كولر.. يعيد اكتشاف نفسه

15-5-2023 | 16:12

عندما تولى السويسري كولر المسئولية الفنية لفريق الأهلي بدأ بداية فنية متميزة الأداء مع الساحرة المستديرة للقلعة الحمراء.. وبدأت جماهير الفريق الأحمر تسعد بالنتائج ومستوى الأداء.. لكنه في نفس الوقت كان لديه بعض الصعوبات في مراكز اللاعبين؛ منها وجود لاعب وسط متميز قارئ للملعب.. لديه القدرة على التحرك السليم بالكرة.. والقدرة على بناء هجمة بلمسة للكرة تكون كلمة في إحراز الأهداف.. لم تكن تلك هي المشكلة الوحيدة التي واجهت المدير الفني للقلعة الحمراء.. 

لكن عدم وجود مهاجم صريح قادر على استغلال الفرص وإحراز الأهداف من نصف وربع فرصة كان أمرًا يمثل عبئًا كبيرًا على كولر.. أضف لكل هذا عدم تجانس خط دفاع الأهلي بشكل قوي مثل الكثير من الصعوبات والثغرات في الدفاع الأحمر.. كل تلك المشكلات أدت إلى اهتزاز النتائج ومستوى الأداء خاصة في مشوار دوري المجموعات للبطولة الإفريقية للأندية أبطال الدوري والتي تخطى منافسات الأهلي بصعوبة وبأقدام الفرق المتنافسة.. 

ورغم تلك الظروف لم يستسلم كولر المدير الفني السويسري لتلك الصعوبات.. وبدأ إعادة ترتيب البيت الأحمر من الداخل.. واعتمد خلال ذلك على تطوير مستوى أداء اللاعبين، والعمل بشكل أساسي على جعل كل اللاعبين يلعبون لخدمة أهداف وصالح الفريق.. كل موهبة في الفريق تسخر وتطوع موهبتها لأجل طموحات وأحلام الفريق الأحمر.. الكل في واحد.. والواحد في الكل.. 

استخدم كولر إمكانات كل لاعب للعطاء وبذل الجهد من أجل الارتقاء بالمستوى الفني للفريق.. هذا الفكر الذي أشتغل عليه كولر منذ تأزم موقف الأهلي في دوري المجموعات.. وبدأ يجني ثماره بالتأهل لدور الثمانية.. وفي دور ربع النهائي شاهدنا فريق الأهلي بشكل مختلف تمامًا لعبًا ونتيجة.. مستوى فني متميز ورائع.. بصمات ولمسات.. وفكر المدير الفني كولر واضح على كل لاعبي القلعة الحمراء.. جمل تكتيكية واضحة.. مهام محددة.. شغل عالٍ يؤكد عمل وجهد المدير الفني.. والتزام كل اللاعبين بكل تعليماته.. ظهر هذا بوضوح على مستوى الأداء الفني للاعبين على مدار المباراة.

علينا الاعتراف بأن المدير الفني السويسري مارسيل كولر قدم شغلًا عاليًا جدًا مع الفريق الأحمر.. جمل تكتيكية.. قراءة للخصم.. والأهم أن خطوط الأهلي الثلاثة دفاع ووسط وهجوم ارتبطت بشكل قوي مميز؛ مما جعل مهمة إتقان التمرير سهلة بسيطة.. تتسم بالدقة والحسم.. وأصبح السهل الممتع كلمة السر فى أداء كل لاعبي الأهلي.. وهذا صعب بشدة من المهمة على الفريق المنافس.. مما زاد من تألق أداء فريق الأهلي.

كولر الذى تولى المسئولية الفنية للقلعة الحمراء في سبتمبر ٢٠٢٢، وبعد توليه المهمة بشهرٍ واحد فاز بأول ألقابه مع الفريق الأحمر بالتغلب على الزمالك بهدفين نظيفين في الإمارات في كأس السوبر المصري، وكانت بداية جيدة دافعة للاستمرار في تقديم عروض وأداء متميز.. تراجع مستوى أدائه مع الأهلى، وكاد يخرج من البطولة الإفريقية في دوري المجموعات.. إلا أنه استطاع أن يعيد اكتشاف نفسه وإمكانياته وقدراته، وقدم نفسه فى ثوب جديد مع الفريق الأحمر.. 

ولم يكتفِ كولر بإعادة اكتشاف نفسه، لكنه أعاد اكتشاف قدرات وإمكانات.. مكمن القوة في كل لاعب وتسخيرها لخدمة الفريق ككل.. كولر أعاد الكثير من نجوم الأهلي بقوة وحماس إلى المستطيل الأخضر، بعد أن كانت إدارة الأهلي تفكر بجدية فى الاستغناء عن خدماتهم.. إلا أن المدير الفني استطاع تطوير أدائهم والاستفادة بقوة من كفاءتهم لخدمة تحقيق الأحلام والأهداف الكروية للفريق الأحمر.. 

وعلى كولر أن يدرك أن جماهير القافلة الحمراء بعد أن وثقت فيه.. تذوقت واستمتعت بمذاق الأداء المتميز ولن تقبل دونه بديلا.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة