بالغذاء والرياضة.. وصفة طبية لتجنب الأمراض المعدية وتنشيط عمل البكتريا النافعة

15-5-2023 | 16:14
 بالغذاء والرياضة وصفة طبية لتجنب الأمراض المعدية وتنشيط عمل البكتريا النافعةممارسة الرياضة
حاتم صدقي

شهدت القاهرة واحدًا من المؤتمرات العلمية للوقوف على أحدث نتائج الأبحاث العلمية في مجال تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد، وهو المؤتمر الثامن عشر للجمعية المصرية لدراسة الكبد الدهني ومضاعفاته.

موضوعات مقترحة

وناقش المؤتمر الذي يرأسه الدكتور حسني سلامة أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قصر العيني عددًا من الموضوعات المهمة مثل فيروس بي وعلاقته بأمراض وأورام الكبد والجديد في علاج أورام الكبد، ومتى يمكن إيقاف أدوية علاج فيروس بي، والأمراض المصاحبة لتليف الكبد، وطرق علاج السيدات الحوامل اللاتي يعانين ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد، ودور البكتيريا في حماية الجهاز الهضمي والكبد.

وفي بحثه عن دور البكتيريا الدقيقة، أوضح الدكتور سلامة أن جسم الإنسان يحتوي على مجموعة من البكتيريا بأعداد كبيرة بالفم والقولون تتراوح أعدادها بين عشرة إلى 100 تريليون خلية، ويوجد 90 % منها بالقولون.

## 

وتعادل نسبة الحمض النووي في هذه الميكروبات 150 ضعفًا ما يوجد بخلايا الجسم، ولهذا يقال إن الإنسان كائن ميكروبي.

وتقوم هذه البكتيريا بدور فعال في المحافظة على التوازن البيئي الداخلي للجسم، عن طريق منع هجوم البكتيريا الضارة وتصنيع بعض المواد المهمة والفيتامينات التي تساعد في تنشيط حركة الجهاز الهضمي وامتصاص الغذاء والفيتامينات والأملاح المعدنية.

ولذلك فهي ترتبط بصحة الجهاز الهضمي والكبد والجهاز الدوري والقلب وضغط الدم والعظام وعمل المخ. ومن هنا، فإن أي اضطراب في هذا النظام الداخلي يؤدي إلى اضطراب الجهاز الهضمي والذي يكون في شكل إمساك أو إسهال أو التهاب مناعي كالقولون المتقرح أو الذئبة الحمراء ومرض كرونز، كما ترتبط الإصابة بالكبد الدهني ومرض السكر بنوعيه الأول والثاني.##

أما عن أسباب حدوث هذا الاختلال في التوازن البكتيري داخل الجسم، فيرجع – كما يقول الدكتور حسني إلي عدة أسباب من أهمها الإكثار من تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي دون مشورة طبية، وبعض أدوية قرحة المعدة بالأدوية المضادة للفطريات والتوتر العصبي المستمر، والتدخين واضطراب النوم والإكثار من تعاطي المسكنات والوجبات الغذائية السريعة المشبعة بالدهون.

ومن الممكن على حد قوله تقوية هذه الميكروبات الدقيقة عن طريق الإكثار من تناول الخضراوات و الفاكهة المليئة بالألياف، والإكثار من تناول الشاي والقهوة وممارسة نوع من الأنشطة الرياضية، والاسترخاء  والتأمل.                                      

متى يمكن إيقاف علاج الفيروس الكبدي بي

وعن إمكانية وزمن إيقاف أدوية علاج الفيروس الكبدي "بي"، أوضح الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمى والكبد أن هناك ثلاث أدوية فعالة يتم إعطاؤها الآن لمرضى الفيروس الكبدي بي لإحباط تكاثره،  هيأنتيكافير، تيفوفوفير، تينوفيناميد.

وبالطبع لا تؤدي هذه الأدوية للشفاء التام من الفيروس، ولكنها تؤدي فقط إحباط تكاثر الفيروس وعدم حدوث تليف وأورام بخلايا الكبد، كما أنها تمثل مؤشرا لمنع نقل العدوى بالفيروس من الأم الحامل لوليدها. وهناك طريقة للشفاء الجزئي من الفيروس يتم استخدامها الآن للقضاء على البروتين السطحي للفيروس ومنعه من تثبيط الجهاز المناعي ومساعدته في القضاء علي الفيروس مع تحقق بعض الشروط الأساسية أولها ألا يكون كبد المريض متليفا وثانيها أن يتم إحباط تكاثر الفيروس على مدى ثلاث سنوات متتالية، وألا يزيد عدد البروتين السطحي للفيروس بالدم عن 100، مع وجوب متابعة الطبيب للمريض كل ثلاثة أشهر.

##

وقد لوحظ أن توافر هذه الشروط الأربعة السابقة يتيح لنحو 20% من المرضى التخلص التام من البروتين السطحي للفيروس، مما يعد شفاءً جزئيًا من الفيروس.

أما النسبة الباقية من المرضى فلم يكن متاحًا لهم التخلص من البروتين السطحي للفيروس، الأمر الذي يمثل تحديًا كبيرًا أمام علماء الكبد على مستوى العالم وصولًا لتكسير الجزء الجيني من الفيروس الذي يتحد مع أنوية خلايا الكبد، ويمثل عائقا كبيرا أمام شفاء المرضى. وهناك أدوية تتم تجربتها الآن للخلاص من الجزء الجيني للفيروس الموجود بالخلايا الكبدية، لتحقيق الشفاء التام. ومن المنتظر طرح هذه الأدوية خلال السنوات العشر المقبلة.

##

مكافحة العدوى داخل المنشآت الطبية

وحول إجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الطبية، أكد الدكتور عماد بلح استشاري الأمراض المعدية بدمياط ضرورة اتخاذ الإجراءات القياسية لمكافحة العدوى داخل المنشآت الطبية باعتبارها الأكثر حساسية بالنسبة لانتقال العدوى سواء بين المرضى أو الجهاز الطبي؛ حيث يكون حدوثها سببا في رفع معدلات المضاعفات والوفاة بين المرضى والأطقم الطبية، وقد تأكد ذلك إبان انتشار فيروس كورونا في السنوات الثلاث الماضية.

كما تناول إجراءات ما بعد الوخز عند المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية أو فيروس الإيدز. وأكد أهمية غسيل الأيدي وارتداء الواقيات الشخصية واتباع الوسائل الآمنة للحقن؛ حيث يظهر نتائج ذلك بشكل إيجابي على المرضى والفريق الطبي، حيث أدي مراعاة هذه الضوابط إلى خفض معدلات العدوى بالفيروسات داخل المنشآت الطبية بنسبة تجاوزت 75%، إذ كانت تبلغ 25% وانخفضت إلى ما دون 8% فقط. وأوصي بضرورة اتباع تلك الإجراءات الاحترازية، خاصة في ظل وجود موجات من الأوبئة والأمراض المعدية المستحدثة، خاصة من القادمين لمصر من الدول المجاورة. 

تليف الكبد وعلاقته بمناعة الجسم

وحول مرض الاستسقاء الذاتي للسائل البريتوني، أوضح الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس أن هذه الحالة تحدث عند مرضى تليف الكبد المصابين باستسقاء بالبطن والذين يعانون من وظائف غير متكافئة للكبد.

فكلما حدث تدهور في وظائف الكبد، يكون لذلك تأثير على جهاز المناعة بالجسم ويحدث تجمع للبكتيريا بالقولون. ومع اختلال وظيفة غشاء الأمعاء يحدث اختراق للبكتيريا من تجويف الأمعاء إلى داخل الجسم، وتصل أولا إلى الغدد الليمفاوية الموضعية بالبطن. ومع اختلال وظيفة الجهاز المناعي، تتخطي هذه البكتيريا الغدد الليمفاوية إلى مجري الدم.

ونظرا لضعف جهاز المناعة يعجز الجسم عن مواجهة هذا الغزو البكتيري، الذي ينتقل عن طريق الدم إلى سائل الاستسقاء بالبطن، ويتسبب في التهاب التجويف البريتوني.

ومن العوامل المساعدة علي حدوث ذلك نقص البروتين في هذا السائل، حيث يلعب هذا البروتين دورا مهما في التهاب هذه البكتيريا الغازية من قبل الخلايا المتحركة للجهاز المناعي، ولهذا الالتهاب دور خطير في صحة المرضي، حيث يؤدي لحدوث فشل كبدي وكلوي ويهدد حياة المرضي بالخطر خلال أسابيع قليلة.

ويشير الدكتور الوكيل إلى أن نزيف الجهاز الهضمي يمثل أحد العوامل المسببة لهذا الالتهاب. ويمكن للطبيب تشخيص هذه الحالة بالعلامات السريرية عندما لا يستجيب المريض للعلاج بمدرات البول مع ارتفاع حرارة الجسم ومعاناة المريض من آلام بالبطن، خاصة مع وجود تليف متقدم بالكبد. وعندئذ يتم أخذ عينة من السائل الاستسقاء وعمل عد لكرات الدم البيضاء، ووصول عددها إلى 250 خلية بالسنتيمتر المكعب.

ويؤكد هذه الحالة عمل مزرعة واختبار حساسية للمساعدة في اختيار المضاد الحيوي المناسب لعلاج البكتيريا. وعادة ما يعطى العلاج استباقيا قبل عمل المزرعة وظهور النتائج حتى لا يضيع الوقت على المريض، على أن يتم تعديل العلاج تبعا لنتائج المزرعة واختبار الحساسية، وعندئذ يتم إعطاء المريض مضاد حيوي قوي كالجيل الثالث من مضاد "كيفالوسبورين" لمدة أسبوع.

وبعد خروج المريض من المستشفي، يتم إعطاءه علاجا وقائيا بالمضادات الحيوية لعدم تكرار هذه الحالة. وتجنبا لمضاعفات الاستسقاء الذاتي لسائل الاستسقاء البريتوني، يجب التعامل مع أي مريض يصاب بنزيف بالجهاز الهضمي بإعطائه علاجا وقائيا بالمضادات الحيوية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة