يشهد العالم اليوم تحديات عدة في مجال الصحة، ومن أجل التغلب على هذه التحديات، يجب أن يكون هناك تعاون شامل بين جميع الفئات المعنية بالقطاع الصحي.
موضوعات مقترحة
ومن بين الأدوات التي يمكن استخدامها لتحقيق هذا التعاون هو الحوار الوطني في قطاع الصحة.
كما يمكن تعريف الحوار الوطني في قطاع الصحة بأنه عملية تشاركية شاملة تهدف إلى تحسين القطاع الصحي وتحسين صحة المجتمع.
ويتضمن الحوار الوطني عدة مراحل مختلفة تبدأ بتحديد المشكلات والاحتياجات في القطاع الصحي، ومن ثم تطوير الحلول المناسبة لها، وتحديد الأولويات والتخطيط لتنفيذ هذه الحلول.
ويمكن أن يساهم الحوار الوطني في قطاع الصحة في تحقيق العديد من الفوائد.
أهمية الحوار الوطني للقطاع الصحي:
1- تحسين جودة الخدمات الصحية المتاحة للمواطنين، والحد من الخلل في النظام الصحي.
2- زيادة الوعي الصحي للمواطنين، وتحسين الممارسات الصحية والتغذوية والنمط الحياتي لديهم.
3- تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية، وخاصة بالنسبة للفئات الفقيرة والمحرومة.
4- تحسين التمويل الصحي، وتحسين الإدارة المالية للمؤسسات الصحية والحد من الإسراف والفساد.
5- تحسين الشفافية والمساءلة في القطاع الصحي، وتحسين الإدارة والرقابة على الخدمات الصحية.
ومن المهم أن يتم تنظيم الحوار الوطني في قطاع الصحة بشكل مدروس وشامل، وأن يشمل جميع الفئات المعنية بالقطاع الصحي، بما في ذلك المرضى والأطباء والممرضين والعاملين في الصحة والمانحين والمجتمع المدني والشركاء الدوليين. كما يجب أن يكون الحوار الوطني مستندًا إلى البيانات والأدلة والتجارب السابقة، ويشمل تحديد المشكلات الحالية والتحديات المستقبلية والأولويات الرئيسية لتحسين القطاع الصحي.
قال الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل و اللقاح، استشاري الحساسية و المناعة، إن الحوار الوطني يمثل أداة مهمة لتحسين القطاع الصحي وتحسين صحة المجتمع، ويجب تشجيع المشاركة الفعالة لجميع الفئات المعنية بالقطاع الصحي لتحقيق أفضل النتائج، مستكملا أنه يساهم في تطوير استراتيجيات وسياسات وبرامج صحية شاملة تهدف إلى تحسين الصحة العامة وتلبية احتياجات المجتمع. وعند تنفيذ هذه الاستراتيجيات والسياسات والبرامج، يمكن للحوار الوطني أن يشجع على التنسيق بين مختلف المؤسسات والجهات المعنية، وبذلك تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحقيق أفضل النتائج للمرضى.
وأضاف الدكتور أمجد الحداد، أنه من المهم أيضاً تمكين المرضى والمجتمع المحلي من المشاركة في الحوار الوطني في قطاع الصحة، حيث يتم تحديد احتياجاتهم ومشكلاتهم وتشجيعهم على المشاركة في صياغة الحلول المناسبة.
وعند تمكين المرضى والمجتمع المحلي من المشاركة في الحوار الوطني، يمكن تحسين مستوى الثقة والتفاعل بين المرضى ومقدمي الخدمات الصحية، وبذلك تحسين جودة الرعاية الصحية ورفع مستوى الصحة العامة.
واستطرد مدير مركز الحساسية و المناعة بالمصل واللقاح استشاري الحساسية والمناعة، أنه يجب تحديد المشكلات والاحتياجات وتطوير الحلول المناسبة وتحديد الأولويات، وتطبيق الاستراتيجيات والسياسات والبرامج المناسبة، وتوفير التدريب والتعليم المستمر للعاملين في القطاع الصحي، وبذلك تحقيق الصحة العامة وتحسين جودة الخدمات الصحية في المجتمع.
وأشار الدكتور أمجد الحداد إلى ضرورة استمرار المبادرات الرئاسية، التي حققت نجاحا كبيرا مثل مبادرة 100 مليون صحة التي قضت علي فيروس سي، ومبادرة القضاء علي قوائم الانتظار، ومبادرة تطعيمات مصر التي تهدف إلي توفير التطعيمات الأزمة للأطفال، وغيرها من المبادرات التي كان لها فضل كبير في الكشف المبكر وسرعة العلاج.
تحديات تعطل تطوير القطاع الطبي
وأكد مدير مركز الحساسية و المناعة بالمصل واللقاح استشاري الحساسية والمناعة، أن هناك عدة تحديات في قطاع الصحة من أهمها:
1- قلة الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، عدم استثمار كاف في التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في المجال الصحي.
2- نقص المستشفيات خاصة في محافظات الصعيد.
3- ضرورة الانتهاء من قانون التأمين الصحي ليشمل كافة المحافظات بعد النجاح الذي حققه في التنفيذ التجريبي له.
3- قلة الوعي الصحي، يجب نشر الوعي الصحي بين الجمهور، وهذا يؤثر على استخدام التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات الصحية.
4- قلة الموارد البشرية: خاصة المؤهلة والمدربة على استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال الصحي.
كيف يمكن التغلب على تحديات القطاع الطبي
وأشار الدكتور أمجد الحداد، إلى أنه يمكن التغلب على هذه التحديات عن طريق الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتحسين البنية التحتية للاتصالات، وتوفير التدريب المناسب للموارد البشرية ونشر الوعي الصحي وتشجيع المجتمع على استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحسين الخدمات الصحية والرعاية الصحية.
يمكن اتخاذ عدة خطوات لتحسين الوعي الصحي في مصر، ومن بين هذه الخطوات:
1- يجب توفير مصادر موثوقة للمعلومات الصحية، وذلك من خلال إطلاق حملات توعية صحية على وسائل الإعلام المختلفة وتوفير مواقع إلكترونية وتطبيقات صحية موثوقة.
2- التعليم الصحي في المدارس، يمكن تدريس المواد الصحية في المدارس، وذلك لتعزيز الوعي الصحي لدى الطلاب والشباب.
3- الحملات التوعوية، يمكن إطلاق حملات توعية على المستوى الوطني والمحلي، وذلك لتحسين الوعي الصحي لدى الجمهور.
4- يجب تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية، وذلك لتحسين الوعي الصحي والوضع الصحي للمجتمع.
تحسين الوعي الصحي يعتبر جزءًا مهمًا في تحسين الصحة العامة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تبني استراتيجيات شاملة وتعاون الجميع، بما في ذلك الحكومة والمؤسسات الصحية والمجتمع المحلي والأفراد.
ولفت الدكتور أمجد الحداد، إلى أن الخطة الرئاسية الموضوعة لقطاع الصحة في حين استكمالها سوف يشهد قطاع الصحة تقدما كبيرا علي كافة المستويات من مستشفيات لمصانع للصناعة الدواء ومصانع إنتاج الدم وغيرها.
الدكتور أمجد الحداد