"الفيروس التنفسي المخلوي" منذ ظهوره احتل صدارة قائمة الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي شيوعًا، خاصة وأن أعراضه تشبه أعراض نزلات البرد لدى البالغين والأطفال ما يصعب مهمة تمييز الإصابة به، ولحين ما أعلنته هيئة الدواء الأمريكية عن التوصل إلى لقاح لعلاج المصابين، كان يعتبر الـ"مخلوي"، مصدرا للرعب، فهل سينجح اللقاح في مواجهة الفيروس؟.
موضوعات مقترحة
وأجازت، الولايات المتحدة للمرة الأولى استخدام لقاح مضاد لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي المسئول عن الإصابة بالتهاب القصيبات، لمَن تتخطى أعمارهم الستين عامًا؛ حيث يدخل نحو 159 ألف شخص يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق إلى المستشفى سنويًا بالولايات المتحدة الأمريكية بسبب هذا الفيروس، ويموت نحو 10 آلاف إلى 13 ألف شخص جراء الإصابة بالفيروس.
أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي
ويمكن أن يسبب هذا الفيروس التهابات رئوية خطيرة والتهاب الشعب الهوائية، خاصة لدى الرضع، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من مشكلات طبية مزمنة، وتكثر الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي عند الأطفال الرضع قبل بلغوهم عامهم الثاني.
ويظل السؤال مطروحاً هل سيقضي هذا اللقاح على الفيروس التنفسي المخلوي؟.. السطور التالية تحمل الإجابة
"الأطفال والرضع" الفئة الأكثر تعرضًا لمضاعفات «المخلوي»
وبهذا الصدد، يقول الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ" بوابة الأهرام": تكمن خطورة "الفيروس التنفسي المخلوي" على كبار السن ولكنه أكثر خطورة على الأطفال وخصوصا الرضع، ولكن أجازت هيئة الدواء الأمريكية للمسنين، والذي أثبتت فاعليته للحماية من مضاعفات فيروس التنفسي المخلوي منها "الالتهاب الرئوي".كما قلل من نسب الوفيات بمعدلات جيدة، مشددًا على ضرورة أجازة هذا اللقاح للأطفال وخاصة الرضع لأنهم الأكثر عرضة لخطورة مضاعفاته.
بارقة أمل للتقليل من خطورة الفيروس المخلوي
ولفت الحداد، إلى أن هيئة الدواء الأمريكية في دراستها لم تحدد ماهية هذا العقار من حيث هل هو استنشاقي أم حقن وهل سيعطي مناعة طويلة الأمد أم قصيرة الأمد مثل لقاح كورونا؟، مشيرًا إلى أن اللقاح في مرحلة التجارب السريرية، ولكنه قد يكون بارقة أمل يتم الاعتداد به بعد ذلك ويكون نواة لتصنيع لقاح دائم أو لقاح للأطفال وهذا الذي يجب العمل عليه لأن خطورته في الأطفال تكون أكبر بكثير مقارنة بكبار السن.
الدكتور أمجد الحداد
«لقاح أريكسفي»
ومن جانبه، يضيف الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ الميكروبيولوجي و المناعة بجامعة قناة السويس، بعد محاولات بحثية مستمرة على مدار ٦ عقود، تم الإعلان مؤخرا عن لقاح للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والذي يعد خطرا يهدد الصحة العامة؛ حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ، على لقاح "أريكسفي" المصنّع من قبل شركة جلاكسو سميث كلاين (GSK)، المصمم لإعطائه كجرعة واحدة للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، موضحًا وقد يكون متاحًا للمسنين في الخريف المقبل، على أن يتم التوصية باستخدامه من قبل اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) خلال الاجتماع التالي والمقرر انعقاده في يونيو القادم.
وتابع: أفاد مركز تقييم وبحوث اللقاحات لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في بيان رسمي: "كبار السن، لاسيما أولئك الذين يعانون من حالات صحية أساسية، مثل أمراض القلب أو الرئة أو ضعف جهاز المناعة، معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بأمراض خطيرة ناجمة عن الفيروس المخلوي التنفسي".
إنجاز صحي هام
وأوضح أستاذ المناعة والميكروبيلوجي، تعد الموافقة على أول لقاح مضاد للفيروس المخلوي التنفسي إنجازًا صحيًا مهمًا لمنع مرض قد يؤدي إلى الوفاة، وتعكس التزام إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المستمر بتسهيل تطوير لقاحات آمنة وفعالة للاستخدام في الولايات المتحدة، مضيفًا وعلى الرغم أن الفيروس المخلوي التنفسي مرض يرتبط غالبًا بالرضع والأطفال الصغار، إلا أنه قد يشكل خطرًا على كبار السن.
التجارب السريرية
ونوّه الجمال إلى أنه خلال التجارب السريرية والتي شملت مشاركة 25,000 ألف شخص من كبار السن، نُشرت نتائجها في مجلة الظلية المرموقة "New England Journal of Medicine "؛ حيث كان لقاح الفيروس المخلوي التنفسي فعالًا بنسبة 83% لمنع عدوى الجهاز التنفسي السفلي الذي يسببه الفيروس .
كما تم تعريف أمراض المسالك التنفسية السفلية في الدراسة على أنها اختبار إيجابي، واثنين من الأعراض في الحد الأدنى، بما في ذلك السعال الشديد أو التنفس السريع، أو صعوبة التنفس، أو زيادة معدل التنفس، أو انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم، أو الأزيز في الرئة، التي يمكن للطبيب أن يكتشفها باستخدام السماعة الطبية.
اللقاح فعّال بنسبة 94%
وأشار الجمال إلى أن اللقاح اثبت فاعليته بنسبة 94% في منع إصابة المسنين بالمرض الشديد؛ حيث اعتبر المشاركون بأنهم يعانون من الأمراض الشديدة إذا كانوا بحاجة إلى أكسجين إضافي، أو إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة ميكانيكية للتنفس، مثل جهاز التنفس الصناعي.
آلية عمل اللقاح
وعن آلية عمل اللقاح، يوضحها الجمال؛ حيث يعمل هذا اللقاح عن طريق استخدام جزء صغير من الفيروس، أي البروتين على سطحه يسمى "البروتين المدمج، أو الفُصلي"، الذي يساعد الفيروس على الالتصاق بالخلايا في المسالك التنفسية العلوية في الجسم وإصابتها؛ حيث تُصنع قطع البروتين في اللقاح داخل المختبر باستخدام خلايا مبرمجة خصيصًا لتصنيعها، لافتًا أن اللقاح يعتمد على اكتشاف تم منذ عقد من الزمن من قبل الباحثين في المعاهد الوطنية للصحة، بينهم بعض العلماء الذين ساعدوا في صنع لقاحات كوفيد-19، وعادة يكون البروتين F متذبذبًا، ويتقلب للخلف وللأمام، ويغير شكله بعد الاندماج مع الخلية، ويستخدم لقاح هذا الشكل قبل الاندماج للبروتين، مع مكون يسمى المساعد، الذي يعزز نشاط المناعة.
مدى فاعلية اللقاح
وعن مدى فاعلية اللقاح، لفت الجمال أن فاعلية اللقاح لدى كبار السن الأكثر ضعفًا، أي أولئك الذين يعانون من حالات صحية أساسية مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو قصور القلب، أو أمراض القلب، وجدوا أنه فعال بنسبة 94% في منع التهابات الجهاز التنفسي السفلي.
الآثار الجانبية للقاح
وعن الآثار الجانبية للقاح، يوضح أستاذ المناعة والميكروبيلوجي و هي تشمل أكثر الآثار الجانبية شيوعًا التي ذكرها المشاركون خلال التجربة السريرية آلامًا في موقع الحقن والتعب، والتي عادة ما تتحسن خلال يوم أو يومين، لافتًا أن هناك عدد قليل من الأحداث الجانبية الخطيرة في الدراسة، والتي كانت موزعة بين المجموعة التي حصلت على اللقاح والمجموعة التي حصلت على العلاج الوهمي، مع استمرار الباحثون في مراقبة إشارات السلامة بينما يتم توزيع اللقاح على جمهور أوسع.
كما طلبت من الشركة دراسة مخاطر حالة تسمى التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر، وهو نوع نادر من الالتهاب يؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي.
الدكتور عبد العظيم الجمال