Close ad

السهرات الرمضانية.. جسر التلاحم الأسرى

11-4-2023 | 20:24
السهرات الرمضانية جسر التلاحم الأسرىصورة أرشيفية
عادل الشافعى
الأهرام العربي نقلاً عن

ماجدة فؤاد: المزارات التراثية والدينية تجذب السائحين العرب والأجانب
د. جعفر: إحياء الأمسيات بالفنون الراقية ومجالس الذكر والعلم بعيدا عن النميمة واللهو الخارج

رمضان شهر عظيم القدر بين شهور السنة، فالأجواء فى سهراته لها طابع خاص واستثنائى، مما يجعله فرصة لحل الخلافات والتقارب الاجتماعى والتلاحم الأسرى قدلا تتكرر طيلة العام.

فى البداية تقول حنان إبراهيم: ربة منزل وأم لطفلين، فى رمضان نتبادل الزيارات العائلية، فهو شهر «اللمة»، ومن خلال سهراته يجرى تبادل المشاعر والعلاقات الإيجابية التى تعيدالتلاحم العائلى.
وتضيف شيماء صبحى ربة منزل، فى سهرات رمضان نتبادل أطراف الحديث مع أفراد العائلة، وتداول أخبار كل منهم، بالإضافة لاستعادة المواقف الطريفة التى تجمع بينهم.
ويتفق معها محمد عبد الحليم «موظف»، مشيرا إلى أن الخروج مع العائلة لتناول السحور فى منطقة الحسين أو السيدة، وغيرهما من المزارات الرمضانية له بهجة خاصة فى النفوس، ويشكل جسراً لتلاقى النفوس، والتواصل والتلاحم الحقيقى.

من جانبها تؤكد ماجدة فؤاد خبيرة السياحة الدينية، أنه علينا البحث عن أفضل الأماكن لقضاء ليلة رمضانية، مثل زيارة القاهرة الفاطمية التى يقصدها الأخوة العرب والسائحون الأجانب، من كل أنحاء العالم، خصوصا منطقة الحسين والسيدة زينب، والأزهر وغيرها من الأماكن التى لها طابع دينى، حيث عناق العمارة الإسلامية الرائعة بأضواء المآذن المبهرة وأناشيد الابتهالات فى سرادقات وزارة الأوقاف وهيئة قصور الثقافة، ودار الأوبرا وغيرها، والتى تقام يوميا فى ساحة وكالة الغورى وشارع المعز وأماكن تجمعات الحرف التراثية والخيامية، وخان الخليلى، والمتحف الإسلامى، وكذلك منطقة جامع عمرو والفسطاط ومتحف الحضارة، ومجمع الأديان، إضافة إلى بعض المدن فى المحافظات التى تشهد أنشطة مماثلة، مثل تلك التى تجرى فى ساحات، ومزارات السادة: أبى الحجاج فى الأقصر، والسيد البدوى فى طنطا وعبدالرحيم القناوى فى قنا، والعارف بسوهاج، والدسوقى بكفر الشيخ، والمرسى أبو العباس بالإسكندرية، والأغاخان فى أسوان وغيرها بطول مصر وعرضها، حيث الاستماع إلى الابتهالات والإنشاد وغيرها من أنشطة ترفيهية ذات طابع فلكلورى.

ويوضح د. سامح أبو النيل، أستاذ التنمية البشرية، أن أمسيات رمضان لا تحلو من دون التجمعات العائلية، سواء خارج المنازل فى الأماكن الدينية والروحانية أم السهرات داخل المنازل كمجالس القرآن الكريم، وهوأمره له بعد نفسى إيجابى لسهرات رمضان، ينعكس على الحالة المزاجية العامة، فالصحة النفسية تستقيم باجتماع جميع أطياف المجتمع فى مكان وزمان واحد، ليكونوا نسيجا رائعا من الكل دون أن نقصى أحدا من المشهد.

 ويرى د. يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن رمضان يتميز فى مصر وبعض البلاد العربية بأمسياته، حيث يجلس الناس لقضاء وقت ممتع بعد صلاة التراويح، حول القصص والأخذ والرد فى الكلمات المباحة، أو أن يكون فى هذا المجلس فن راق كالإنشاد الدينى، أو بعض سماع الآلات الموسيقية التى لا ترتبط بأمور محرمة، بعيداً عن اللهو الخارج عن ضوابط الشريعة، أو مجالس السمر بالكلام فى الغيبة والنميمة والاستهزاء بالناس والسخرية، منهم ونحو ذلك أو فى مجالس الشراب والرقص، وهوأمر لا يجوز فى رمضان ولا فى غير رمضان.

ويلفت د. جعفر النظر، نظرنا إلى السهرات التى كانت ترتبط برمضان فى مدننا وقرانا القديمة، حيث تلتف العائلة حول قراءة القرآن والاستماع للقارئ وتفسير بعض الآيات، والأسئلة الفقهية، أو ما ينفع الناس فى حياتهم وفى أخراهم، وأيضا السهرات حول المدائح النبوية والقصائد الشعرية الأدبية الراقية، التى ترفع الذوق وترقى المشاعر.

 أما أمسيات الليالى العشر الأخيرة فى رمضان فيجب أن تخصص، قدر المستطاع، لكى يقوم الناس فيها بصلاة التهجد فى المساجد وعقد مجالس القرآن فى البيوت، والحمد لله عادت هذه الأمسيات فى الأعوام الأخيرة للظهور من جديد لإحياء أمسيات رمضان بذكر الله سبحانه وتعالى، وهو أعظم إحياء وأطيب ذكر.

كلمات البحث
الأكثر قراءة