Close ad

كفالة اليتيم والأجر العظيم

17-4-2023 | 12:44

لقد جعل الله سبحانه وتعالى من شهر رمضان فرصة كبرى وأتاح فيه الجوائز والتسابق إلى فعل الخير بأنواعه كافة، وهذا إنما يدل على المحبة من قبل المولى عز وجل لعباده، إذ يمنحهم فرصة الاستغفار وعبادته حق العبادة وتذوق حلاوة أفعال الخير وابتهاج الروح بالمنح، فحين يقدم الإنسان على أن يمنح، يكون في واقع الأمر هو الذي تم منحه جائزة مضاعفة وتظل تتضاعف بالأجر والثواب إلى أن يلقى ربه بقلب سليم.

واذا كانت أعمال الخير تشمل الصدقة، التعلم، وحفظ القرآن، والحمد والشكر والاستغفار وغيرها،  فإن الترجمة الفعلية لهذا العمل الصالح تكون بصورة متحققة من واقع الهدي الإلهي، وتأتي الصدقة لتكون دلالة على شكر النعم، وممن يستحق الصدقة في رمضان خصوصا، وفي كل وقت بشكل عام اليتامى، الذين أرشدنا الدبن إلى مُعاملتهم بالحُسنى ونهانا عن قهرهم، وكَسر خاطرهم، وحثنا على إكرامهم ورفع شأنهم، والتلطف بهم، وحماية حقوقهم، وعدم أكل مالهم والحرص على إطعامهم، إذ يقول تعالى في محكم التنزيل: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، اي إطعامهم الطعام الذي يحبونه.

ويكون الجزاء عظيما لمن يطعم اليتيم «فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا، وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا".

 والحكمة هنا عظيمة الفائدة حيث إن هذا اليتيم الذي حُرم أحد أبويه أو كليهما، يشعر دائما بفجوة نفسية كبيرة وكسر لجناحيه في الدنيا والتي قد تكون قاسية دون عطف أبوين يرشدان ويخافان عليه ويدعوان له، فلما كرم الله ابن آدم وأحبه فإنه سبحانه يريد له الخير، لكن الإنسان قد لا يستشعر سعادة وخيرا في الدنيا إذا كان يتيما، ولم يجد من يعطف عليه ويحنو، لذا فإن الإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور  التي حث عليها ديننا الحنيف بل إن الله سبحانه وتعالى قد أخذ العهد على الأمم السالفة بأن يحسنوا إلى اليتامى، إذ يقول سبحانه: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، ويقول كذلك «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ». 

وقد روى الطبراني أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك".
 
فمن أحسن إلى اليتامى ومن كفل يتيماً وأحسن إليه فإن البركة تحل عليه وعلى أسرته، وما حدث في بيت أبي طالب  عم النبي صلى الله عليه وسلم، خير شاهد، فقد كان فقيرا وحين كفل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم عرفت البركة طريقها إلى بيته، كما أن كفالة اليتيم تسهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وتسوده روح المحبة، وتكون المعاملة المثلى لليتيم بالعطف عليه، وتعليمه، وتكليف مَن يعتني به، ويكون مسئولاً عنه، وملء وقته، وتوجيهه إلى الاستفادة من طاقته في كل أمر مفيد، والتصرُّف معه بحكمة وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم  السُخرية منه، أو تخويفه،  والدعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه بالرياضة المُناسبة له، وتعليمه نظام الحياة مثل موعد النوم والطعام واللعب، والحرص على العبادات.

وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة هاتين» وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: