والدي وعٌثمان القوصي وأنا.. والحياة اليوم

12-4-2023 | 15:37

للسودان والعاصمة الخرطوم مكانة خاصة في قلبي وحياتي بشكل عام؛ حيثٌ كان لوالدي - رحمة الله عليه - صديق أقرب للأخ الذي لم تلده أمه؛ وهو المرحوم عٌثمان القوصي، وكانت بينهما صداقة قوية وزيارات لا تتوقف ووشائج لم تنقطع يومًا، وكانت زوجة عمي عُثمان القوصي - رحمة الله عليهما - سليلة عائلة أبو رجيلة.. 

فعلاقات النسب والمٌصاهرة بين الشعبين المصري والسوداني أكبر دليل على وحدة المصير ومتانة الوشائج التي تجمعنا مع أشقائنا في السودان، وعلى ما أتذكر كانت آخر زيارة لي إلى الخرطوم العاصمة السودانية في شهر مارس عام 2015، وكانت لإجراء حوار مع الرئيس السودني السابق عمر البشير لبرنامج "الحياة اليوم" قمت بالإعداد له بالتنسيق مع المٌستشار الإعلامي للسفارة السودانية بالقاهرة وقتها الصديق العزيز الأستاذ محمد جٌبارة، والحوار أجراه وقتها صديقي وزميلي المٌذيع المـٌتميز شريف بركات.

وأنا من المٌحبين للسودان وأهل السودان، ولنا في العاصمة الخرطوم ذكريات لا تٌنسى، ومازلت أتذكر تفاصيل اللقاء مع الرئيس السوداني وقتها (عٌمر البشير)، وأتذكر أيضًا أهم ما ذكره البشير في الحوار من أن العلاقات المصرية السودانية ليست عاطفية أو تاريخية فحسب، وأن المصالح والعوامل المشتركة بين البلدين والشعبين المصري والسوداني لا تٌعد ولا تٌحصى، وأشار كذلك إلى وجود لجان وزارية عديدة بين مصر والسودان لوضع السياسات والخطط بين البلدين، وهو مؤشر على أهمية توطيد العلاقة، وأشار كذلك إلى أن السودان لديها رجال أعمال مصريون في السودان، وأن المستثمر المصري لديه حرية التعامل مع العمالة المصرية؛ لأن رجل الأعمال المصري لديه صلاحيات ومميزات في السودان لا تتوافر لأي رجل أعمال آخر مثل تملك الأراض، وأكد أيضًا وقتها أن السودان تٌطبق الحٌريات الأربعة للمصريين، وهي حرية التملك والانتقال والاقامة والعمل، (وهو أمر أتمنى أن يتم الاستفادة منه إذا كانت هذه الامتيازات مازالت قائمة).

أعلم أنني لن آتي بجديد عندما أتحدث عن العلاقات الأزلية والروابط التاريخية والإنسانية بين مصر والسودان، فهي علاقات ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.. 

شعب واحد وتربطنا علاقات مٌـعددة الروافد تاريخيًا وجٌغرافيًا، وكذلك الروابط الاجتماعية والثقافية، هذا كله بالإضافة إلى رابطة مياه النيل التي تُمثل بٌعدًا أكبر وأشمل بين البلدين والشعبين، بل وتٌمثل بعٌدًا أمنيًا ووجوديًا لمصر وللسودان لما لديهم من إمكانات وثروات، بالإضافة إلى الأمن القومي المصري والسوداني في نفس الوقت والمصالح المشتركة والمتبادلة بينهم والتعاون والتكامل بين مصر والسودان يأتي في العديد من المجالات خصوصًا في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك التنمية الاقتصادية مثل الربط الكهربائي بين البلدين؛ وهو ما يٌمثل مجالًا واسعًا للاستثمار، بالإضافة إلى المجال الاجتماعي في الجانبين الصحي والتعليمي وما له من بٌعد إنساني وثقافي.. 

خلاصة القول يا سادة العلاقات المصرية السودانية تتميز بخصوصية لا تٌضاهيها العلاقات مع أي دولة أخرى، والعلاقات المشتركة بيننا تٌغطي كافة المجالات، وعلى المستوى الإقليمي هٌناك توافق كبير بين مصر والسودان فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني مٌلزم بشأن قواعد الملء والتشغيل، بما يٌراعي مصالح جميع الأطراف ورفض أي حلول انفرادية من الجانب الإثيوبي..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: