براعة المصريين القدماء في حفظ الأسماك المملحة وتجفيفها وعلاقتها بالأعياد

16-4-2023 | 19:06
براعة المصريين القدماء في حفظ الأسماك المملحة وتجفيفها وعلاقتها بالأعياد الأسماك على نقوش الجدران للمصريين القدماء
شيماء شعبان

تُعد الأسماك من أهم مصادر الثروة المائية منذ العصر الحجري الحديث، عندما استوطن المصريون القدماء بالقرب من مياه النيل، والذي كان يمدهم بالكثير منها، خاصة وقت الفيضان، وكانت تعد الأسماك -آنذاك- من أشهى الأطعمة عند المترفين من علية القوم.

موضوعات مقترحة

 وكان اللافت للنظر أن معظم قوائم الطعام المصرية القديمة كانت تخلو من السمك، فلم يظهر السمك على موائد القربان إلا نادرًا.

وعرف المصري القديم سمك البياض، وقد ظهر ذلك في العديد من البرديات والنقوش في العصر الإغريقي والروماني؛ ثم اكتسب معنى جديدا في العصر المسيحي، حتى أصبح السمك من الرموز الشائع استخدامها في الفن القبطي في مصر، ويلاحظ أن تصوير السمك في الفن القبطي يعد امتدادا لمناظر الصيد في مصر القديمة؛ حيث ذكر الفيلسوف اليوناني بلوتارك، أن المصريين القدماء حرمّوا صيد بعض أنواع الأسماك المقدسة أو لمسها أو أكلها مثل: قشر البياض، وفتيل البياض وثعبان الماء والبني والقتوم. وقد أشار «هیرودوت»، إلى أن المصريين لا يأكلون أي نوع من الأسماك في مقاطعة البهنا، وغيرها.

وبرع «المصريون القدماء» في حفظ الأسماك وتجفيفها واستخراج البطارخ من بعض أنواعها وكان للسمك المجفف أهمية كبيرة في تموين المصريين، ويتألف منه الطعام الرئيسي للفقراء، وكانت الأسماك تحفظ في المقابر مع غيرها من أنواع الطعام والشراب، وقد عثر على أسماك كثيرة محنطة ومجففة في عصور مختلفة.

وقال باحثون وأثريون مصريون، إن للمصريين تاريخًا طويلًا مع أكل الأسماك المملحة. كما عرفوا حُب الزهور وقدسوها وأعطوا اهتمامًا كبيرًا للاحتفال بقدوم فصل الربيع.

براعة المصريين القدماء في حفظ الأسماك وتجفيفها

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، لـ"بوابة الأهرام": إن المصريين القدماء قد برعوا في حفظ الأسماك وتجفيفها واستخراج البطارخ من بعض أنواعها. كما يُرى ذلك في أحد رسوم مقبرة "نب_كاو_حر" بسقارة، لافتًا إلى أن السمك المجفف كان له أهمية كبيرة في تموين المصريين ويتألف منه الطعام الرئيسي للفقراء، وذكر "هيرودوت" أن المصريين كانوا يرسلون الأسماك بعد صيدها إلي الأسواق، ويأكلون الأنواع المفضلة عندهم طازجة مثل "قشر البياض والبلطي"، أما الأنواع الأخرى فكانوا يشقون بعضها من منتصفها ويملحونها ويعلقونها علي حبال في الشمس أو يتركونها في تيار الهواء الجاري لتجف تمامًا، وفي بعض الأحيان يشقون السمكة بالسكين شقًا طويلًا من الرأس إلي الذيل بحيث يفصل الجانبان عن عظمة الظهر.

وتابع: الكثيرون  يقنع بإخراج أمعاء السمكة ونزع قشورها وإزالة الرأس ونهاية الذنب وتمليحها وتركها في الشمس لتجف. كما ذكر المؤرخ أن "الأسماك المملحة" كانت تُأكل بكثرة وأغلب الظن أنه يعني بذلك "الملوحة" أو "الفسيخ" الذين كانوا يرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، ولا يزال المصريون يأكلونه حتى الآن وخاصة في عيد "شم النسيم".


كيف برع المصريون القدماء في تحنيط وحفظ الأسماك المملحة؟

 كيفية تحنيط الأسماك عند القدماء المصريين

وأشار الخبير الأثري وعلم المصريات إلى أن الأسماك تحنط وتحفظ في المقابر مع غيرها من أنواع الطعام والشراب، وقد تم العثور علي أسماك كثيرة محنطة ومجففة من عصور مختلفة ليس من السهل تمييز أنواعها،  مضيفًا وجدير بنا أن نعرف كيفية تحنيط هذه الأسماك، فقد وجد بعضها خاليًا من آثار القار الذي أستعمل في التحنيط، وقد ظهر من التحليل الكيميائي أنه تم نقعها في محلول من الماء المالح، ثم أحيطت بطبقة من الطين المحمل بمواد ملحية تعلوها لفائف مُحكمة بمهارة، وبفضل جفاف الهواء وحماية الرمال الجافة أمكن حفظها آلاف السنين بدرجة أن بعضها لا يزال يحتوي علي مواد حيوانية.

العثور على تماثيل صغيرة لأسماك مصنوعة من البرونز

واستطرد الخبير الأثري أنه قد تم العثور علي تماثيل صغيرة لأسماك مصنوعة من البرونز، بعضها متوج بقرص الشمس وقرني البقرة "حتحور"، وبعضها الآخر على شكل سيدة يعلو رأسها سمكة تمثل الإلهة "حات_محيت" إلهة السمك.


الدكتور أحمد عامر

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: