهذا ينعكس على الإنتاجية لأننا ننظر للشتلة الواحدة بمعنى أن الشتلة الواحدة تبدأ فى التفريع من الجورة الخاصة بها بمعدل ألف عود فيصبح متوسط عدد العيدان عشرة بمعنى أنه يمكن أن تصبح 12 أو 13 فيصبح المتوسط عشرة عيدان فى الجورة الواحدة، وزن العود كيلو فى سبعة آلاف فتصبح الإنتاجية 70 طنا تقريبا تحسبا لاختلاف عناية مزارع وخدمة مزارع آخر ونوعية ارض وجودة ارض الخ؛ بمعنى أن الإنتاجية ستصبح من 50 إلى 55 طنا للفدان علما بأن متوسط إنتاجية الفدان بجمهورية مصر العربية اثنان وثلاثون طنا، مما يعنى ارتفاع الإنتاجية الفدانية رأسيا تقريبا فوق الـ80 % من الإنتاج وهذا ينعكس على المزارع فى دخله ونمط معيشته والتنمية المجتمعية التى ستحدث فى المجتمع.
 
ماذا عن التوصيات الفنية لمزارعى محصول بنجر السكر وكيفية إيصالها للمزارعين؟
 
هناك برامج إرشادية بنوعيات متعددة فى برامج خاصة بالمعهد وتنتقل فرق بحثية بالحقول بالتنسيق مع مديريات الزراعة وقطاع الإرشاد ومجلس المحاصيل السكرية وهناك أيضا دورات تقدم من مجلس المحاصيل السكرية وهناك دورات خاصة بالإدارة العامة للإرشاد فى الوزارة، ولدينا اكثر من برنامج إرشادى للتواصل المباشر وغير المباشر مع المزارعين التواصل المباشر يكون عن طريق خروج الباحثين فى مواعيد مخصصة للمدارس الحقلية على أرض الواقع بالتحدث مع المزارعين أساتذة ومتخصصين ومناقشة المعوقات التى تخص حقله ونقوم بتسليط الضوء على المشكلة، ومن أين أتت وكيفية حلها وهناك برامج أخرى على مستوى تدريب الطاقم الفنى من المساعدين الزراعيين فى المديريات فى مصانع السكر وبرامج كثيرة إرشادية يتم طباعتها فى أكثر من جهة سواء كان من إدارة عامة للإرشاد أو من مجلس المحاصيل السكرية ويتم توزيعها على جميع الجمعيات الزراعية ومديريات الزراعة حتى تصبح فى متناول المزارع.
 
وما وجهة نظركم فى اتجاه الدولة لتطوير زراعة القصب عن طريق الشتل والرى الحديث؟
 
إستراتيجية الدولة تتجه لزيادة الإنتاجية الرأسية للفدان بنحو 80 % وهناك تطوير للرى الحديث مثل الري بالتنقيط وبالتالى ستصل المياه للنبات فقط وليس للمناطق غير المزروعة فى الحقل وبذلك أصبحنا نرشد استهلاك المياه، لأن القصب كان متهما بأنه يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه نظرا لاستخدام الطريقة التقليدية وهى طريقة الرى بالغمر، علماً بأنه فى حالة الري بالغمر لا يمكن التحكم فى كميات المياه المستخدمة، أما الرى الحديث نستطيع من خلاله التحكم فى الكميات المائية المستخدمة للحقول، وقصب السكر ليس شرها للمياه لأنه يستهلك مياها فى السنة الواحدة ما بين ستة الآف إلى سبعة الآف متر مكعب وبذلك يستطيع إعطاء الإنتاجية القصوى له وهذا يعتبر ترشيدا للمياه لأنه كان المتوسط لدينا من 10 إلى 11  ألف متر مكعب فى السنة.
 
أما الآن أصبحنا نستخدم سبعة وبذلك وفرنا أربعة آلاف متر مكعب فى السنة لكل فدان، ويؤدى أيضا إلى الترشيد فى استهلاك الأسمدة لأن السماد يستفيد منه النبات فقط وليس للاماكن التى لا يوجد بها نباتات وبالتالى سيعمل على ترشيد الأسمدة ما لا يقل عن 30 % من كميات السماد التى كانت تستخدم فى الشكل العادي، وطريقة الزراعة بالشتل ستسمح بدخول الميكنة الزراعية بأوسع أبوابها فى إدارة محصول قصب السكر منذ بداية الزراعة بدأنا حاليا ولأول مرة فى مصر نستخدم أجهزة شتالات قصب السكر الجهاز الواحد يستطيع أن يشتل الفدان فى ساعتين فقط باستخدام ثلاث أو أربعة عمال، علما بأنه فى حالة الرى بالطرق الحديثة عن طريق الحصاد الآلى والاستعانة بعمالة محدودة توازى ربع العمالة فى حالة الرى بالطرق التقليدية وهذا يؤدى إلى تقليل الفاقد بنسبة كبيرة.
 
وما متوسط إنتاجية الفدان من قصب السكر من طرق الشتل ومتوسطها بالطريقة التقليدية؟
 
متوسط إنتاجية الفدان بالطريقة التقليدية يبلغ نحو 32 طنا للفدان، ومساحة مصر من قصب السكر حوالى 250 ألف فدان أى 8 ملايين طن من قصب السكر يتم توريدها لمصانع السكر، أما متوسط إنتاجية الفدان بطريقة الشتل حوالى سبعين طن، اذاً فهناك تفاوت بين جودة الأراضى وكفاءة المزارع، حيث يبلغ كمية الإنتاج بطرق الشتل حوالى 50 طنا للفدان، فبالتالى متوسط الإنتاج للفدان بطريقة الشتل أعلى بنسبة 80 % من الطرق التقليدية، وبذلك يفضل الزراعة بطريقة الشتل.
 
كم تبلغ مساحة الأراضى المنزرعة من المحاصيل السكرية فى مصر؟
 
مساحة الاراضى المنزرعة لمحصول قصب السكر فى مصر تبلغ ما بين 320 إلى 340 ألف فدان يستخدم منهم فى صناعة السكر ما بين 240 إلى 250 ألف فدان، يحصد منها حوالى 8 ملايين طن قصب ويستخرج منها 820 ألف طن سكر، أما بالنسبة لبنجر السكر تتراوح المساحة حوالى 600 ألف فدان تنتج 1.7 مليون طن سكر.
 
كيف نصل إلى الاكتفاء الذاتى من إنتاج السكر فى مصر؟
 
نظمت الحكومة والقيادة السياسية ووزارة الزراعة البرامج التدريبية على مستوى الجمهورية، بتوجيهات من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتعظيم الاستفادة القصوى من كل قطعة أرض نستطيع زراعتها والاستفادة منها، فهناك محدودية من الأراضى الصالحة للزراعة على مستوى مصر سواء بسبب تركيب التربة أو بسبب ندرة المياه اللازمة للزراعة لأننا نعتبر داخل الحزام الجاف من العالم، ويعتبر استخدام التكنولوجيا فى رفع الإنتاجية الرأسية من المساحات القابلة للزراعة أو الصالحة للزراعة هو النهج الذى نتبناه لطرق الشتل لمحصول قصب السكر لزيادة الإنتاج الرأسى لوحدة المساحة.
 
ما عدد الشتلات فى مصر حتى الآن؟
 
لدينا محطتان الأولى توجد فى كوم أمبو والأخرى فى وادى الصعايدة، الأولى تعتبر محطة صغيرة، تعمل منذ حوالى شهر كتشغيل تجريبى وستبدأ بالفعل فى الموسم المقبل وطاقتها الإنتاجية فى الموسم الواحد 3 شهور هو 15 مليون شتلة، إذا تم زراعتها موسمى الربيع والخريف تصبح طاقتها الإنتاجية نحو 30 مليون شتلة فى السنة، أما محطة وادى الصعايدة طاقتها الإنتاجية أكبر من المحطة الأولى حيث تصل إلى لـ 80 مليون شتلة فى الموسم الواحد، وإنتاج مصر من شتلات قصب السكر حتى الآن حوالى مليون ونص شتلة وسترتفع فى الموسم القادم وفقا لحجم التعاقدات التى تتم على الشتلات وتشترك فيه مصانع السكر مع المزارعين والبنك الزراعى ومجلس المحاصيل السكرية.
 
كيف تصل التكنولوجيا الحديثة مثل طرق الرى الحديث للمزارعين؟
 
هناك مشروع رائد أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو مشروع تطوير منظومة الرى الزراعى فى جمهورية مصر العربية وهذا المشروع يهدف إلى أن كل أراضى مصر خلال سنوات قليلة تتحول إلى الرى الحديث وينتهى تماما الرى بالغمر ما عدا بعض المناطق الشمالية، أما بالنسبة لايصال طرق الرى الحديثة للمزارعين فتتم عن طريق تمويل من البنك الزراعى المصرى بدون فوائد لتجهيز شبكات الرى الحديث للمزارعين ويتم تقسيط المبلغ على خمس سنوات أو أكثر بدون فوائد بنكية.
 
وما أهم الأصناف المستنبطة التى توفر كمية المياه؟ وما مميزتها؟
 
لا توجد أصناف توفر كمية المياه وإنما الذى يوفر كمية المياه فى محصول قصب السكر هو طرق الري، لدينا صنف جديد من القصب يسمى المعجزة وهو س 9 يعتبر صنفا فريدا على مستوى العالم منذ حوالى 30 عاما ومحتفظ بكافة صفاته ولم يحدث له تدهور ويعمل المعهد على إنتاج أصناف كثيرة من قصب السكر منها جيزة 3 وجيزة 4 وهناك أصناف تحت التسجيل مثل جيزة 5 وهذه الأصناف يتم تسجيلها مع مصانع السكر.
 
 وأخيرا ما الخطة المستقبلية لمعهد بحوث المحاصيل السكرية؟
 
تطوير محطات شتل قصب السكر، وأيضا تطوير التكنولوجيات الحديثة التى من شأنها رفع الإنتاجية والعمل على تطوير دخول الميكنة فى العمليات الزراعية والتى ستضمن الدقة فى الزراعة والزيادة فى الإنتاج وقلة الفاقد فى المحصول، لتتماشى مع الأبحاث العالمية فى كافة المجالات التى من شأنها رفع إنتاجية محصولى قصب السكر وبنجر السكر على المستويين الكمى والنوعي.

الزميلة أميمة صابر تحاور الدكتور أيمن العش مدير معهد بحوث المحاصيل السكريةالزميلة أميمة صابر تحاور الدكتور أيمن العش مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة