حلول مبتكرة لمعالجة مياه الصرف بالوحدات المدمجة بطرق غير تقليدية

4-5-2023 | 01:40
حلول مبتكرة لمعالجة مياه الصرف بالوحدات المدمجة بطرق غير تقليديةمحطات معالجة المياه
إيمان البدري

معالجة مياه الصرف معالجة جيدة وفعالة، صارت من أهم وسائل وطرق حماية البيئة المائية والأرضية من التلوث، بهدف التخلص الآمن والصحيح لهذه المياه وإعادة تدويرها بأمان داخل المنظومة البيئية وتحقق سلامة الإنسان والحفاظ على بيئته وصحته.

موضوعات مقترحة

وفي ضوء ذلك قدم  مركز بحوث الصحراء «نظاما متكاملا من الترشيح الفائق والحفز الضوئي والتحلية الحرارية لمعالجة مياه الصرف» والممول من هيئة  دعم وتمويل البحوث والابتكار، لإعادة استخدام مياه الصرف اتساقا لجهود الدولة في حل مشاكل مصادر المياه عن طريق الاهتمام بمصادر المياه غير تقليدية.

ويأتي هذا المشروع ليضع حلولا لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف، ما يساهم في تقليل الفجوة بين محدودية المياه والطلب المتزايد عن المياه من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة.

وجاء من ضمن مخرجات المشروع محطة مدمجة تعتبر الأولى من نوعها من حيث طريقة المعالجة، في معالجة مياه الصرف للحصول على المياه بطرق غير تقليدية، وقد تم تصنيع الوحدة المدمجة بنسبة 90% محليا بأيد مصرية وخبرات محلية.

نظام ذكي ومتكامل لمعالجة مياه الصرف

 يقول الدكتور عبد الحميد الأعصر، أستاذ كيمياء وتحلية المياه بمركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه بمركز بحوث الصحراء، إن من  أهداف معالجة مشروع الصرف تصميم نظام ذكي متكامل  لمعالجة مياه الصرف بأحدث التقنيات المعالجة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

االدكتور عبد الحميد الأعصر

حيث تتم معالجة مياه الصرف بغرض إعادة استخدامها مرة أخرى ، ومعالجة مياه  الصرف تتعامل مع مياه عذبة ولكنها ملوثة، حيث يوجد 3 أنواع من مياه الصرف، وهي  مياه الصرف الصحي ويطلق عليها المياه السوداء وهي ناتجة من  البيوت، كما يوجد أنواع أخرى من مياه الصرف مثل مياه الصرف الزراعي  ومياه الصرف الصناعي من المخلفات".

وفي نفس السياق، أوضح عبد الحميد الأعصر، الباحث الرئيسي للمشروع، أن من أهم مخرجات وإنجازات المشروع، هي  وحدة مدمجة لمعالجة مياه الصرف تصل إنتاجيتها إلى 20 مترا مكعبا في اليوم، والتي تصلح  لاستخدامها  في المناطق النائية والفنادق والمصانع لتوفير الموارد المالية بنسبة من 80: 90%،،  ومفاعل ضوئي لمعالجة الملوثات العضوية والبكتيرية من مياه الصرف، ووحدة تقطير غشائي، التي يمكن استخدامها لتحلية مياه الصرف المعالج كما يمكن استخدامها في المناطق النائية لشركات البترول لمعالجة وتحلية وإعادة استخدام المياه المصاحبة للبترول، وجهاز لإنتاج الألياف المجوفة البوليمارية الذي يعتبر أول جهاز تصنيع محلي لتلك الأنواع من أغشية الترشيح الفائق على نطاق نصف صناعي، ودراسة بيئية لمحافظة الشرقية لتوضيح مدى كفاءة المياه الجوفية ومدى تأثرها بالمياه.

معالجة مياه الصرف توفر كميات من المخصصات المائية

 ويضيف الدكتور عبد الحميد الأعصر، أن مصر تستفيد  من معالجة مياه  الصرف من خلال زيادة حجم  الاستثمارات  في مجال معالجة إعادة استخدام مياه الصرف  المعالج، واستخدامها في الزراعة فذلك سيوفر  كمية كبيرة من المخصصات المائية، لأننا نعلم أن 85 % من مواردنا  تذهب للقطاع الزراعي التي تستهلك نسبة كبيرة من الموارد المصرية، ولكن إذا اتجهنا  وقمنا بزيادة حجم الاستثمارات في مجال معالجة مياه الصرف هنا سنوفر  من 80إلى 85% من مواردنا،  ومن هنا نتمكن  في  توجيه استخدام مياه النيل في شرب المواطنين  فقط  بعد عمليات  وتقنيات التنقية اللازمة.

وبالفعل معالجة مياه الصرف تكون عبارة عن تعويض لنقص  المياه في حالة إذا تم الاهتمام بموضوع المعالجة، الذي من خلاله  يتم  توفير كميات كبيرة من المياه المهدرة، بالتالي نقلل الفجوة مابين محدودية  الموارد المائية ومابين الطلب المتزايد على المياه".

قابلية الاستعداد للتنفيذ

ويشير الدكتور عبد الحميد الأعصر ، أن خطوات التنفيذ لمعالجة مياه الصرف،  بالفعل متاحة لأنه  من  ضمن مخرجات مشروع معالجة الصرف، وجود  محطة منتجة  نستطيع رفعها الآن من مركز بحوث الصحراء،  لوضعها في أي موقع ويمكن تصنيع مثلها  لأنها محطة منتجة وليست  وحدة نصف صناعية أو على  نطاق بحثي،  ولكنها محطة منتجة تعمل  على إنتاج  20 مترا مكعبا\ يوم، وهذه الكمية نستطيع الاستفادة منها في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف.

كما تعتبر الـ20 متر مكعبا | يوم  يمكن أن  تكفي لتلبية احتياجات من حوالي 70 إلى 100 منزل في المناطق المحرومة من وجود  شبكات مياه الصرف، وتعتبر هذه الوحدات المدمجة هي  أنسب حلا بدلا من  مد شبكات مئات  الكيلومترات ، لكن وحدات الصرف لن نحتاج مدها إلى الشبكات، ولكن يكفي أن نضع وحدات معالجة المياه الكومباكت لمعالجة والتخلص من مياه الصرف، وكذلك  التخلص من الآثار السلبية للمصارف  الموجودة في بعض القرى وفي بعض المحافظات".                        

الوحدات المعالجة لمياه الصرف مناسبة لأماكن النشاط السكني

ويرى، أن الوحدات المعالجة لمياه الصرف يمكن استخدامها في أي مكان  يوجد به نشاط سكنى لا يصل إلى  شبكات الصرف، ففي هذه الحالة يكون الحل الأمثل  استخدام الوحدات المعالجة لمياه الصرف ، وذلك لكي نتجنب الآثار  السلبية  لموضوع المصارف،  وخاصة  في المشاريع القومية مثل مشروع حياة كريمة.

بالتالي فإن القرى بالنسبة للناحية الصحية،  يكون لديهم مشاكل  نتيجة لاختلاط مياه الصرف بمصادر  المياه الأخرى،  خاصة وأنه في الريف يلجأون إلى حفر طلمبات  ويشريون منها والتي تختلط مياهها بالملوثات ، وبالتالي يتعرضون  لوجود بعض الملوثات بها  وهذا ما وجدناه في نطاق محافظة الشرقية  وهذا من المؤكد أنه  في باقي المحافظات،  فبالتالي إذا اتجهنا لنشر موضوع معالجة وإعادة استخدام  الصرف المعالج في الزراعة  منها، بذلك  سيتم توفير مصدر مياه  دائم ومنها  سيتم خفض الآثار السلبية على الجانب الصحي للمواطنين.

كما من فوائد إعادة استخدام المياه المعالجة مرة أخرى أنها تستخدم  في زراعة اللاند سكيب أو في زراعة الأشجار،  أو أن تستخدم المياه المعالجة في ري سياج شجري، مع العلم أن بعمل التحاليل وبمقارنتها بالكود  المصري لاستخدامات مياه الصرف المعالج  وقعت المياه المنتجة في المرحلة الأولى والثانية، أي التي توضح أننا نستطيع استخدام هذه المياه المعالجة  في ري المحاصيل التي تؤكل وهذا بناء على التحاليل التي تمت.

من المستفيد من استخدام وحدات المعالجة المدمجة؟

 وفي سياق متصل، يقول الدكتور عبد الحميد الأعصر، إن القطاعات المستفيدة من  استخدام وحدات معالجة مياه الصرف المدمجة، أنه يمكن  تطبيقها في الجهات الحكومية، مثل الوزارات والهيئات الحكومية والمراكز البحثية  والجامعات والمدارس والفنادق  والمصانع والجوامع  ودور العبادة والأماكن التي يتم فيها استهلاك المياه بشكل كبير، والتي ينتج  عنها مياه صرف بكميات كبيرة،   لكن يمكننا تجميع هذه المياه  ويعاد استخدامها مرة أخرى،  وبذلك  نستطيع توجيها إلى استخدامات أخرى ما عدا مياه الشرب وبالتالي  نقلل استهلاكنا من المياه. كما أن المعالجة لمياه الصرف توفر من 80 إلى 85 % من الموارد.

الإنتاج الكمي يوفر إنتاجية أكبر

يقول الدكتور محمد عمر  أستاذ مساعد بقسم الدراسات الاقتصادية  مركز التميز المصري لأبحاث تحليه المياه بمركز بحوث الصحراء، إن من مخرجات مشروع معالجة مياه الصرف كانت وجود وحده محطة مدمجة، وتعتبر تكلفة المتر المكعب من المياه المنتجة من الوحدة المدمجة فيها يبلغ حوالي 5 جنيهات للمتر المكعب، كما أن الوحدة مصممة للعمل بإنتاجية 20م مكعب / يوم وفي حالة تصميم وتنفيذ الوحدة على مستوى الإنتاج الكمي بسعة إنتاجية أكبر لتلبية احتياجات ومتطلبات مستخدمي تلك الوحدات، فإنه يمكن تخفيض تكلفة الوحدة المنتجة وهو ما يتفق مع المنطق الاقتصادي بوجود علاقة عكسية بين السعة الإنتاجية وتكلفة الوحدة المنتجة.

االدكتور محمد عمر

الوحدات المدمجة لمعالجة مياه الصرف مشروع تنموي

 ويشير الدكتور محمد عمر، إلى  أن معالجة مياه الصرف عبر الوحدات المدمجة يعتبر نوع من الحلول العملية، التي  تعالج الكثير من المشاكل، لأن هدف المشروع هو إنتاج المياه  وهو مشروع تنموي، يعالج التخلص من مشاكل الصرف الصحي  وتحديدا في القرى النائية التي لا  تستطيع   التواصل في الشبكات الرئيسية للمياه نتيجة المعوقات  والتي تختلط  لديهم بالمياه الجوفية، لذلك  عبر الوحدات المدمجة يتم التخلص من أي أخطار في المياه بصورة آمنة توجه لري بعض من أنواع الزراعة .

وبذلك نوفر مياها صالحة سواء  من محطات تحلية مياه صالحة للشرب،  أو من المحطات المعالجة  لإنتاج مياه صالحة لإعادة استخدامها في الزراعة  من لا شئ  ومن مصادر غير تقليدية ، لأننا نعاني من  مشكلة المياه  وبذلك نقدم حلول غير تقليدية  للمياه سواء عن طريق تحليه لمياه الشرب أوعن طريق معالجة المياه للاستخدامات الزراعية.                

ضرورة الدعم لتحقيق إنتاج أكبر

ويرى الدكتور عمر،  أننا  نحتاج للدعم لكي ننتج إنتاجا كميا  بكميات أكبر، حتى يكون المنتج النهائي بتكلفة أقل، ولذلك نقدم حلولا تقليدية للدولة بهدف  توفير  مياه للزراعة، ولكي نحقق إنتاجا كميا يجب أن تتبناه الدولة  وتدعم هذه  المشروعات  لان تنفيذها يحتاج  تكلفة رأسمالية، وذلك بحسب احتياج الدولة وتوجيهنا للنزول إلى القرى  التي يوجد بها مشاكل معالجة مياه الصرف لعدم التمكن من أن نصل لمحطات المعالجة الرئيسية، حيث يوجد في المدن محطات معالجة كبيرة ، إنما القرى يوجد بها أماكن من الصعب الوصول لها .

 كما أن إمداد الشبكات في القرى تحتاج تكاليف رهيبة ومشاكل كبيرة ، لذلك توجد صعوبة في التعامل مع القرى النائية  وخاصة التي لا توجد في نفس مسار محطات المعالجة  الرئيسية، لذلك وحدات المعالجة المدمجة تكون مناسبة جدا  للقرى النائية أو القرى السياحية في المحافظات الساحلية،  وبالتالي  تمنع تسرب المياه الملوثة إلى المياه الجوفية لتفادي تلوثها،   من خلال الحلول الغير تقليدية،  التي تتم من خلال استخلاص المياه  لري الزراعة بدلا من شراء المياه بالفنطاس.

لذلك هذه الوحدة المدمجة تحتاج لدعم مادي للتمكن من نتاجها بصورة تجارية،  ويتم توجيهها لاحتياجات القرى التي توجه فيها الدولة في استخدامها وفقا لاحتياجات القرى لمحطة بطاقة معينة،  ونستطيع تنفيذها بناء على دعم الدولة  مما يوفر مصادر مياه غير تقليدية لري المسطحات في ظل وجود أزمة المياه  العالمية بصفة عامة وفي مصر بصفه خاصة،  ما يوفر مصادر غير تقليدية للمياه لكي نستخدمها في ري المسطحات الخضراء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة