Close ad

الحوار الوطني.. مشهد الافتتاح

3-5-2023 | 22:31

شرفت بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني التي عقدت اليوم إيذانًا بانطلاق هذا الحوار الذي يأتي في ظل تحديات يمر بها الوطن، وتتطلب كل فعل وطني مسئول ينهض بمصر، ويفتح أمام الأجيال الجديدة أبواب الأمل والعمل، ويحقق حلم شعب يتوق إلى جمهورية جديدة بحق، تعلي قيم الحرية المسئولة، وترسخ أيضًا قيم العمل والإنتاج، في عالم لا مكان فيه إلا لمن يعمل، ولا مستقبل فيه إلا لمن ينتج.

المشهد الأبرز اليوم في الحوار الوطني أنه جمع مصر بكل أطيافها.. جمع المعارضين والمؤيدين..  الشباب والشيوخ.. العمال والفلاحين.. العلماء والخبراء.. الكتاب والمثقفين.. الصناع والتجار.. الأحزاب والتيارات.. الجمعيات الأهلية والمؤسسات الحكومية.. جمع كل هؤلاء تحت سقف واحد، وتحت شعار "نختلف في الرأي ونتفق على مصر".. 

الانطباع الذي خرجت به اليوم  يحمل رسالة اطمئنان على مستقبل هذا البلد وأن التحديات التي تتهددنا لدينا القدرة والإرادة أن نتصدى لها، ونضع لها الحلول اللازمة.. جميع من شاركوا وامتلأت بهم القاعة الأكبر في مركز المؤتمرات بمدينة نصر، وربما  يتجاوز عددهم الألف لديهم الإرادة والعزيمة والنوايا الطيبة والآمال العريضة، واليقين الكامل أن تأتي مخرجات هذا الحوار محققة لطموحات شعب يتوق إلى مستقبل تزول فيه المشكلات التي تؤرقه، والتحديات التي تزعجه، والأزمات التي تلاحقه، والواقع الذي يقلقه، ما يبعث على الأمل في حوار وطني  يحقق تلك الأهداف.

إن صاحب الدعوة له قبل عام هو الرئيس السيسي؛ الذي قطع على نفسه عهدًا أن يستجيب لتوصيات الحوار الوطني، وجدد تعهده اليوم في كلمة مسجلة للحوار أنه يأمل في حوار مثمر يضع الحلول والبدائل للقضايا الملحة التي تواجه هذا الوطن.

ولعل حصيلة القضايا التي  خرجت عن لجان الحوار  وتمثل خارطة طريق سيعمل الحوار على دراستها ووضع الحلول لها تصل إلى ١١٢ قضية، سيدور النقاش حولها  عبر ٣ محاور  سياسية واقتصادية واجتماعية، 

وتمثل في نهاية المطاف خلاصة الحلول  والمسارات التي ترسم مستقبل هذا الوطن، وطريق الجمهورية الجديدة.

المؤكد أن الحوار الوطني لا يملك عصًا سحرية لحل كل المشكلات، ولا عند المتحاورين وصفات معجزة  لمواجهة الأزمات، لكن يكفي أن تتوافر الأفكار البناءة والنوايا الصادقة لمواجهة التحديات، بعيدًا عن المزايدات الحزبية الرخيصة والمصالح الشخصية الضيقة، وبعيدًا أيضًا عن لغة التخوين وإلقاء الاتهمات، وبعيدا أيضًا عن  المعالجات التي تحكمها الأيديولوجيات.

المؤكد أن هناك قضايا ملحة من بين الـ١١٢ قضية التي تم حصرها، يجب أن تنال الأولوية في التصدي لها.

وفي تقديري أن المحور الاقتصادي يجب أن تكون له الأولوية القصوى  في النقاش؛ للوصول إلى توصيات ناجزة ترفع  للرئيس حتى يتسنى وضع السياسات والقوانين اللازمة لها.

وأقترح أن التركيز في الحوار لابد أن يسرع في هذا الملف، قبل أي ملف آخر؛ لأن مصر مشكلتها الأولى اليوم هي اقتصادية؛ بل هى أم المشاكل.

مصر اليوم في حاجة إلى كل فعل وطني مخلص تحركه نوازع وطنية ودوافع قومية. 

والحوار الوطني بهذا النموذج الذي تجلى اليوم في قاعة المؤتمرات، ووسط هذا الحشد الممثل للجمعية العمومية لمصر  قادر على أن يخرج برؤية واضحة لمستقبل هذا البلد.

وقد كان الأستاذ ضياء رشوان - منسق عام الحوار - موفقًا في كلمته اليوم؛ حين وجه رسالته للشعب بأن يراقب الحوار، ويحاسب القائمين عليه حتى يحقق أهدافه، لكن في الوقت نفسه على الشعب أيضًا أن يصبر حتى يتحقق ما يصبو إليه الحوار .

خلاصة القول إن مشهد اليوم في الحوار الوطني يبعث عن التفاؤل  والأمل في أن  مصر بأحزابها ومعارضيها.. بخبرائها وعلمائها.. بشبابها وشيوخها.. بمشاركة كل فرد قادرة على أن تصنع مستقبلًا جديدًا، ومن الضيق فرجًا وفرحًا.

مصر تستطيع

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: