وقف الحروب مسئولية عالمية

3-5-2023 | 14:19

يجب أن نسأل الدول الكبرى دائمة العضوية فى الأمم المتحدة، وصاحبة الفيتو: هل مسئوليتكم شرفية أم أممية؟

أولى مهام الأمم المتحدة وقف الحروب وليس إشعالها، فعندما اشتعلت الحرب الروسية - الأوكرانية التي شغلت العالم ودخلت عامها الثاني، تصورنا أن هناك دورًا للأمم المتحدة، لكن تم عزلها حتى تلعب الدول الكبرى أدوارها، وذلك شيء مخيف، ينذر بنهاية هذا النظام عالميًا.

وقف الحرب الأوكرانية، يتجه الآن نحو الصين، لأن معظم دول العالم الكبرى والممثلة في الأمم المتحدة، أمريكا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، ومنها فرنسا والدول المؤثرة في مجلس الأمن وإنجلترا، منخرطة في الصراع الأوكراني.
وهكذا اندلعت حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط في إفريقيا، ووجدنا الدول الكبرى في مجلس الأمن تستغل الحرب للتدخل في الشأن الإفريقي والعربي، وليس لوقف الحرب. 

الحرب آفة عالمية، إذا انطلقت في نقطة تتحرك إلى كل النقاط المحيطة إذا لم يدرك العالم مخاطرها، فإن تمددها لا يمكن السيطرة عليه، وتوقفها يحتاج إلى سنوات طويلة، تؤثر على حياة الملايين، والأخطر أنها تخلق بيئة مخيفة، تساعد على إعادة إنتاج فرق وجماعات جديدة من المتطرفين، والنماذج لا حصر لها، إنها بديل للمصانع والمدارس بدلا من أن تخرج المنتجين الذين يوفرون احتياجات البشر، تتيح لهم الأدوات والمنظمات التي تدفع إلى المجهول.

العالم يجب أن يوقف الحروب في نقاط التماس الجديدة، سواء في قلب أوروبا، أو إفريقيا، فالعالم لم يعد ينظر لمشاكل نقاط التماس المتحاربة، نفس نظرته السابقة، فقد أصبح يؤمن بالمسكنات وإنقاذ رعاياها، وترك البلدان المتحاربة لمصيرها.
السودان نموذجًا «العالم شرقه وغربه ووسطه وجنوبه» تطلع إلى نقل رعاياه وسفاراته بسرعة واجبة، وكأنه يقول للمتحاربين خذوا راحتكم ودمروا ما شئتم من بلدانكم.

أمركم أصبح لا يهمنا، سوف نعطيكم من معسول الكلام والمناشدات والمبعوثين الدوليين. حروب جوالة ودوارة تنتقل من مكان إلى آخر، وتصبح أخطر من الأمراض الفتاكة، الكورونا وأمثالها، لقد أدركنا أن التوحش والقتال والرغبة في الحرب عدو فتاك. يحتاج أن نضرب بأقدامنا وأيدينا، بل بأسلحتنا على دعاتها، لكي نوقفها؛ لأنهم لا يقاتلون بلدانهم فقط، بل يقاتلون العالم معهم، يقاتلوننا جميعًا، ويفتحون شهية الحيوانية في الناس، لكي تنطلق وتعود من جديد. أوقفوا الحرب قبل أن تتحول المدن إلى غابات.

الحروب تدريب لكل القوى المتربصة والكامنة في الإنسان المعاصر، لكن تنطلق ولا تتوقف، ولن يشعر بذلك إلا إذا كان هناك عالم قوي يقول كفى، ويكون قادرًا على تنفيذ قراره وردع المتحاربين، بل ومحاكمتهم أمام العالم، وكشفهم أمام أنفسهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة