القلق والتوتر، متلازمات سلوكية تصيب دائمًا الإنسان، ولاسيما لو كان يتعرض لضغوط متكررة، أو لمواقف جديدة يصادفها لأول مرة بدون خبرات سابقة تعينه على المرور بها، وقد تكون هذه المواقف إيجابية، مثل الإقبال على الزواج مثلا، أو وظيفة جديدة، أو حتى اختبار.
موضوعات مقترحة
الدكتور وليد هندي
القلق والتوتر وعلاقتهما بصداع الرأس
وتوجد روافد كثيرة لإصابة الإنسان بالتوتر، خاصةً عندما يواجه مسئولية تتطلب منه اتخاذ قرار حاسم، أو التزام معين، أو عندما يواجه أمرًا مجهولًا يجعله متوترًا وقلقًا مما لا يعرفه، أو عندما يواجه موقفًا ضاغطًا في حياته الأسرية أو العملية ولا يستطيع تجاوزه أو حتى تحمله.
وبحسب حديث الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، مثل هذه المواقف تجعل الإنسان يشعر بالقلق والتوتر وينتج عنهما الشعور بالصداع؛ بل ويتضرر الجسم عندما تزداد حدة هذه المشاعر السلبية.
ويقول استشاري الصحة النفسية، إن الإنسان بطبيعة الحال يمر بمواقف وظروف مختلفة، وهناك من لديه القدرة على مواجهتها والتعايش معها بل والخروج منها بدون صدمات أو خسائر، وهناك غير القادر على تجاوزها، وهذا الشخص بحاجة إلى بعض النصائح والتدريبات لينجو من فيروس القلق الذي يسبب أمراضًا خطيرة إن تمكّن من صاحبه.
أنواع القلق
ويوضح الطبيب، أن القلق قد يكون صفة، حصل عليها الإنسان بالوراثة والجينات، وحينها يكون الإنسان كثير القلق والتوتر من أي موقف غريب عليه يصادفه، وقد يكون القلق حالة، يشعر به الإنسان عندما يعتريه موقفًا غريبًا وحينها يكون هذا القلق حالة عابرة.
أعراض القلق المرضي
يضيف الطبيب النفسي، فيقول، نعتبر نحن الأطباء أن القلق مرضًا، عندما تترتب عليه مجموعة من الأعراض الفسيولوجية مثل جفاف الحلق، وعدم القدرة على امتصاص الريق، ووجود رعشة في اليدين، زيادة ضربات القلب، زيادة إفراز العرق.
متى يتحول القلق إلى مرض ؟
هذه الأعراض عندما يحتك الإنسان بموقف وتظهر عليه، تكون مؤشرًا للطبيب على أن هذا الإنسان شديد القلق والتوتر، وقد يكون هناك مضاعفات أيضًا لذلك، مثل الدخول في دائرة التدخين، أو الإدمان، أو يكون لديه شعور عام بالإجهاد، واضطرابات نوم، كل هذه الأعراض تدل على أن الإنسان دخل في القلق المرضي.
علاج القلق والتوتر
لذلك ينصح الطبيب أن يستعين الإنسان بالورقة والقلم، ويدون أهم المواقف الحياتية التي يواجهها وتسبب له القلق، ويبدأ في تدريب نفسه على مواجهة هذه المواقف، وعدم التأثر بها، حتى يتمكن من تجاوزها بالفعل عندما يتعرض لها في الحقيقة، وأن يمر منها بسلام دون خدوش نفسية، وهذا يأتي عن طريق تدريب النفس سلوكيًا على المواقف المثيرة للقلق.
تحصين النفس ضد القلق
ويمكن عمل تحصين تدريجي ضد القلق، وذلك بالتدريب مع الوقت على مواجهة المواقف التي تسبب القلق، سواء الخوف من حيوان او حشرة أو سلوك، أو حتى شخص، وذلك من خلال غزو معرفي يقوم به الإنسان لنفسه، يدرك من خلاله أن كل هذه الأمور ليس بمقدورها أن تسبب ضررا عند مواجهته بحذر ووعي.
تبادل الخبرات
وينصح الطبيب النفسي بالاستعانة بالمحيطين والتحدث معهم عما يعترينا من قلق ومواقف تسبب القلق، وهذا يؤدي إلى تبادل خبرات الحياة حول هذه المواقف، وتبادل الأفكار، والتحصين التدريجي ضد مشاعر القلق التي تصيبنا.
تنفيس مشاعر القلق
ويقول، هندي، إن الإنسان يحتاج إلى تنفيس مشاعر القلق التي يشعر بها، عن طريق مثلا اللجوء للترفيه في أماكن مختلفة، والتسالي عبر مشاهدة منتج كوميدي، وممارسة الرياضة، والسير في أماكن غنية بالمناظر الطبيعية، وممارسة هواية يحبها الإنسان، كل هذه السلوكيات تخفف حدة القلق والتوتر وتحسن المزاج العام والصحة النفسية.
الماء يعالج القلق والتوتر
وينصح الطبيب بغسيل الوجه بالماء بمعدل كل ساعتين، لأن الإنسان عندما يغسل وجهه تنخفض عنده حدة التوتر، وعليه بشرب الماء بمتوسط 5 لتر يوميا لأن نحو 75% من تكوين جسم الإنسان عبارة عن ماء وما يقرب من 90% من تكوين دماغ الإنسان عباره عن ماء أيضًا .
سلوكيات تمنع القلق
ويشير إلى البعد عن التدخين، وعند الغضب عليك بتغيير المكان والوضع الذي كنت عليه، اذا كنت واقفًا اجلس، وهكذا، لأن هذا التغيير يخلصك من عملية التوتر والقلق والعصبية، أو على الأقل يقلل من حدة هذه المشاعر السلبية .
الاسترخاء
يقول الطبيب النفسي، مارس الرياضة بقدر الإمكان لأنها مهمة جدا في التخفيف من حدة التوتر وهناك تمارين خاصة بالاسترخاء تعلمها واحرص على تطبيقها، ومنها فرد الظهر، وتمديد القدم، وتدليك الأنف، والتنفس ببطء، وهو أحد أساليب خفض التوتر الفعالة.
التفاؤل
وينصح الطبيب، بالحمام الدافئ لأنه يخلصك من مشاعر التوتر، والأهم عدم الانسياق وراء مختلسي الطاقة، وهم الأشخاص الذين دائما ما يصدرون إليك الطاقة السلبية ويجعلون الحياة قاسية بنظرتهم التشاؤمية وكثرة شكواهم .
الاستمتاع بالوقت
أيضًا الاستماع للشائعات والانسياق إليها يسبب القلق والتوتر، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" التي يقضي عليها نسبة كبيرة من الناس، الكثير من أوقات يومهم، باتت بيئة خصبة لتداول وانتشار هذه الشائعات، لذلك يقول الطبيب النفسي : عليك بتجاهل ذلك والاستمتاع بالوقت في أمور تسعدك، لأن الشائعات تشحن من يستمع إليها بالتوتر والقلق والضغط والصداع الناتج عن كل هذه المشاعر السلبية.
التغذية السليمة
يضيف الطبيب النفسي أن الحرص على تناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن المأكولات السريعة التي يتم إعدادها خارج المنزل، والتي يضاف إليها مواد مشبعة وألوان صناعية، ويوصي الطبيب بتناول جمع أنواع الخضروات والفواكه لأنها مفيدة للجسم وغنية بجميع أنواع المعادن والفيتامينات اللازمة لتحسين جودة صحته.
استرخاء العقل
وينصح بالمحافظة على التركيز بواسطة الاسترخاء العقلي الذي يتطلب غلق الهواتف لبعض الوقت والبعد عن السوشيال ميديا والإنترنت لجعل العين والعقل والصحة النفسية بعيدين عن مصادر القلق والتوتر وقادرين على الاسترخاء ولو لبعض الوقت .
البعد عن المشكلات
وأخيرًا نصح الطبيب النفسي بإرجاء التفكير في المشكلات لوقت لاحق، أو التفكير فيها بهدوء مثل المحاولة بقدر الإمكان التقليل من الحركات العصبية لأن المشكلات تزيد من مشاعر التوتر.
الدكتور أمجد الحداد
مخاطر القلق
ويقول الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن مشاعر القلق عندما يسمح لها الإنسان أن تتمكن منه دون مواجهتها أو العمل على الوقاية منها، تكون سببًا في إصابته بأمراض خطيرة.
أمراض خطيرة
ويوضح استشاري الحساسية والمناعة، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، أن جهاز المناعة في جسم الإنسان، وهو الجهاز المسئول عن الدفاع عن الجسم وطرد الفيروسات والميكروبات والعدوى ومنع دخولها، إذا لم يعمل هذا الجهاز بكفاءة جيدة لن يكون قادرًا على حماية الجسم والقيام بدوره في منع الإصابة بالأمراض الخطيرة.
إفساد جهاز المناعة
ويقول "الحداد"، إن مشاعر القلق التي لا يعالجها الإنسان ويتركها تتمكن منه قد تؤثر على صحته النفسية مما يؤثر بالتبعية على صحة الجهاز المناعي ويجعله ضعيفًا غير قادرًا على القيام بدوره في جسم الإنسان، مضيفًا :" عندما يضعف جهاز المناعة أو يتعطل، يكون الباب مفتوحًا أمام الأمراض ويصبح الإنسان في خطر شديد لأن الجسم يكون غير قادر على المواجهة".
وينصح استشاري الحساسية والمناعة، بالبعد عن كل مسببات القلق والتوتر، واتباع النصائح التي أشار إليها الطبيب النفسي لعلاج القلق والتوتر والوقاية من التأثر بهذه المشاعر السلبية.