بيت خبرة كبير وواسع النطاق اسمه محطة البحوث الزراعية فى سخا بكفر الشيخ.. إحدى القلاع العلمية والبحثية المتخصصة فى استنباط أصناف الارز على المستوى الوطنى والعربي، لما له من تعاون دولى مثمر مع المراكز الزراعية البحثية العالمية, وقد ساهم مجهود الباحثين بالمركز فى حصد مصر المرتبة الاولى فى انتاجية الأرز على مستوى العالم لسنوات عديدة, كذلك تعامله مع المزارعين بشكل مباشر من خلال الحقول الإرشادية والتجارب فى زراعته.
موضوعات مقترحة
ونظرا لما يشغله هذا المحصول الإستراتيجى من اهتمام المصريين خاصة فى هذه الفترة العصيبة من عمر العالم، كان لنا هذا الحوار مع المسئول الأول عن هذا المركز البحثى الهام، وهو الدكتور إسماعيل سعد الرفعي، رئيس مركز البحوث والتدريب فى الأرز بمحطة سخا التابع لمعهد البحوث الحقلية بكفر الشيخ.
ما الهدف الذى أنشئ من أجله المركز؟
• أنشئ هذا المركز عام 1987 بهدف إنتاج سلالات وأصناف جديدة عالية الانتاجية فى محصول الارز تتماشى مع التغيرات المناخية وخاصة ندرة مياه الرى وارتفاع درجات الحرارة وبالفعل نجحة المركز فى التوصل لسلالات جدية حلت محل الاصناف القديمة المستهلة للمياه؛ لأنها سلالات مبكرة النضج, ويهتم مركز البحوث والتدريب فى الارز بكافة الانواع البحثية لمحصول الأرز فى مصر من حيث تربية اصناف وهجن جديدة ذات انتاجية مرتفعة وكذلك دراسة كافة المعاملات الزراعية لتعظيم المحصول وخفض تكاليف الانتاج، وكذلك دراسة كافة الآفات الزراعية التى قد تصيب المحصول وتحديد أنسب المعاملات لمكافحتها فضلا عن إنتاج تقاوى (الأساس) للأصناف الحديثة بخلاف تدريب وإرشاد مهندس الارشاد الزراعى وكذلك المزارعين على كافة نواحى المحصول وبالفعل ساهم مركز البحوث والتدريب فى الارز بسخا كفر الشيخ من خلال سواعد باحثية فى أن تحتل مصر المرتبة الاولى فى انتاجية الأرز من وحدة المساحة على مستوى العالم لعدة سنوات.
لماذا تشهد مصر أزمة فى الأرز حاليا؟
• قبل أن نتحدث عن أزمة الأرز يجب أن نعرف أن المساحة المنزرعة المصرح بها بمحصول الأرز الموسم الماضى 2022 كانت 1.1مليون فدان لكن المساحة المنزرعة فعليا وعلى أرض الواقع تتراوح من 1.4 الى 1.5 مليون فدان وهذه المساحة تنتج حوالى ما يقرب من 5.5 مليون طن شعير تغطى ما يقرب من 3.6 الى 3.7 مليون طن أرز أبيض صافى وهذه الكمية تحقق الاكتفاء الذاتى المحلى من استهلاك الارز والذى يقدر بحولى 3.5 مليون طن مما يؤكد ان لدينا فائض من 100 الى 200 ألف طن تقريبا ناهيك عن ان مصر الاولى عالميا منذ اكثر من 10 سنوات فى انتاجية الارز حيث يبلغ المتوسط العام لانتاجية الفدان الواحد من محصول الأرز حوالى 4 اطنان فى الموسم.
إذن من أين أتت الأزمة؟
• الأزمة جاءت من احتكار وجشع التجار وارتفاع أسعار الأعلاف مما أدى إلى استخدام محصول الأرز كبديل للاعلاف وخصوصا فى مزارع الأسماك، فضلا عن أنه فى موسم العام الماضى 2021 تركت الدولة اسعار الارز للعرض والطلب دون حماية المزارع حيث باع الفلاح محصوله من الارز فى بداية ذلك الموسم بمبلغ ما يقرب من 3500 جنيه فقط ووصل سعره فى نهاية نفس الموسم لأكثر من 11 ألف جنيه للطن الواحد والسبب فى ذلك عدم تحديد سعر ضمان بالإضافة إلى المضاربة بين التجار.
أما هذا العام وهو موسم 2022 أحجم الفلاح عن بيع محصولة من الأرز فى أول الموسم وتعلم الدرس فبدأ السعر مرتفعا منذ بداية الموسم ثم تدخلت وزارة التموين دون دراسة للسوق بقرارات أثرت سلبيا على أسعار الأرز فى السوق نتيجة القرارات شديدة اللهجة والمطاردة الدائمة للمزارعين والتجار وكذلك اصحاب المضارب.
وفى ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج أحجم المزارعون عن بيع كميات كبيرة من الارز الناتج لهم من اراضيهم والاكتفاء وبيع كميات صغيرة حسب احتياجاتهم المادية وذلك انتظارا لرفع الاسعار وكذلك ارتفاع اسعار اعلاف الدواجن والماشية والاسماك ادى الى استخدام الارز الشعير فى التغذية بعد دشة او طحنة لانخفاض سعرة مقارنة باسعار الاعلاف والتى شهدت ارتفاعا كبيرا غير مسبوق.
وما الحلول المقترحة من وجهة نظركم لحل أزمة الأرز؟
• أولا تدخل الحكومة لوضع سياسات واسعار عادلة تحقق ربح للمزارعين وعدم تدخلها فى السوق بهدف التجارة، ثانيا دراسة السوق المحلى جيدا وتحديد سعر ضمان لطن الارز، ثالثا يتم ذلك قبل زراعة المحصول ولا تكون القرارات دون سابق انذار على ان تحقق الاسعار هامش ربح معقول وغير مبالغ فيه للمزارعين مع حماية المزارعين من احتكار التجار، رابعا توريد عدد 1 طن ارز سعير فقط عن كل فدان بسعر السوق وذلك تشجيعا للمزراعين على التوريد، خامسا زيادة المساحة المنزرعة بالارز لتصل من 1.5 الى 1.6 مليون فدان على الاقل وتقديم الدعم الكامل لمركز البحوث الزراعية لاستنباط اصناف جديدة عالية الإنتاجية.
هل من الممكن أن يحل «أرز الجفاف» هذه المشكلة؟
• أولا لا يوجد مصطلح يسمى «أرز الجفاف» لكن هى طريقة من طرق زراعة الارز من خلال بذرة جافة فى ارض جافة مثل طريقة «التسطير» فى زراعة القمح بجانب استخدام اصناف تتحمل طول فترة الرى وقد نجح قسم بحوث الارز بسخا فى استنباط أصناف تتحمل طول فترات الرى وتعطى انتاجية عالية ومحصول جيد مثل جيزة (179,178) وهجين مصر (1) والتى يمكن الرى لها من 7 الى 8 ايام وتعطى محصولا عاليا وهذه الاصناف يتم زراعتها فى مساحة تمثل اكثر من 30% من اجمالى المساحة المنزرعة لمحصول الأرز فى مصر ومن ثم فان مايسمى بارز الجفاف لن يحل مشكلة نقص الأرز محليا فى مصر.
ما الهدف من برنامج تربية الأرز؟
• يهدف برنامج تربية الأرز الى استنباط اصناف عالية الإنتاجية ومبكرة النضج من 20 إلى 25 يوما وذلك لتوفير كميات كبيرة من المياه واستخدامها فى رى المساحات المستصلحة حديثا فى مشروع رى 1٫5 مليون فدان بالإضافة الى صفات جودة تناسب ذوق المستهلك المصرى وهذه الأصناف هى جيزة (177) سخا (106,103,102) وهذه الأصناف يوصى بزراعتها فى الأراضى العادية الخالية من الملوحة كما نجح قسم بحوث الارز فى استنباط مجموعة من الاصناف والتى تتحمل ملوحة التربة ونقص المياه وخصوصا الاراضى الكائنة فى نهاية الترع.
وهذه الأصناف هى جيزة (179,178) وهجين مصر (1) وسخا سوبر (300) لذا يوصى بزراعة هذه الأصناف بهذه المناطق علاوة على انه تم تسجيل صنف جديد وهو جيزة (183) والذى يتميز فى التبكير فى النضج 120 يوما وانتاجية عالية ومتحمل لملوحة التربة ونقص المياه مقارنة بالصرف جيزة (178) الذى يمكث فى الاراضى حوالى 135 يوما ( اى بتبكير وفارق زمنى 15 يوما ) ويعطى نفس المحصول تحت ظروف الاراضى العادية ومتفوق عنه تحت ظروف الاراضى الملحية المتاثرة الملوحة ومن المتوقع عمل حقول ارشادية لنشر هذا الصنف وتعميمة بداية من الموسم الزراعى بعد القادم 2024 ونتيجة لهذا التبكير فى الضنج لهذه الاصناف الجديدة من محصول الارز يمكن زراعة محصول « بينى « ( اى بين الزراعتين الصيفى والشتوى ) قبل زراعة المحاصيل الشتوية ولاسيما محاصيل القمح وبنجر السكر ما يعطى تحقيق اقصى استفادة من وحدة المساحة الزراعية مما يزيد الدخل المادى للفلاح.