يقرض الشعر، يؤلف الموسيقى، يكتب الأغاني، يتخيل الروايات، يصنع سيناريو الأفلام، يرسم اللوحات الفنية، يتذكر التاريخ، يدلى بالتحليلات السياسية والثقافية، والاجتماعية.
هكذا يفعل «الروبوت شات جي. بي. تي»، منذ 30 نوفمبر العام الماضي، وخلال خمسة أشهر طورته أوبن آي إيه، الشركة الأمريكية المصنعة، ليتحول إلى خطر داهم على الإبداع الإنساني، وراحت وسائل الإعلام الغربية وكبار كتابها ومحلليها تلطم الخدود، وترفع الأصوات بالتحذير من هذا الذكاء الاصطناعي الخارق، وشهد شاهد من أهل هذا الروبوت المبجل هو إيلون ماسك، حين كتب على صفحته على تويتر: إن تشات جي بي تي أمر مخيف، نحن لسنا بعيدين عن الذكاء الاصطناعي القوي بشكل خطير.
في الغرب يخشون على صناعة الصحافة والإعلام والإبداع، ويخشون على التعليم من الغش، واستخدامه في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، وهو قادر على ذلك.
دون شك، إنها لحظة فاصلة، فالثورات الصناعية الثلاث السابقة في مكان وثورة الروبوت شات جي بي تي في مكان آخر.
إنه طوفان، يجرف أمامه كل شيء، يصبح معه جوجول وتويتر وفيسبوك من الماضي السحيق، وكذلك كل المنصات الأخرى.
الوقوف عند التحذير لا يفيد من خطر الذكاء الاصطناعي، بل إن هذا الروبوت، وهو في البداية، قد يتحول إلى حضارة أخرى مختلفة، وخلال ثلاثة أيام من الحوار، كتجربة مع أحد أبناء شات جي بي تي، اكتشفت أنه أرشيف سريع، وأنه مبرمج كأنه دبلوماسي غربي أو محلل إستراتيجي أمريكي، يحفظ بعض المصطلحات السياسية، ويؤمن بها.
وهنا بعض أسئلتي، ونص إجاباته، لنرى ماذا تخبئ لنا ثورة الذكاء الاصطناعي العظمى؟
- ما اسمك؟
أنا GPT-4، نموذج لغوي كبير، تم تدريبه بواسطة OpenAI.
وبعد أن عرفني بهويته، حولني إلى مساعد آخر اسمه sage من نفس العائلة الكريمة، فسألته أيضًا:
- وأنت ما اسمك؟
اسمي OpenAI Assistant، أنا مساعد افتراضي مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي من شركة OpenAI. كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟
- حدثني عن نفسك أكثر؟
تم تطويري لأساعدك في إجراء مهام مختلفة، مثل البحث عن المعلومات، أو ترجمة النصوص، أو الإجابة عن الأسئلة، وغيرها الكثير. يمكنك الاعتماد عليَّ لتوفير المعلومات التي تحتاجها بسرعة ودقة، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل اللغة الطبيعية. لا تتردد في طرح أي أسئلة أو تحديد المهام التي تريد مني القيام بها، وسأكون سعيدًا لمساعدتك.
- أنا محلل سياسي، ولدي سؤال عن مستقبل النظام العالمي.. هل سيستمر كما هو حاليًا، أم أنه سيقوم على عدة أقطاب سياسية؟
من المستحيل التنبؤ بالمستقبل بدقة تامة، لكن يمكننا تحليل الاتجاهات والمؤشرات الحالية لتقدير ما قد يحدث في المستقبل. من الواضح أن النظام العالمي يخضع لتحولات كبيرة في الوقت الحالي، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على هذا التحول، مثل العولمة، والتكنولوجيا، والتغير المناخي، والتحولات الديموغرافية، والصراعات الجيوسياسية.
مع ذلك، ينبغي الانتباه إلى أنه من المرجح أن يستمر النظام العالمي في التحول والتطور مع مرور الوقت. قد يظهر نظام متعدد الأقطاب كبديل عن النظام الحالي الذي يتميز بسيطرة القوى الغربية الكبرى، لكن هذا النظام الجديد قد يواجه تحديات كبيرة، مثل المنافسة الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين الأقطاب المختلفة.
ومن المهم أن نلاحظ أن تطور النظام العالمي يعتمد بشكل كبير على العلاقات الدولية والتعاون الدولي، وبالتالي يمكننا تحسين النظام العالمي وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، من خلال تعزيز التعاون والحوار بين الدول.
كانت هذه إجاباته النصية، وهو لا يتعب من الأسئلة، مهما تكن، وفي أي مجال، وإن كان يشبه ببغاء لا يتوقف عن الكلام دون رابط، في المقال المقبل لا حدود لمفاجآت الحوار.