Close ad

تأمين الرقائق الإلكترونية يغرز أقـدام العالم في الطين

2-5-2023 | 13:54

لو علم الجميع سر أهمية الجزيرة الصغيرة القابعة في المحيط الهادي لتضافروا في الحفاظ على أمنها، السبب أن تايوان تستحوذ على أغلب صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم، مما جعل واشنطن في حالة استماتة دائمة للدفاع عنها، تكمن أهمية الرقائق الإلكترونية في اعتماد كل الصناعات عليها بدءًا من السيارات إلى سماعات الأذن، والصين تعتبر تايوان جزيرة منفصلة عن الوطن الأم منذ الحرب الأهلية في الأربعينيات، وتؤمن بحتمية عودتها.

من أجل كنز الرقائق الإلكترونية قد تواجه الولايات المتحدة الأمريكية الصين عسكريًا، مع أول خطوة للأخيرة في ضم تايوان، وتناولت مجلة "ذي أتلانتيك" هذا السيناريو في مقال للباحث جيسون ماتني رئيس مؤسسة راند البحثية، ووضع احتمالين في حال سيطرة الصين على تايوان، الأول يفترض خضوع مصانع الرقائق الإلكترونية في قبضة الصين، أما الثاني فيصور تدمير المصانع خلال الحرب بين البلدين، ويعد كلا الأمرين كارثة عالمية بما تحمل الكلمة من معنى.

ويوضح الكاتب أن في الحالة الأولى يمكن منع وصول واشنطن وحلفائها إلى الرقائق الإلكترونية المتطورة، ويعني ذلك تعرضهم لخسائر عسكرية واقتصادية جمة، وفي الأمر الثاني سوف يشهد العالم أزمة معقدة تفوق أزمة الكساد الكبير في عام 1929.

ويذهب المقال إلى جانب آخر، ويروي عن ما آلت إليه صناعة المركبات الأمريكية من خسائر فادحة أثناء جائحة كورونا، قدرها الخبراء بنحو 210 مليار دولار، هنا يلقي الباحث الضوء على مدى أهمية صناعة الرقائق الإلكترونية بالنسبة لأمريكا، ويكفي أن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة تنتج 53% من هذه الرقائق، التي تعتمد عليها آلاف الصناعات.

وبالعودة إلى الأيام القريبة السابقة تابعنا وقائع حرب مناطيد التجسس الأخيرة بين أمريكا والصين، وأعلن فيها كل طرف أحقيته في الدفاع عن الجزيرة الصغيرة، في غضون هذا أصدرت قيادات بالبنتاجون تصريحات خطيرة تهدد بها الصين، يتزامن ذلك مع تزويد أمريكا اليابان وتايوان بالأسلحة الثقيلة وبطائرات بدون طيار، إضافة إلى تعزيز واشنطن لمنشآتها البحرية عبر المحيط الهادي، وهو جانب عن تحضير أمريكا للحرب، والصين ترد بمواصلة تدريباتها العسكرية حول تايوان، مما يشبه الحصار الكامل.

لكن مقال مجلة "ذي أتلانتيك" يرى أن إعادة نموذج أوكرانيا يكون بإغراق تايوان بالأسلحة فائقة القدرة، قد يحمل الصين عبء تكلفة كبيرة، تؤثر على قدراتها الاقتصادية، بينما ستكون حصيلة الصراع على العالم حين اشتعاله إهدار المليارات من الدولارات واستنزاف موارد هائلة، ويدفع دول العالم إلى غرز أقدامها في الوحل خاصة الدول الفقيرة، وهؤلاء لايزالون يعانون من ويلات الحرب الروسية - الأوكرانية.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: