رغم ما أنجزته الدولة في مجال الطرق؛ يظل ما يفعله عدد غير قليل من السائقين؛ يمثل حالات من الخطر الكبير؛ على سلامة الطريق، و كذلك على أرواح الناس.
كنا نظن أن "تسليس الطرق"؛ سواء بإعادة تأهيلها؛ أو شق محاور جديدة لتخفيف الضغوط على المحاور القديمة؛ ومن ثم توزيع الكثافات المرورية على عدد أكبر من الطرق والمحاور؛ من شأن ذلك "التسليس" أن ينقلنا لمرحلة أرقى في آليات التعامل وفق منظومة منضبطة.
إلا أن الواقع يشي بأشياء أخرى؛ لعل أهمها بعض التصرفات الحمقاء لعدد من منعدمي الضمير الذين يتعاملون مع قواعد المرور بشكل مستفز؛ بدرجة تدعو للغضب أحيانًا؛ خاصة أن تلك التصرفات تبدو غير مفهومة.
ومع تركيب أجهزة كشف السرعة؛ التى تصور قائد السيارة ومدى التزامه بارتداء حزام الأمان؛ نجد الناس تسير بسرعات كبيرة؛ وقبل جهاز الرادار يقلل من سرعته فجأة؛ فيعرض نفسه والآخرين للخطر.
وبتنا لانعرف؛ هل المطلوب زيادة عدد أجهزة الرادار بشكل يمنع السرعات الزائدة قدر المستطاع؛ أم أن هناك وسيلة أخرى يمكن أن تردع المخالفين؛ زد على ذلك أن جنون السرعة يستهوي عددًا كبيرًا؛ بشكل مقلق؛ ثم نتساءل لماذا تحدث الحوادث؟
يجب توعية الناس ليس بآداب المرور؛ لأننا تخطينا تلك المرحلة؛ ولم تعد تأتي بما تهدف؛ بل يجب التوعية بقواعد المرور؛ مع التوعية بغرامات مخالفتها.
فعلى سبيل المثال؛ بدأ عدد كبير يرتدي حزام الأمان؛ حيث تيقن من قيمة الغرامة التي تأتيه حال عدم ارتدائه؛ من خلال رسالة تأتيه عبر هاتفه المحمول؛ ولكن لا يعلم عدد كبير من الناس؛ أن عدم الالتزام بالسير في الحارة المرورية يعد مخالفة تستوجب الغرامة، لأنه يعتبر مخالفًا؛ حيث يقوم بتعطيل السير؛ لأنه يعطل حارة مرورية دون داع لذلك؛ تلك المخالفة تحديدًا؛ لو تم التركيز عليها إعلاميًا؛ ومن خلال اللافتات التي تنتشر على الطرق؛ مثل لافتات الطريق مراقب بالرادار؛ يمكن أن تعيد للطرق بريقها المفقود؛ لاسيما أن عدم الالتزام بالحارة المرورية يزيد الزحام زحامًا بشكل غير محتمل.
أما النقطة الأهم؛ فهي خاصة بتصرفات تفتقر لكل آداب المرور؛ يعاني منها كل قائدي السيارات خاصة الملتزمين، وتتعلق بعدم استخدام إشارات السيارات الدالة على على نية قائد السيارة للدخول في اتجاه آخر أو الدوران للخلف.
كل ذلك بات يحدث بشكل مفاجئ؛ تسير بسيارتك؛ وفجأة يقرر أحدهم الدخول يمينًا أو يسارًا؛ دون أي اعتبار للسيارات المجاورة؛ ولا اعتبار لما يمكن أن يسببه ذلك من حوادث، قد تسبب ضررًا جسيمًا يصل للموت أحيانًا.
هل المطلوب أن تنتشر كاميرات على كل الطرق بما فيها الفرعية لمراقبة تصرفات قائدي السيارات؟
الإجابة؛ نعم، وبات ذلك أمرًا ملحًا؛ لاسيما أن الأخطاء تجاوزت كل حدود المنطق؛ وبات لابد من التفكير في حلول خارج الصندوق، ويجب أن نعلم أن الكاميرات كانت سببًا مهمًا للغاية في القبض على مرتكبي عدد كبير من الجرائم؛ لذلك هي الوسيلة الأكثر فاعلية في ضبط أداء المنظومة المرورية.
أما تكلفتها فيمكن جمعها من قيمة المخالفات التي يتم تحصيلها؛ لأننا بتلك الكيفية نعيد للطرق هيبتها المفقودة؛ كما نحافظ على ممتلكات وأرواح الناس.
،،، و الله من وراء القصد
[email protected]