الحوار من أجل الوطن

9-5-2023 | 11:41
الأهرام التعاوني نقلاً عن

إِنَّ القَليلَ مِنَ الكَلامِ بِأَهلِهِ                حسَنٌ وَإِنَّ كَثيرَهُ مَمقوتُ
ما زَلَّ ذو صَمتٍ وَما مِن مُكثِرٍ         إِلّا يُزَلُّ وَما يُعابُ صَموتُ
إِن كانَ يَنطِقُ ناطِقاً مِن فِضَّةٍ             فَالصَمتُ دُرٌّ زانَهُ ياقوتُ
(الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه) 

ما أسهل وأنت تخاطب الناس أن تخاطب مشاعرهم، وأن تخاطبهم بما يحبون أن يسمعوا، وهذا النوع من الخطابة والكلام هو ما يأسر الناس ويصيحون طربًا له، ولكن الأهم من أن تأسر الناس بما يحبون أن يسمعوا أن تخاطبهم بما يجب أن يسمعوا والفارق كبير بين الطريقين..

الطريق الأول أسهل ولكن بلا جدوى وكثيرا ما يضيع الناس فى مثل هذا الكلام، ولكن الحديث بما يجب أن يسمع الناس – وإن كرهوه – هو الأفضل فهو الذى يصنع الفارق ويضع الحلول للمشكلات ولا يكتفى بحصر هذه المشكلات وتحدياتها فحسب، بل يقدم حلولا فعلية مستندة إلى وقائع ودراسات وتجارب وليست مبنية على أوهام.. وأن يكون حوارا من أجل الوطن منزها عن البطولات الوهمية والأغراض الشخصية.. 

وتابع الشعب المصرى انطلاق فاعليات الحوار الوطنى فى جلسته الافتتاحية الأسبوع الماضى، هذا الحوار الذى كان صاحب الدعوة اليه الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكده فى كلمته الافتتاحية.. أن هذا الجمع الكريم هو من أجل أن نتحاور ونتبادل الرؤى، مبتغين صالح وطننا العزيز ولرسم ملامح جمهوريتنا الجديدة، التى نسعى إليها معا - نحن المصريين – دولة ديمقراطية حديثة ونضع للأبناء والأحفاد، خارطة طريق، لمستقبل واعد مشرق، يليق بهم. 

وأضاف قائلا: إن دعوتى للحوار الوطنى، التى أطلقتها فى إفطار الأسرة المصرية تأتى من يقين راسخ لدى، بأن أمتنا المصرية، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التى تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم فى كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، وأن مصرنا الغالية تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها فى مقدمة الأمم والدول وأن أحلامنا وآمالنا، تفرض علينا، أن نتوافق ونصطف للعمل، ونجتمع على كلمة سواء، كما أن تعاظم التحديات، التى تواجه الدولة المصرية على كافة الأصعدة، قد عززت من إرادتى على ضرورة الحوار والذى أتطلع إلى أن يكون شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات...

ويضم  الحوار الوطنى كافة أطياف المجتمع كما اوضح ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمشرف على الحوار الوطنى مع استثناء كل من شارك أو دعم أو ساند الإرهاب بكافة اشكاله وصوره وعلى قمتهم جماعة الإخوان المسلمين. 

ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي المشاركين فى جلسات الحوار الوطنى إلى بذل الجهود لإنجاحها، واقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها متمنيا من الله «عز وجل»، أن يكلل جهودنا جميعا بالنجاح والتوفيق.

وقال الرئيس: أؤكد دعمي المستمر لهذا الحوار، وتهيئة كل السبل لإنجاحه، وتفعيل مخرجاته، فى إطار من الديمقراطية والممارسة السياسية الفاعلة وأتطلع - بنفسى - إلى المشاركة فى مراحله النهائية.

ونأمل كما يأمل الشعب المصرى أن نخرج بنتائج ايجابية إن شاء الله تنعكس على مسيرة الوطن خاصة فى ظل الأزمات الدولية المتلاحقة والإخطار التى تحيط بالوطن من كل جانب..

ويبقى الطريق الواضح، هو العمل والإنتاج الصناعى والزراعى فضلا عن ترابط ووحدة الشعب المصرى وعدم السماح لمن يلعب على المشاعر لينشر بذور الفتن والانقسامات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة