الساعات القليلة الماضية، حملت مجموعة من الرسائل الهامة، بعثت بها الدولة المصرية الى مواطنيها في كل مكان.
الرسائل الأولى بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه خلال زيارته إلى حي الأسمرات قبل أيام، والثانية خلال الساعات القليلة الماضية من قسم أول مدينة نصر.
العنوان الرئيسي للرسائل عموما هو أن رئيس الدولة بنفسه مع الناس وبين الناس، يستمع ويناقش ويطلع على الجديد، صراحة ودون وسيط.
في اعتقادي أن اختيار منطقة "حي الأسمرات"، لتكون أولى المناطق التي تنطلق منها هذه الرسائل، هو اختيار موفق بشكل كبير، ذلك أن حي الأسمرات يمثل النقلة الكبرى في أسلوب معيشة المصريين، وخاصة الفئات الأكثر احتياجا. كما أنه يعد نموذجا للتحول من المناطق اللأدميه إلى المناطق، التي تنشد منها الدولة صناعة المستقبل ووضع التصور الأمثل له.
إحدى هذه الرسائل كانت اختيار السيد الرئيس لحي الأسمرات، ليكون موقعا لمائدة إفطار الأسرة المصرية، وهو التقليد السنوي، الذي اعتاد عليه الرئيس في كل رمضان، وتتجمع فيه الفئات الممثلة لكل طوائف الشعب المصري وأطيافه.
الحقيقة أن الرساله الأولى كانت واضحة وضوح الشمس، وهو أن الحديث سيكون من الشارع وإلى الشارع وللفئات التي تستحق بالدرجة الأولى الاستماع اليها مباشرة.
أحد العناوين الهامة في رسائل حي الأسمرات، هو تأكيد الرئيس خلال تفقده لمعرض الأسر المنتجة على أن الدولة المصرية، ستوفر أي ماكينات أو معدات تساعد المنتجين وتيسر من عمليه الصناعة والتسويق، وخاصة فيما يتعلق بالصناعات اليدوية.
وفي اعتقادي أن الدولة المصرية وفقا لإستراتيجيتها ٢٠٣٠ تسعى إلى دعم كل المجتمعات القادرة على الإنتاج لتحقيق التنمية المستدامة، فهذه المجتمعات ليست المجتمعات الريفية التي تقدم منتجا غذائيا، ولكن أيضا المجتمعات الحضارية، تستطيع أن تقدم منتجات تحقق الاكتفاء الذاتي لها حتى ولو كان في إطار الحي أو المركز أو المدينة.
حديث الرئيس كان واضحا بشكل كبير في اطمئنانه المباشر على أحوال الأهالي، وخاصة حينما سالهم عن أحوالهم في المساكن الجديدة وهو ما يشير إلى اطمئنان الدولة إلى حي الأسمرات الذي أنشأته بديلا للمناطق العشوائية بالقاهرة.
وهنا تظهر حقيقة أخرى، هي انعكاس لدولة 30 يونيو والمتعلقة بمتابعه كل المشروعات حتى بعد اتمامها وتسليمها، فالقضية هنا هي الأستمرار وليست النقل أو التاهيل فقط.
خلال المأدبة، تحدثت والدة احد المشاركين بمبادرة جيل جديد عن فخرها بوجودها في هذا الحي، وبتشرفها به في أي مكان، ووجهت حديثها للرئيس قائلة : "حضرتك غيرت المكان وإحنا اتغيرنا والمبادرة بتعيد تربية أولادنا وما فيش كلام يوفي إللي عملته معانا ربنا ينصرك".
حقيقة أرى أن هذه الرسالة على وجه التحديد هي أقوى رسائل حي الأسمرات، فليس هناك أهم ولا أشمل من رضا المواطنين عن الأداء، ولا أعظم من تحقيق الحلم والسعي إلى أن يكون كبيرا، ويشارك فيه كل المواطنين.
رسائل أخرى حملتها الزيارة المفاجئة، التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لقسم شرطة مدينة نصر، قبل موعد أذان المغرب مباشرة، حيث تابع بنفسه سير العمل داخل القسم وجودة الخدمات المقدمة. وتطرق الحديث خلال الجولة المفاجئة إلى تفقد أحدث النظم، التي يتم استخدامها داخل القسم، ومنها نظام العرض الإلكتروني على النيابة، والذي يمثل نقلة كبيرة.
رسائل الانضباط داخل القسم كانت واضحة، وخاصة عندما جلس السيد الرئيس أمام الضابطة في المقعد المواجه لها في إشارة إلى أنه مواطن من بين المواطنين، وأن في استفساره محاولة للإجابة على تساؤلات الناس.
خلال الزيارة المفاجئة، كان أحد الصيادلة موجودا بالقسم لتحرير محضر، وهنا دعاه الرئيس إلى تناول الأفطار معه ومع قوة القسم ، وسأله سؤالا واضحا ومباشرا: " أنت جاي تعمل بلاغ ليه؟!".. وهذا السؤال يعني البحث والتدقيق سواء في إعداد البلاغات المحررة داخل الأقسام أو نوعيتها.. وهل يمكن تفادي البلاغ وحل المشكله الطارئة دون تحريره؟!
الرسالة الأخيرة، التي يحرص عليها الرئيس في كل مكان، هي التأكيد على صحة وجودة الطعام المقدم للعاملين بالمكان، وهي قبل أن تكون رسالة إنسانية، هي رسالة مهنية بحتة هدفها رضا كل العاملين عن أداء الهيئات المسئولة عنهم.
رسائل كلها حيوية.. تنظر وتتطلع إلى المستقبل..
[email protected]