موضوعات مقترحة
- الأكياس تزعج كائنات البر والبحر.. ومصير المناخ فى خطر
- عواقب وخيمة على مستقبل الأرض إذا لم نغير سلوكنا
الجميع ينشد التحضر، ويعبر عن رغبته فى توفير متطلبات العيش فى بيئة نظيفة وصحية، لكن غالبية السلوك الاجتماعى يسلك طريقاً مغايراً للهدف البيئى والإنسانى؛ إذ يتبنى الكثير من الأفراد سلوكاً يتعارض مع ذلك المنهج والمعنى الحضارى، ومن المظاهر السلبية التى تستوقف كل عاقل مدرك لخطورتها، والتى يعدها البعض ثقافة وحضارة، الاستخدام غير الرشيد للأكياس البلاستيكية، وبالأخص الخفيفة منها، التى تجد طريقها إلى الساحات العامة والشوارع والممرات، وتأخذ فى التطاير وتشويه المنظر الجمالى للمدينة، إذ نجدها معلقة بكثرة على أغصان الأشجار، وواجهات المتاجر، ومتناثرة فى الحدائق العامة، وعلى شواطئ البحر وفى مياهه.
حياة ومصير
وكان عام 1868 شاهداً على إنتاج المواد البلاستيكية لأول مرة بصورة تجارية، ثم وجدت طريقها إلى كل مجال تقريباً فى الحياة اليومية، إلى أن باتت تحتل ركناً رئيسياً فى حياتنا اليومية، وقتها لم يكن يخطر ببال أحد أنها ستكون أحد عوامل وأسباب التلوث البيئى الحاصل، وإلى درجة تشكل خطراً على حياتنا ومصيرنا.
وحسب منظمة الصحة العالمية.. فقد أثبتت دراسات وأبحاث أجريت على مستوى العالم أضراراً تنتج عن استخدام أكياس البلاستيك، فقد ثبت عملياً أن تلك الأكياس تتكون من مخلفات صلبة، تحتوى فى تركيبها النهائى على مواد الكربون والهيدروجين والكلور والنتروجين وغيرها، ونتيجة لقدرة هذه المواد البلاستيكية على الصمود طويلاً أمام عمليات التعرية والظروف الجوية المختلفة، فإنها تبقى لفترات طويلة دون أن تتعرض للتحلل، فضلاً عما تتسبب به من أضرار على البيئة والإنسان.
وتحذر المنظمة من تضخم مشكلة البلاستيك فى بحار العالم، لدرجة أنه لا يمكن لأحد تحديد أبعادها، أو يقول بالضبط ما حجم كمية البلاستيك التى تعوم فى البحار، غير أنه من المعلوم بالضرورة أنها أكبر بكثير مما يمكن أن تتحمله الطبيعة.
طيور نافقة
ومنذ أكثر من عشر سنوات، وعلماء البحار يحاولون الحصول على معلومات حول تلوث المحيطات، بناء على فحوصات يجرونها على طيور نافقة، ووجدوا أجزاء صغيرة من البلاستيك فى بطون الحيوانات، التى ألقت بهم الأمواج غالباً إلى السواحل، والظاهرة فى تزايد، ومن خلال هذه الأرقام يقدّر العلماء أن كل كيلو متر مربع من الماء، يعوم فيه 18 ألف جزء من البلاستيك، تكون أحجامها أحياناً فى منتهى الصغر ولا ترى بالعين المجردة، وأحياناً عبارة عن أكياس بلاستيك كاملة.
ولقد صنف المتخصصون ثلاثة أشكال للنفايات البلاستيكية، وهى: الجزئية والضخمة والكلية، والنفايات البلاستيكية الجزئية والضخمة تراكمت فى نصف الكرة الشمالى، واستقرت بشكل كبير حول المدن والحضر، وكذلك سواحل المياه، حيث يمكن العثور على هذه النفايات قبالة سواحل بعض الجزر، بسبب التيارات الهوائية التى تحملها إلى الساحل، أيضاً يوجد البلاستيك الضخم والكلى فى الأدوات المنزلية، مثل الأحذية والعبوات البلاستيكية، والمواد الأخرى التى تتخلص منها السفن فى المحيطات، أو التخلص منها من خلال دفن النفايات، أيضاً من الممكن العثور على مواد صيد الأسماك حول الجزر النائية، وتعتبر نفايات جزئية ومتوسطة.
ومن أضرار ومحاذير الأكياس البلاستيكية: تعبئة الوجبات الغذائية الساخنة فى أوانٍ مصنوعة من البلاستيك، وقد تضر بصحة الإنسان، فضلاً عن أنها تشكل عبئاً على مسألة النظافة.
ولم تسلم التربة والمحاصيل الزراعية من أضرار البلاستيك؛ حيث إنها تشكل طبقة عازلة بين التربة وجذور النباتات الزراعية، بالإضافة إلى أن تناول الحيوانات المختلفة كالأغنام والماعز، لتلك المواد الصلبة يؤدى إلى نفوقها.
مدد طويلة
ونظراً لقدرة تلك المواد السامة للبيئة على الطفو فوق سطح الماء لمدة طويلة، تؤدى إلى تهيئة بيئة خصبة للطفيليات الممرضة، كما أن وجودها فى المناطق الساحلية يشكل خطراً على البيئة البحرية وكائناتها، حيث إنها تلتف حول رؤوس الشعاب المرجانية والأسماك، وتغطيها وتعزلها عن المياه، وتتسبب فى عدم وصول الأكسجين إليها، وبالتالى اختناقها وموتها، فقد لفت بعض التقارير البيئية إلى أن البلاستيك العائم يتتسبب فى قتل 100000 من الزواحف البحرية والأنواع الأخرى.
ولم تنتهِ الأضرار عند هذا الحد، بل فى حالة حرقها فى أماكن تجميعها، تنطلق منها أكاسيد الكلور والكربون المدمرة لطبقة الأوزون، كما تصدر عنها مركّبات غازية أخرى وأحماض ومركّبات سامة عديدة، مضرة بصحة الإنسان والبيئة.
بدائل الأكياس
على صعيد متصل، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن هناك بدائل رئيسية لاستخدام الأكياس البلاستيكية، وهى: الأكياس القابلة للتحلل، والأكياس متعددة الاستخدام من القماش، والأكياس الورقية، والأكياس غير المنسوجة من البوليستر.
وأوضحت فؤاد أن الأكياس الجديدة مصنوعة من البلاستيك صديق البيئة، الذى يستغرق 18 شهراً للتحلل، على عكس الأكياس العادية، مضيفة أن الأكياس القابلة للتحلل يزيد سعرها 10% عن سعر نظيرها العادى، وقالت الوزيرة: نحن نستهلك 12مليار كيس بلاستك فى السنة؛ مما يسبب خطراً على الصحة العامة والبيئة والاقتصاد المصرى بشكل كبير.
وتُعد الأكياس المصنوعة من القماش الأكثر أماناً للبيئة، حيث يمكن استخدامها أكثر من مرة، وتناسب جميع الفئات والأذواق، وعملية لحمل البضائع، ويمكن غسلها بسهولة، أما الأكياس الورقية التى تصلح للاستخدام مرة واحدة فقط، فحققت نجاحاً قياسياً بعد تجربتها لعدة سنوات، فهى من أفضل البدائل الصحية للبيئة، بينما يعد كيس البولى إستر أفضل كيس رفيق بالبيئة، فهو الكيس المصنوع من متعدد الإستر «البولى إستر»؛ وهو خفيف وصغير الحجم، ويمكن حمله دائماً فى الجيب، ويمكنه حمل بضائع يصل وزنها إلى 10 كيلوجرامات.