كثير منا يشعر بتعب في العظام بعد الصيام، ولكن هذا الألم ليس بسبب الصيام، ولكن بسبب عدم إتباع نظام صحي متكامل ومتوازن، لذلك من الضروري تناول غذاء متوازن ومتكامل من جميع العناصر الغذائية، وذلك بهدف الحفاظ على الصحة لأنه أمر في غاية الأهمية عند الصيام خلال شهر رمضان المبارك، ورغم تناول المشروبات المرطبة كنوع من محاولة البقاء رطبا طوال فترة الصيام ، والأطعمة التي تحافظ على طاقة الشخص على مدار اليوم، لكن يجب على الصائمين أن يتبنوا عادات وممارسات معينة تضمن أيضا الحفاظ على صحة عظامهم خلال شهر رمضان الكريم.
موضوعات مقترحة
يقول الدكتور باسم درويش استشاري العظام والخشونة، على الصائم في شهر رمضان، التأكد من تناول كميات كافية من الكالسيوم، حيث يحتاج الشخص البالغ من 1000 إلى 1200 ملجم من الكالسيوم يوميا وهو أمر ضروري لصحة العظام، وهذه الكمية يهملها الصائم خلال شهر رمضان، ولا يحدث لديهم اهتمام بتناول الكمية المطلوبة من الكالسيوم، مما يؤدي إلى إزالة أجسامهم للعنصر من العظام للحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم، وللعلم تعتبر منتجات الألبان من المصادر الجيدة للكالسيوم ، لذلك ينصح بتناول بكل مصادر الكالسيوم من الأجبان والزبادي والبيض واللبن وغيرها.
" كما يحبذ الاهتمام بتناول الزبادي مع التوت والمكسرات في وجبة السحور لأن هذا المزيج خفيف على المعدة ويساعد في الحفاظ على العطش أثناء النهار، مع ضرورة الابتعاد عن المشروبات الغازية واستبدالها بمشروب الزبادي، لأنه من المؤسف أن معظم الصائمين مع تعدد أصناف المشروبات في الإفطار والسحور، يقومون باستبدال العصائر والمشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بدلا من مشروبات اللبن الزبادي أو اللبن المخفوق دون إضافة سكر وغيره من العادات الخاطئة.
كما أن التعرض لأشعة الشمس في الصيام وغير وقت الصيام من الأمور الضرورية، حتى لا يتعرض الصائم لنقص فيتامين (د)، حيث إن الحفاظ على فيتامين (د) ضروري للحفاظ على صحة العظام المثلى، ويمتصه جسمنا بشكل أساسي من خلال التعرض الكافي للشمس، يمكن أن يؤدي عدم التعرض لفترة طويلة إلى إضعاف العظام مما يؤدي إلى حالات مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل، وللعلم فيتامين د يمكن الحصول عليه من التعرض للشمس.
ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على عظام الجسم في الصيام
ويضيف الدكتور باسكم درويش، أنه على الصائم بعد تناول وجبة الإفطار الخفيفة، أن يتأكد من أنه استهلك ما يكفي من السوائل، ثم يقوم بممارسة تمارين خفيفة، أو ممارسة رياضية المشي السريع لمدة 20 دقيقة ، يمكن أيضا القيام ببعض التمارين الرياضية مثل التمرينات القرفصاء والطفرات والجلوس، وذلك بهدف حماية صحة عظام الجسم بشكل أسهل، لذلك تجب معرفة تأثير النظام الغذائي، والأنشطة البدنية، وعوامل نمط المعيشة الأخرى على كتلة العظم في الجسم .
" حيث تؤدي العظام العديد من الوظائف في الجسم، لأنها توفر الشكل الهيكلي للجسم وتحمي الأعضاء وتحمل العضلات وتخزن الكالسيوم، لأنه من الضروري بناء عظام قوية وصحية للأطفال والبالغين، حيث لاتصبح عرضة لمدى احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، لأن هشاشة العظام تجعل العظام ضعيفة وهشة، فكلما أكتسب الجسم كتلة عظمية أكثر، زادت كثافة العظام ، وانخفضت احتمالية الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في العمر.
أسباب تؤثر على صحة العظام
يقول الدكتور باسم درويش استشاري العظام ، أنه توجد عده عوامل تؤثر على صحة العظام من بينها كمية الكالسيوم في نظامك الغذائي، حيث قد تتناول كميات كبيرة من الطعام ولكنها تكون خالية من عنصر الكالسيوم، حيث يؤدي النظام الغذائي منخفض الكالسيوم إلى خفض كثافة العظام، والفقدان المبكر للعظام، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالكسور.
" كما أن انخفاض الأنشطة البدنية، يسبب في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الأشخاص الذين لا يمارسون أنشطة بدنية مقارنةً بمن يمارسون أنشطة بدنية أكثر، كما أن تعاطي التبغ والتدخين والكحوليات يسهم في إضعاف العظام.
ويكمل: أن إصابة العظام والإصابة بهشاشة العظام يزداد أكثر لدى السيدات، نظرا لأن لديهن أنسجة عظمية أقل من الرجال، كما تتأثر العظام وفقا لحجم الجسم ، يزداد خطر الإصابة إذا كان الجسم نحيفًا للغاية، أو إذا كان هيكل الجسد صغيرا، لأن الكتلة العظمية لديك قد تكون منخفضة في الأساس، ثم تفقد جزءًا منها مع التقدم في العمر.
ويعتبر العمر مؤثرًا في صحة العظام، حيث تصبح العظام أرق وأضعف مع التقدم في العمر، خاصة في حالة وجود تاريخ عائلي، مما يساعد على ارتفاع خطر الإصابة بهشاشة العظام.
مستويات الهرمونات واضطراب الشهية وتأثيرها على العظام
يقول الدكتور أحمد السرساوي استشاري العظام والروماتيزم، على الصائم ان يراعي تناول المشروبات الطبيعية والفواكه، حتي ينخفض استهلاكه من تناول السكريات ، لأنها تؤدي إلى خلل في الهرمونات، حيث يمكن أن تتسبب الزيادة الكبيرة في مستوى هرمون الغدة الدرقية في فقدان العظم، وبالنسبة للسيدات، يزداد فقدان العظام بشكل بالغ في مرحلة انقطاع الطمث، نظرا لانخفاض مستويات الإستروجين.
" كما أن غياب الطمث لفترات طويلة من الزمن قبل انقطاعه يزيد أيضا من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام، أما الرجال، فانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لديهم يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكتلة العظمية، كما أن اضطراب الشهية والحالات الأخرى، يؤدي إلى تقليل كمية الطعام بشكل مبالَغ فيه ونقص الوزن إلى ضعف العظام لدى كلٍ من الرجالِ والنساء على حد سواء، وبالإضافة إلى ذلك أنه مع تناول نظام غذائي متكامل في شهر رمضان وبكميات معتدلة يساعد على إنقاص الوزن، بدلا من اللجوء إلى جراحات التخسيس، حيث قد تؤثر جراحة إنقاص الوزن وبعض الحالات مثل الداء البطني على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم.
خطوات للحفاظ على صحة العظام
يقول الدكتور أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية، أنه يجب اتخاذ خطوات بسيطة للوقاية من تناقص كتلة العظام أو إبطائها، وذلك يتم من خلال أن تضيف للنظام الغذائي كمية كبيرة من الكالسيوم بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 50، و لكن نسبة الكالسيوم تزداد مع الرجال والنساء عند السن الكبير.
" ويجب أن تتضمن قائمة الأقطار على الصيام والسحور وفي غير شهر الصيام، كثير من المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم مثل مشتقات الحليب، واللوز، والبروكلي، والكرنب المستخدم في السلاطات، وكذلك السلمون المعلب بالعظام، والسردين، ومنتجات الصويا.
ويكمل: أنه من الضروري الغهتمام بتناول الفيتامينات التي تحتوي على فيتامين D، مثل تناول الأسماك الزيتية، مثل السلمون بأنواعه، والسمك الأبيض، والتونة، وعيش الغراب والبيض والأطعمة المعززة مثل الحليب وحبوب الإفطار مصادر جيدة لفيتامين D، كما تسهم أشعة الشمس أيضا في جعل الجسم ينتج فيتامين D، مع سؤال الطبيب عن المكملات الغذائية اللازمة لصحة العظام أثناء الصيام .
" مع ضرورة إجراء فحص كثافة العظام، لأنها تساعد في قياس كثافة العظام ومن ثم تحديد معدل خسارة العظام، وبذلك يتم تحديد عوامل الخطر المعرض لها الجسم ، وبذلك يتمكن الطبيب من ترشيح دواء يحمي الصائم والعظام .
الأغذية الضرورية لصحة العظام
ويضيف استشاري التغذية العلاجية، أنه من الضروري تناول الأغذية الضرورية لصحة العظام، مثل الزبادي والموز، حيث يحتوي الزبادي على كمية كبيرة من الكالسيوم الذي يساعد على زيادة البكتيريا الجيدة، والذي يساعد في الحفاظ على صحة العظام بشكل كبير، وبالتالي يجب الاستمرار في تناولها بشكل يومي للحصول على أفضل النتائج.
" كما أن الموز يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية بما في ذلك البوتاسيوم الذي يساعد على تقليل مستويات الصوديوم التي يتم تناولها من الأطعمة، وبالتالي يساعد على تحسين مستويات ضغط الدم ولكن يفضل استشارة الطبيب المختص قبل الإفراط في تناوله.