د. نظير عياد رئيس مجمع البحوث الإسلامية: تكثيف القوافل الدعوية لمواجهة مشكلات المجتمع

19-4-2023 | 01:18
د نظير عياد رئيس مجمع البحوث الإسلامية تكثيف القوافل الدعوية لمواجهة مشكلات المجتمع د. نظير عياد
حوار أجرته: حسناء الجريسى
الأهرام العربي نقلاً عن

يعد مجمع البحوث الإسلامية من أهم المؤسسات الأزهرية التى أصبحت تقوم بدور فاعل تجاه المواطنين، وتتفاعل معهم بشكل مباشر من خلال القوافل الدعوية التى تجوب كل محافظات الجمهورية، بخاصة فى شهر رمضان المبارك، فضلا عن المبادرات التى أطلقها المجمع وأهمها حملة « لتسكنوا إليها « والتى جاءت لتوعية الشباب والأسر بعدم المبالغة فى تكاليف الزواج ايمانا بقول رسول الله « من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أى وقاية من الانحرافات»، كما أطلق المجمع مسابقة بعنوان « الأزهر ودوره فى حفظ الدين والوطن، وحول تفاصيل هذه الأنشطة وعيرها كان لنا هذا الحوار مع د. نظير عياد، رئيس مجمع البحوث الإسلامية.

موضوعات مقترحة

< ينظم المجمع العديد من القوافل الدعوية سواء فى شهر رمضان المبارك أم طوال العام وذلك من سنوات، هل أتت بثمارها على أرض الواقع؟
بالتأكيد ويظهر ذلك من خلال ترحيب الجمهور بمختلف فئاته بأعضاء هذه القوافل والتفاعل معهم، خصوصا فى شهر رمضان لما يضفيه من حالة روحانية عالية، تجعل الصائمين يقبلون أكثر على الدروس الدينية، وقد أطلق مجمع البحوث الإسلامية عددًا من القوافل التوعية على مدار الأعوام الماضية فى شهر رمضان، حيث زارت جميع محافظات الجمهورية للتوعية بأهمية استغلال شهر رمضان المبارك، وبيان فضل العمل فيه، وأنه ليس شهر تكاسل وتقصير، إنما هو شهر جد واجتهاد فى العمل وحسن العلاقة مع الله ومع الناس، كما أن هذه القوافل تعمل على بيان ما ينبغى للصائم أن يفعله، وأن هذا الشهر الكريم فرصة للعودة إلى الله والتصالح مع النفس ومع الناس، ويحرص أعضاء القوافل على الإجابة عن تساؤلات المواطنين بطريقة تراعى التيسير وترفع الحرج عن الناس. ونعمل من خلال هذه القوافل على معالجة المشكلات المجتمعية المختلفة سواء فى جميع أنحاء الجمهورية أم مشكلات خاصة بأماكن معينة، فهذه القوافل تنطلق فى الأساس بناء على حاجة الجمهور للمعرفة فى كثير من القضايا المجتمعية والفكرية التى تلامس واقعهم بشكل مباشر، ولذلك فإنهم يتفاعلون معها، وتزداد وتيرة هذا التفاعل فى شهر الصيام.
<  ماذا عن تفاصيل المسابقة الأخيرة التى أُعلنتم عنها، والتى تحمل عنوان «الأزهر ودوره فى حفظ الدين والوطن؟
تأتى المسابقة فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر- بتكثيف الأنشطة المعرفية والثقافية للجمهور؛ من أجل التوعية الدينية والمجتمعية بطريقة سهلة ومبسطة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية لتشجيع المجتمع على القراءة، والتصدى لانتشار المفاهيم المغلوطة والتفسير الخاطئ للنصوص الشرعية، وتُنفَّذ المسابقة تحت إشراف أ. د. محمد الضوينى – وكيل الأزهر، وتهدف إلى نشر الثقافة الهادفة والعلم البَنَّاء بين أفراد المجتمع على الوجه الصحيح، وإبراز دور الأزهر فى الحفاظ على التراث الإسلامي، والتأكيد على الدور الريادى للأزهر الشريف فى الحفاظ على الهوية الإسلامية الوسطية، وبثّ روح الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع المصرى، وتعريف المجتمع بتاريخ الأزهر فى الحركة العلمية المصرية- حيث كان حجر الزاوية فيها بأروقته، وعلمائه الأفذاذ- وترسيخ المنهج الأزهرى الوسطى القائم على احترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، مع إلقاء الضوء على دور الأزهر فى دعم التعايش السلمى المشترك بين طوائف المجتمع الواحد وبين شعوب العالم باختلاف أعراقها وأطيافها، وذلك من خلال إسهامات الأزهر البَنَّاءَة فى حل النزاعات الدولية والتصدى للاضطهادات العرقية، وإبراز دوره العالمى فى نشر سماحة وإنسانية الإسلام، من خلال بث روح الألفة والتعاون بين الأفراد والمجتمعات، من أجل بناء جيل جديد واعٍ بما يدور حوله، يكون على درجة عالية من الثقافة والمعرفة, فالمعرفة أساس الحياة، والقراءة شعاع النور الذى يضيء العقول، رغبةً فى تفعيل المشاركة البَنَّاءة بين الأزهر وأفراد المجتمع، والاستثمار الأمثل للفضاء الإلكترونى، وتتضمن المسابقة سبعة محاور وهي: عمارة الجامع الأزهر وإبراز الهُوية الإسلامية، أروقـة الجامع الأزهرودورها فى نشرالمنهج الوسطى والتعددية المذهبية والفكرية، شيوخ الأزهر ودورهم الدعوى والمجتمعى فى مواجهة الفكر المتطرف والدعوات الهدامة، الحركة العلمية فى الأزهر الشريف (أشهر علمائه فى كل عصر)، دور الأزهر فى حفظ التراث الإسلامى وإبراز وسطيته واعتداله، قطاعات الأزهر ومراحل تطورها منذ إنشائه، دور الأزهر فى دعم السلم العالمى.
<  أصبح للمجمع دور فاعل فى مناقشة القضايا الاجتماعية العصرية وظهر ذلك فى إطلاق حملة «لتسكنوا إليها»؟
المجمع نفَّذ مجموعة من الأنشطة والفعاليات التى استهدفت القضايا الاجتماعية العصرية وأهمها قضايا الأسرة والطفل، هذه القضايا التى أولاها الإسلام موفور العناية؛ حيث يتضح ذلك بجلاء من خلال الوقوف على أهداف الأسرة، ومراحل تكوينها، وذلك بالتأكيد على المعالجة العلمية والحلول البحثية تجاه القضايا المجتمعية، واستجابة لحاجة المجتمع إلى مثل هذه الفاعليات المهمة التى تمثل نتائجها طريقًا للوصول إلى مجتمع مستقر ينعم بالسلام بين جميع أفراده، وتأتى مبادرة «لتسكنوا إليها» كمبادرة مجتمعية موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج فى محافظات الجمهورية؛ لتحقيق مجموعة من الأهداف التى تقضى على العادات السيئة والمتبعة فى الزواج، أملًا فى تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة فى تكاليفه خاصة فى مثل هذه الظروف الاقتصادية التى يعانى منها العالم أجمع؛ حيث اشتملت المبادرة على عدة مراحل؛ بدءًا من فترة الخِطبة، ثم مرحلة الإعداد للزواج، وأثناء الزواج.‪.‬
<  ماذا عن جهود الأزهر فى مواجهة التحديات الفكرية؟
الأزهرالشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يعمل على التوعية المجتمعية الشاملة للمواطنين، فتوعية المواطنين هى مهمتنا الأساسية، خاصة فى هذا التوقيت المليء بالتحديات والمواجهات الفكرية، التى تحتاج إلى أن يكون الناس على وعى تام بما يدور حولهم، وعلى وعى بحقيقة ما يطرح على أسماعهم‪.‬
وتتنوع الجهود التى تبذلها المؤسسة الأزهرية من خلال تنوع الخدمات المقدمة للجماهير سواء عن طريق الاتصال المباشر واللقاءات الجماهيرية التى يعقدها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف فى جميع أنحاء الجمهورية، أم من خلال مبعوثيه إلى دول العالم المختلفة، إضافة إلى الإصدارات العلمية لقطاعات الأزهر، والمؤتمرات والندوات التى ينظمها الأزهر الشريف أو يشارك فيها.
<  من خلال متابعتى لأنشطتكم كان لكم دور فاعل خلال سفركم للعديد من الدول خصوصا الإفريقية مثل الصومال وجيبوتى؟
الأزهر الشريف مؤسسة عالمية تسعى لنشر العلم والمعرفة والتعايش المشترك فى جميع أنحاء العالم، خصوصا القارة الإفريقية التى تمثل أهمية كبرى للدولة المصرية، حيث تأتى الجهود المبذولة داخل القارة الإفريقية كجزء من جهود الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية‪.‬
وفى هذا الإطار تأتى توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ببحث احتياجات الدول الإفريقية من حيث المبعوثين أو المنح أو المعاهد الخارجية، ولذلك نقوم بمثل هذه الزيارات لدراسة الأمور على أرض الواقع وعقد بروتوكولات تعاون لإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية فى تلك الدول، فضلًا عن متابعة جهود البعثات الأزهرية فى مثل هذه الدول والوقوف على أنشطتهم المتنوعة
<  لماذا إعادة هيكلة لجان الفتوى الآن؟
جاءت هيكلة لجان الفتوى لتقديم خدمة متكاملة للجمهور من خلال نحو 230 لجنة فى جميع مراكز ومدن الجمهورية، حيث تمت هذه الهيكلة بضم أعضاء جدد لها بعد اختبارات ودورات تدريبية لمزيد من الدعم لمستوياتهم المطلوبة لتلبية احتياجات هذه الخدمة الجماهيرية المهمة، إضافة إلى دعم دورهم الدعوى والتوعوى فى توعية المترددين عليهم بالقضايا المختلفة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: