لا أحد يستطيع أن ينكر دور الوطنية والبطولة للقائد عبدالفتاح السيسي عندما تحمل المسئولية كاملة، في إنقاذ مصر من الفخ الذي نصب لها بعد أحداث 25 يناير عام 2011م، وهو خلق حالة من الفوضى والاضطرابات تنتهي بهذه الصراعات الداخلية بين أبناء الشعب الواحد، فى أن تتولى جماعة الإخوان الحكم في البلاد لتقديم نفسها للمخطط الشيطانى بأنها وراء كل هذه العوامل من التمزق والمظاهرات وتأجيج الرأى العام وخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، لإعطاء مبرر لدول خارجية تسعى جاهدة للعدوان العسكري والتدخل في شئون مصر الداخلية، وينتهي بها الحال كما يحدث في سوريا وليبيا واليمن وأخيراً السودان والعياذ بالله، إلى أن ظهرت زعامة الفريق أول عبدالفتاح السيسي السياسية والعسكرية عندما ألقى بيانًا في 3/7/2013 معلنا وقوف القوات المسلحة المصرية مع الشعب فى ثورته المجيدة التى تطالب بعزل جماعة الإخوان عن حكم البلاد، بعد أن انتبه سيادته إلى مأسى وكوارث وفواجع للدول العربية التى تحمل شعار"ثورات الربيع العربي" وهو حق المراد به باطل لم تدركه شعوب هذه الدول، وكذلك الحال أيضاً فى مصر لم يتدارك الشعب خطورة هذه التظاهرات بعد أن استدرجته جماعة الإخوان إلى التعصب الديني الأعمى، وإشعال فتيل نار الفتن والعداوة والكراهية والبغضاء بين أبناء الشعب ومؤسساته الوطنية، لكي يتحقق المراد بتقسيم مصر إلى دويلات صغيرة وكان هذا يتم إعداده من قبل جماعة الضلال تنفيذاً لمخطط محو الهوية المصرية، ولكن يستحيل أن يتحقق ذلك الشر طالما أن أنعم الله على مصر بجيش وطنى قوى وقائد أعلى لقواته المسلحة يسهر على حماية الوطن ويحرص على مقدساته وسلامة أراضيه، وهذا واجب وعقيدة مقدسة يلزم فى اتباعها كل جندى وقائد ينتمي إلى المؤسسة العسكرية المصرية.
وعن إيمان عظيم ينبع من القلب، وبعد أن ألزمه الشعب بتحمل الأمانة والمسئولية واستطاع بفضل الله أن يتدارك كل الأخطار التي تهدد كيان الدولة المصرية، وأن ينجو بها إلى بر الأمان ويعيش الشعب تحت مظلته فى هدوء وأمن وأمان واستقرار، ومن خلال كلمته في حفل إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان أبريل 2022، طالب الرئيس السيسي بإطلاق الحوار الوطني، وأن يتم التنسيق فيه بين القائمين عليه، وبين الإرادة الشعبية من جميع فئات المجتمع، من أجل تحقيق الأهداف والتطلعات التى ينشدها الجميع، وهذا لا يتحقق إلا بحوار صريح مع كافة التيارات السياسية، يشاركهم في ذلك أساتذة الاقتصاد والقانون في حوار بعيداً عن السرية تتعمق فيه المصارحة والمكاشفة، لأن الحكم الرشيد هو من يدرك أهمية الحقوق والحريات السياسية، فى حوار يتوافق مع العقل والمنطق، ويشعر الجميع بالمسئولية الوطنية وتفهم الأحوال والأحداث الدولية التى عصفت بالعالم في السنوات الثلاث الأخيرة الماضية، ومنها جائحة وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التى لايزال يعيش العالم في كوارثها المفجعة إلى يومنا هذا، إن هدف الرئيس من هذا الحوار هو مدى حرصه لمشاركة كل هذه الأطياف فى إزالة كل الصعوبات التي تعترض طريق التقدم والرخاء فى بناء الجمهورية الجديدة، ثم إن الكل يجب أن يدرك الأخطار التى تحدق ببلادنا من كل جانب، بداية من التهديدات الإثيوبية بالتأثير على حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل والتعنت في ملء السد الأحادى الجانب دون ضوابط قانونية تلزمها بذلك مع دول المصب "مصر" "والسودان"، ثم أحداث السودان الأخيرة ومدى تأثيرها على الاقتصاد المصري، إلى جانب عدم الاستقرار الأمنى والسياسي في دولة الجوار "ليبيا".
وإذا كانت مصر قد خرجت من المخطط الذى أطاح بدول المسمى "الربيع العربى"، وأصبحت من أقوى دول المنطقة والفضل فى ذلك لله ثم للشعب والجيش. إلا أن هذا المخطط لايزال موجودًا ويريدون العصف بها في أى وقت.
إن غاية الرئيس السيسي هو تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة، وهذه أهداف ورؤية محاور الحوار الوطني، فى تكييف العلاقة بين الشعب ونوابه في هذا الحوار؛ سواء كان أعضاء المجالس النيابية والتشريعية "النواب" "والشيوخ" أو ممثلاً عن الأحزاب السياسية أو أى مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أو حتى أصحاب الفكر والرأي الحر المستقلين عن جميع هذه الكيانات، لأن الهدف من هذا الحوار، هو المصلحة العامة للدولة، لمشاركة جميع القوى السياسية ومن يريد أن يقدم فكره وعلمه فى خدمة بلاده فليتقدم وسوف يجد كثيراً من المجالات التى يبدع فيها، وسط حوار مجتمعي ديمقراطي هادىئ الجميع يشارك برأيه فيه دون عسف أو قيود، طالما بعيداً عن الرغبات الشريرة، ويحتكم فيه إلى الموضوعية في القول والعمل دون المساس بمؤسسات الدولة أو مس الشرف والاعتبار للأشخاص، ويخرج من هذا الحوار كل صاحب فكر تنطوى أفعاله وأعماله على المساس بمؤسسات الدولة أو تهديد الأمن والسلام الاجتماعي، ويخرج من هذا الحوار جماعة الغوغاء أصحاب الأيادي المخضبة بدماء الشهداء من الشعب ورجال الجيش والشرطة المصرية، ويخرج من هذا الحوار كل من يريد خلق أجواء مضطربة فى التظاهرات والإضطرابات أو القيام بأعمال تخريبية على المنشآت العامة والخاصة أو تكدير السلم العام، ويخرج من هذا الحوار كل من يريد أن ينتهك المبادئ الدستورية مطالباً بتعديل الدستور فى إحدى مواده، وعدم الإذعان للشرعية الدستورية ويعتبر مسئولاً لتجاوزه حدود حقه، وانحرف عن الغاية، فى عدم طاعة الدولة واحترام الدستور الذى هو أعلى وأسمى القوانين التي استفتى الشعب عليها وصدقت عليه السلطة التشريعية "البرلمان" وصدق عليه رئيس الجمهورية وصدر فى الجريدة الرسمية، فيجب على الدولة والأفراد حكامًا و محكومين، فى أن تحترم الدستور و صياغته؛ لأنه لا خير فى أمة لا يحترم فيها مجتمعها دستور حياتها.
تحيا مصر تحيا مصر.