الأسمدة العضوية.. مخصبات أكثر أمانًا وتوفيرًا وتصديرًا.. الأورجانيك يطوي صفحة الكيماويات

6-5-2023 | 12:22
الأسمدة العضوية مخصبات أكثر أمانًا وتوفيرًا وتصديرًا الأورجانيك يطوي صفحة الكيماويات الأسمدة العضوية - أرشيفية
محمد عبد الكريم
الأهرام التعاوني نقلاً عن

  الكمبوست والفسفورين والميكروبين.. عهد زراعي جديد 

موضوعات مقترحة

50 نوعًا من السماد العضوي والكمبوست يهزم الكيماوية فى الإنتاجية 

38 مليار دولار قيمة تصدير محاصيل مليون فدان أورجانيك 

 

تسابق الزراعة المصرية الزمن للحاق بأسواق العالم في طرح منتجاتها الزراعية الخالية من متبقيات المبيدات، والتى تعتمد في زراعتها على بدائل الأسمدة الكيماوية، وقطعت مصر شوطًا كبيرًا في طريق التحول الزراعي الآمن، وهو ما دفع البرلمان إلى إصدار قانون الزراعة العضوية رقم 12 لسنة 2020، كما انتهت وزارة الزراعة من إصدار اللائحة التنفيذية للقانون، الذى تضمن 7 أبواب تضم وحدات الإنتاج والمدخلات والجهات المطابقة وجميع عناصر الزراعة العضوية حتى التصدير.

ومن أشهر البدائل السمادية الكيماوية، الأسمدة العضوية والحيوية والكمبوست والفسفورية وأسمدة البوتاسيوم، وهى تضاعف إنتاجية الأراضى القديمة والصحراوية، وتكافح ملوحة التربة وتوفر مياه الرى بخلاف توفير 80 % من تكلفة الإنتاج، كما تضاعف فرصة تصدير الحاصلات الزراعية لأسواق أوروبا والعالم، وهو ما تستهدفه الدول بزيادة قيمة الصادرات إلى 100 مليار دولار وتعتمد. 

«الأهرام التعاونى» تكشف جهود مصر لتطوير اساليب الزراعة بالأسمدة العضوية، بهدف اللحاق بركب الدول الكبرى فى انتاج محاصيل خالية من متبقيات المبيدات، والمنافسة بها في أسواق العالم. 

كشف الدكتور محمد فتحي سالم، أستاذ الزراعة الحيوية بجامعة السادات، أن الأسمدة العضوية هى مخصبات يتم إنتاجها من مصادر حيوية مثل السماد الطبيعى وبدون أي إضافات صناعية، وتعد أفضل بدائل للأسمدة الكيماوية، التى بات ضررها يهدد صحة المنتج والمستهلك على حد سواء، بخلاف ضعف القيمة التصديرية لها، لافتا إلى أنه نجح فى تحويل خلاصة أبحاثه التى استمرت لمدة 30 عاما، لإطلاق مبادرة تعميم الزراعة العضوية وانتاج محاصيل أورجانيك بهدف المحافظة على صحة المواطنين وزيادة العوائد التصديرية، وذلك بنشر ثقافة الزراعات العضوية فى مختلف المحافظات، وتحول الزراعات العضوية إلى مشروع قومى وهو ما حدث فور صدور اللائحة التنفيذية لقانون الزراعات العضوية للقانون رقم 12 لسنة 2020. 

 

تأثير النوفابلس 

وقال سالم إنه استطاع بالتنسيق مع علماء وحدة الزراعة الحيوية بجامعة السادات ابتكار أحد أهم أنواع الأسمدة الحيوية وهى النوفابلس، ومادة المكافحة الحيوية النوفاكيه، لافتا إلى أن السماد الحيوي عبارة عن سلالات بكتيرية وفطرية وطحالب وأكتينوميسيتس، تعيش في وسط طبيعى وتقوم بتكسير روابط الملح في التربة، خاصة كلوريد الصوديوم، وكبريتات الصوديوم، حيث دأب مزارعو الصحراء على إضافة حامض الكبريتيك، وهو خطا كبير يهدد التربة الزراعية، وبعد تكسير ملوحة التربة بواسطة النوفابلس، تعمل إحدى السلالات البكتيرية الموجودة على تثبيت الآزوت.

وتابع: فيما تتخصص السلالة الثانية في تيسير الفوسفور المعقد في التربة، والمتراكم او الممسوك بسبب الإسراف في استخدام السوبر فوسفات في الأراضي الطينية، أو حامض الفوسفوريك في الأراضي الصحراوية، الأمر الذى يعيد اصلاح التربة وعودتها لطبيعتها ودعمها لأنتاج كميات مضاعفة من المحاصيل الزراعية، وهو ما تحقق لمحاصيل الخضر مثل الطماطم والخيار والكرنب والفول البلدى والبطاطس، ومعظم محاصيل الفاكهة كالموالح والفراولة والعنب والموز وغيرها، كما ان له تأثير ساحر على المحاصيل الأستيراتيجية مثل الأرز الذى ضاعف إنتاجية الفدان فيه بمساعدة علماء مركز البحوث الزراعية إلى 6 طن للفدان، وكذلك القمح والذرة الصفراء. 

 

زراعات الأورجانيك 

وأوضح أستاذ الزراعة الحيوية أن العالم يتجه الأن وبقوة لاستخدام الأسمدة الحيوية لإنتاج محاصيل اورجانيك، بدون اى متبقيات للمبيدات في الثمار، بهدف زيادة تصدير الحاصلات الزراعية، وهى الهدف الذى يدعم خطة الدولة فى الوصول إلى 100 مليار دولار عوائد تصديرية، بخلاف الحفاظ على صحة المستهلك والمزارع ورفع إنتاجية الأراضى وتحسين صفات التربة وتنقيتها من الأملاح وترسيبات المواد الكيماوية المترسبة بين طبقاتها خاصة في أراضى الوادى والدلتا التي انخفضت إنتاجيتها بسبب الأسمدة والمبيدات الكيماوية، مشيرا إلى نجاح علماء مركز البحوث الزراعية بالتنسيق مع وحدة الزراعة الحيوية بجامعة السادات، في مضاعفة إنتاجية الأرز والفراولة وبعض محاصيل الخضروات والفاكهة في أراضى الدلتا وبعض الأراضى الصحراوية، بشرط الامتناع نهائيا عن استخدام أى مركبات كيمائية، واستخدام مادة النوفاكية فى المكافحة الحيوية.   

 38 مليار دولار 

وأضاف سالم، ان تصدير محاصيل اورجانيك من مساحة مليون فدان تبلغ قيمتها 38 مليار دولار، وهو ما يعادل دخل قناة السويس 6 مرات، لافتا إلى أن مصر نجحت في زراعة عدد كبير من المحاصيل الأورجانيك وفتح أسواق جديدة لتصديرها لدول أوروبا وأمريكا والدول العربية مثل الفراولة وذلك باستخدام نظم الزراعة الحيوية وحققت أعلى إنتاجية وبجودة عالمية مع أقل تكلفة للفدان وأفضل سعر للمنافسة بأسواق أوروبا والعالم، خاصة بعد مضاعفة الأنتاجية من حيث حجم المحصول والثمار وجودتها، واثبات خلو العينات قبل تصديرها من اى متبقيات للمبيدات أو الأسمدة والمكافحة الكيماوية.

مضاعفة الانتاجية 

وأشار د. فتحى سالم إلى نجاح علماء مركز البحوث الزراعية بالتنسيق مع وحدة الزراعة الحيوية بجامعة السادات في زراعة محاصيل مثل الباذنجان والخيار والثوم والخس والكرنب وتحقيق إنتاجية مرتفعة، لافتا إلى السماد الحيوى تتم معالجته بالأسمدة البلدية أو المخلفات الحيوانية بأسلوب الكمر لمدة شهر قبل استخدام السماد الحيوى على التربة الزراعية، لضمان تحقيق أعلى نمو في المجموع الخضرى وعدد الثمار الذى يؤدى لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان، وبالتالى زيادة دخل المزارع وفتح أسواق جديدة أمام المحاصيل المصرية الخالية من متبقيات المبيدات والتى يتهافت عليها العالم. 

التخلى عن الأزوتية 

وفي اتجاه مواز،ٍ شدد الدكتور سعد نصار أستاذ الاقتصاد الزراعى، على أن الأسمدة الأزوتية هى اساس الزراعة فى مصر حتى الآن، حيث مازال المزارعون يعتمدون على الأسمدة الكيماوية فى زراعاتهم، بالرغم من صدور اللائحة التنفيذية لقانون الزراعات العضوية رقم 12 لسنة 2020، وهو ما يدعو للدهشة، حيث بدأ العالم يتخلى عن الكيماويات المخلقة باحثا عن ثمار ليس بها متبقيات للمبيدات او أسمدة كيماوية، لافتا إلى أن مفهوم الزراعة العضوية - أى زراعة المحاصيل المختلفة بدون استخدام اى انواع من الأسمدة الكيماوية وهى البوتاسية والفوسفاتية والأزوتية، وكذلك المبيدات الكيماوية المختلفة والمستخدمة فى مقاومة الآفات، سواء كانت مخلقة أو صنعة - يقتصر التسميد فيها على المخصبات الحيوية والعناصر الطبيعية فقط، وايضاً مكافحة الآفات بأستخدام مركبات حيوية غير كيميائية.

وأوضح نصار أنه يشترط فى البذور ان تكون من مصدر عضوى وغير معاملة كيميائياً أو وراثياً، خاصة أنه تم انتاج العديد من بدائل الأسمدة الآزوتية وأهمها الأسمدة الحيوية والكمبوست بأنواعه ومخصبات «البلوجين والميكروبين والفسفورين والسريالين والنيتروبين والأسكورين» وهى مخصبات تم إنتاجها من الطحالب الخضراء والكائنات الحية الدقيقة التى تزيد من خصوبة التربة وتقلل من معدلات إضافات الأسمدة الكيماوية بنسبة لا تقل عن 30 % بالنسبة لزراعات الخضراوات والبقوليات والفاكهة. 

توعية المزارعين 

وناشد محمد سالم بركات خبير زراعات الصوب، الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بإنشاء صندوق لدعم المزارعين، بحيث تجميع امواله من زيادة رسم الصادر على الأسمدة بنحو 4 آلاف جنيه، بدلا من 2500 جنيه، حتى يصبح تصديره هو نفس قيمة بيعه بالأسواق المحلية، على أن تخصص هذه الأموال لزيادة قيمة شراء المحاصيل من المزارعين، وفى نفس الوقت يتم تحويل النظام الزراعى من الاعتماد على الأسمدة الأزوتية « يوريا ونترات وماغنسيوم «، إلى الاعتماد على الأسمدة الحيوية خاصة بعد إعلان الاتحاد الأوروبى تجريم استخدام الأسمدة الأزوتية فى الزراعة وقصرها على زراعة أخشاب الغابات.

 

أضرار الآزوتية 

وأوضح بركات أن الاتحاد الأوروبى رصد أزمات إنتاج الأسمدة الأزوتية وارتفاع تكاليفها، وتأثيراتها الضارة على التربة الزراعية والمحاصيل، فتم منع استخدامها، وأصدرت الدول الأوروبية أول قانون يجرم استخدام الأسمدة الآزوتية وينظم استخدام الأٍسمدة العضوية، ونصت المادة 194 منه على حذر استخدام « اليوريا وسلفات النشادر والنترات والبوتاسيوم» فى تسميد المحاصيل، كما فرضت ألمانيا إجراءات صارمة لمنع وضع اليوريا فى اى مكونات الأسمدة الزراعية لخطورتها الشديدة، حيث أكدت أبحاث منظمة الصحة العالمية انها المسبب الرئيسى فى تكوين مادة «نيتروز آنيد» بجذور النباتات وهى شديدة الخطورة وتؤدى للإصابة بسرطانات المعدة والقولون. 

 

العالم يتجاهل الكيماوية

وأشار خبير الصوب الزراعية، إلى أن شركات التفتيش وعلامات جودة العالمية تراقب معايير ومواصفات استخدام الأسمدة العضوية والحيوية لضمان إنتاج زراعات آمنة على صحة المستهلك والمنتج، كما أصبح التصدير فى السوق العالمى يعتمد على جودة مدخلات الأسمدة العضوية، طبيعة الثمار المنتجة من حيث احتوائها على بقايا الأسمدة او المبيدات وهى تعطى شهادات معتمدة للتصدير والجودة بعد تأكدها عبر نظم التتبع فى المزارع المكودة من حالة الثمار وكل ما حدث لها من معاملات قبل الجنى والطرح فى الأسواق المحلية أو التصدير.

 

تحذيرات عالمية

وأكد بركات أن منظمة الصحة العالمية حذرت بكلمات شديدة اللهجة من استيراد المحاصيل بدون التأكد من خلوها من متبقيات المبيدات والأسمدة، وأن دول الشرق الأوسط موبوءة بأنواع من السرطانات من جراء تسميد الأراضى بمنتجات المصانع الكيماوية، التى مازلت تتوسع فى إنتاجها حتى الآن رغم خطورتها، لافتاً إلى أنه تم منع استيراد منتجات هذه الدول من الصناعات الغذائية، إلا بعد فحصها والتأكد من مطابقاتها للمواصفات القياسية للأتحاد الأوروبى. 

 

 اشتراطات التصدير 

أما الدكتور أحمد العطار، مدير الإدارة المركزية للحجر الزراعي، فأوضح أن الحجر الزراعى المصرى يلتزم باشتراطات الأسواق التي يتم التصدير اليها، ومعظمها تهدف لاستيراد المحاصيل النظيفة والخالية من متبقيات المبيدات او التى تم زراعتها من البداية بنظام الأورجانيك، خاصة بعد نجاح وزارة الزراعة فى مشروع تكويد المزارع لإنتاج محاصيل خالية من متبقيات المبيدات والمواد الكيماوية، ولذلك بدأ معظم منتجى الخضر والفاكهة واصحاب مشروعات الصوب الزراعية فى استخدام بنظام علمى مدروس للقضاء على متبقيات المبيدات، وانتاج محاصيل خالية تماما منها أو تمت زراعتها اورجانيك، لافتا إلى أنه لا توجد دولة تشترط أن جميع المحاصيل الزراعية القادمة اليها تكون بنظام الأورجانيك، ولكنهم يشترطوا خلوها من متبقيات المبيدات والأسمدة الكيماوية، كما يضعون سعرا خاصا للمحاصيل الأورجانيك وهى الأعلى عالميا بأسواق التصدير.

 

 كودكس  العالمية                        

وأضاف العطار أن جميع دول العالم تلتزم باتفاقية الكودكس العالمية، التي تحدد اشتراطات المحاصيل التي تدخل إلى اسواقها، وتشمل نسبة متبقيات المبيدات والأسمدة الكيماوية، ومعظم اسواق العالم تفضل المحاصيل والثمار الأورجانيك، لافتا إلى أن الاتحاد الأوربى له معايير خاصة فى استيراد المحاصيل الزراعية، سواء فى نسب خلوها من المتبقيات أو جودة ومواصفات الأورجانيك، كما وضعت دول الخليج معايير جديدة لضمان سلامة الغذاء، وتعد من أصعب الاشتراطات الخاصة بخلو المحاصيل الزراعية من متبقيات المبيدات، لافتا إلى أن معمل متبقيات المبيدات بوزارة الزراعة يقوم بتنفيذ كافة هذه المعايير وبكل دقة سواء للدول التي تشترط المحاصيل الأورجانيك، وهى معظم الدول تقريبا أو للدول التي تناسبها اتفاقيات الكودكس العالمية. 

 

أسواق جديدة      

وأكد مدير الإدارة المركزية للحجر الزراعي أن الحجر الزراعى المصرى نجح في اختراق وفتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية المصرية بلغت 38 سوقا خلال 3 سنوات فقط، رغم صعوبة الموافقات التجارية لأنها اصبحت تعتمد على جودة المنتج ومطابقته لأشتراطات سلامة الغذاء؛ حيث يتم الأتفاق بين الحجر الزراعى المصرى والحجر الزراعى لأى دولة يتم التصدير اليها، التى لا تقبل سوى تنفيذ اشتراطات سلامة الغذاء التى تحددها، والتى لم تخرج عن التأكد من سلامة الثمار والمحاصيل وجودتها وخلوها من متبقيات المبيدات لافتا إلى ان فتح سوق واحد يحتاج من سنة إلى 4 سنوات، ولكن بفضل تعاون كافة أعضاء الحجر المصرى مع المصدرين المتفاهمين لحاجة العالم إلى المحصول الخالى من المبيدات، تم فتح 38 سوقا جديدة وهو انجاز كبير، خاصة ان هناك أسواق متشددة جدا في معايير سلامة الغذاء وجودته مثل اليابان واستراليا ونيوزلندا والصين. 

 الأسواق المحلية                 

وشدد العطار على ان جميع المحاصيل التي يتم تصديرها او التي تباع بالأسواق المحلية، يتم عمل التحاليل اللازمة لها والتى تؤكد سلامتها للمستهلك وخلوها من متبقيات المبيدات وذلك من خلال لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، لافتا إلى ان المصدر المصرى بدأ يتعود على انتاج المحاصيل النظيفة بزراعتها بدون اى مواد كيماوية سواء بنظام الأورجانيك او بأى نظم للزراعة الحيوية لسهولة تصديرها. 

اليابان والصين 

وقال عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية ان تصدير الحاصلات الزراعية المصرية موسم 2022 بلغ اكثر من 4 ملايين طن بقيمة تزيد على 2 مليار دولار، وذلك بفضل التعاون مع الحجر الزراعى المصرى الذى نجح في فتح اسواق جديدة امام الحاصلات الزراعية المصرية خاصة في التصدير لأسواق اليابان والصين، لافتا إلى ان المصدرين المصريين ايقنوا ان العالم يبحث عن الثمرة النظيفة، والمحصول الخالى من متبقيات المبيدات، وان زمن الأسمدة الكيماوية سوف يصبح من الماضى، لأن كل دول العالم تتجه الآن للزراعات الحيوية واستخدام بدائل للأسمدة الكيماوية، بهدف انتاج المحاصيل 

الاورجانيك والخالية من المبيدات تماما. 

 مضاعفة الأنتاج           

وأوضح الدمرداش، أن مصر بدأت عصر جديدة من الزراعات الحديثة التى تعتمد بالفعل على الأسمدة البديلة للسماد الكيماوى مثل الحيوية والكمبوست بأنواعه، بالرغم من عدم وجود مشروع قومى لاستخدام بدائل الأسمدة الكيماوية، التى يبلغ انتاجها ضعف انتاج الأسمدة الأزوتية ومشتقاتها، لافتا إلى ان المحاصيل الزراعية المنتجه بها لا يوجد بها اى متبقيات مبيدات أو أسمدة إنتاجها أضعاف السماد الكيماوى وبأعلى جودة وخالية تماما من اى مبيدات او اسمدة، وهى توفر المياه و 80 % من مدخلات الأنتاج الزراعى، وليس بها أى أضرار سواء للبيئة او المنتج او المستهلك، وهو الأمر الذى يدعو الدولة لإطلاق مشروع قومى للزرعة ببدائل الأسمدة الكيماوية وتوفيرها للتصدير حيث يتم الأن زراعة الغابات بها ويتجاهلها العالم تماما فى زراعات الخضر والفاكهة والمحاصيل الأخرى مثل البقوليات وغيرها، بخلاف انها قادرة على زيادة حجم الصادرات حيث تتهافت عليها اسواق العالم. 

قانون الزراعات الحيوية

وشدد حسين أبو صدام من كبار المزارعين، على ان قانون الزراعات العضوية، رقم 12 لسنة 20220 تمت مناقشته في مجلس النواب والموافقة عليه، واصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى اللائحة التنفيذية للقانون، وهو ما يجعله جاهز للتطبيق ن ولكنه يحتاج إلى مشروع قومى برعاية الدولة للأستغناء عن الأسمدة الآزوتية ونشر فوائد استخدام بدائل الأسمدة الكيماوية مثل الكمبوست وانواعه والأسمدة الحيوية وغيرها حيث يوجد اكثر من 50 نوعا من الأسمدة العضوية، لافتا إلى أن اعتماد الأسمدة الحيوية في الزراعة بهدف إلى رفع إنتاجية الأراضى القديمة في الوادى والدلتا، وتحقيق أعلى إنتاجية من الأراضى الصحراوية، لزيادة تصدير المحاصيل الزراعية المصرية الخالية من متبقيات المبيدات إلى أسواق اوروبا والعالم، خاصة ان لائحة القانون التنفيذية بها تفصيل كامل لكل اطراف العملية الانتاجية وتوصيف لأنواع الأسمدة البديلة ومعايير الغذاء الأمن.

 50 مركبًا عضويا

وأوضح أبو صدام، أن أكثر من 50 مركبا للزراعة العضوية موجودة في مصر وبعضها تنتجها وزارة الزراعة من خلال معهد البحوث الزراعية مثل مخصبات «البلوجين والميكروبين والفسفورين والسريالين والنيتروبين والأسكورين» وهى مخصبات تم انتاجها من الطحالب الخضراء والكائنات الحية الدقيقة التى تزيد من خصوبة التربة وتقلل من معدلات إضافات الأسمدة الكيماوية بنسبة لاتقل عن 30 % بالنسبة لزراعات الخضروات والبقوليات والفاكهة، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يتم التوسع فى الزراعات العضوية التى نعمل على إصلاح ما افسدته أملاح السماد الكيماوى.

وأوضح أن السماد الحيوى يضاعف إنتاجية الفدان، لأنه يعالج بالسماد البلدى عن طريق الكمر لمدة 30 يوما قبل الزراعة، كما يعمل على أصلاح التربة الزراعية ومدها بالبكتريا الصالحة التي تغذى الجزور والأوراق وتنتج أفضل ثمرة زراعية خالية من اى متبقيات مبيدات، كما تجعل التربة نفسها تقاوم الأمراض الفطرية والحشرات، لافتا إلى أنها تصلح لجميع أنواع الزراعات وفى كل المحاصيل، وتعمل بنظام خاص للتسميد كل محصول، وهى قادرة على رفع دخل الفلاح في محاصيل مثل البرتقال والبطاطس والخرشوف والبصل والثم وغيرها.

نتيجة مذهلة

وقال محمد عطا مزارع ومنتج للفراولة، إنه قام بزراعة 5 أفدنة بالفراولة بالتسميد الحيوى، والتى استلزمت استخدام مادة حيوية لمكافحة الآفات الزراعية بديلا عن المبيدات الكيماوية، وكانت النتيجة مذهلة حيث زادت حجم الثمار وجودتها ولونها وصلاحيتها للتصدير كدرجة أولى وهى المطلوبة فى كل اسواق العالم، بخلاف خلو مكونات الثمرة من اى متبقيات للمبيدات، لافتا إلى أنه نجح بالتنسيق مع معمل الحجر الزراعى المصرى وشركة التصدير في إثبات خلو المحصول من أى متبقيات للمبيدات والأسمدة الكيماوية، للتصدير إلى أسواق أوروبا والعالم.

الأورجانيك يكسب 

 أما محمد على مزارع ومنتج للخضراوات فيقول إنه تمكن من تصدير كامل إنتاجة من الخضراوات وثمار الخرشوف إلى أسواق أوروبا بعد قيام معمل تحليل المبيدات بالحجر الزراعى باعتماد محصوله كثمار اورجانيك خالية تماما من اى نوع من متبقيات المبيدات وهى الاشتراطات التي حددتها أسواق ايطاليا وفرنسا وبعض دول أوروبا، لافتا إلى انه استطاع تصدير كامل إنتاجه والمنافسة به في أسواق أوروبا ويهدف للتصدير إلى السوق الألمانية فهو الأكثر طلبا للثمار النظيفة بالقارة. 

 توفير كبير 

وأوضح محمد أن تكلفة إنتاج محاصيل بالنظم الحيوية اقل بكثير من استخدام الأسمدة الكيماوية التي يبلغ ثمن الشكارة الواحدة 260 جنيها في حين أن 2 عدد جركن من السماد الحيوى يكفى فدان بالكامل وثمن الجركن لا يتعدى 100 جنيه، لافتا إلى انه يتم استخدام نظام الكمر في الزراعة الحيوية باستخدام كميات من أي نوع من السماد البلدى، لأن له قدرة كبيرة على إعادة الحياة مرة أخرى للتربة الزراعية التي تستعيد حيويتها وقدرتها على الإنتاج ومقاومة الآفات الزراعية ورفع إنتاجية الفدان. 

أعلى إنتاجية للأرز 

ويقول عمر عوض الله مزارع للأرز إنه حقق أعلى إنتاجية من زراعة أرز سخا 107بالأسمدة الحيوية في مساحة 10 أفدنة، تحت إشراف خبراء مركز البحوث الزراعية من صنف سخا 107 المقاوم للحشائش والأمراض ويوفر المياه، لافتا إلى ان تقاوى ارز سخا 107 أحد الأصناف الذى ينتجها مركز البحوث الزراعية، وبعد زراعتها بالسماد الحيوى المخلوط بالأسمدة العضوية عى الأرض بنظام الكمر، تضاعفت إنتاجية الفدان لـ 6 أطنان وذلك بعد الاستغناء تماما عن التسميد الكيماوية أو الرش بالمبيدات الكيماوية بخلاف التخلص من ملوحة التربة لتحقيق أعلى إنتاجية.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة